بولس رسول حقيقي وحقوقه كرسول (١-١٤). ا ف ب. تخلى طواعية عن حقه في الحصول على أجر مقابل أنشطته الوعظية بسبب مبدأ إنكار الذات الذي تعلمه (15-22). ما هي المخاطر التي كان سيتحملها الرسول بولس لو رفض اتباع طريق التخلي الطوعي (٢٣-٢٧).

1 ألست أنا رسولا؟ هل أنا لست حرا؟ أما رأيت يسوع المسيح ربنا؟ ألست أنت من شأني في الرب؟

1-14. حنفية. كان لبولس معارضون كثيرون في كورنثوس (راجع 2 كورنثوس 12: 11- 18)، الذين حاولوا إذلال سلطته كرسول. وحتى حقيقة أنه لم يرغب في التمتع بمكافأة أعماله الكرازية، فقد ألقي باللوم عليه من قبل خصومه، الذين رأوا في ذلك دليلاً على أنه هو نفسه لا يعتبر نفسه مساويًا لرسل المسيح الآخرين. وفي ضوء مثل هذه الهجمات عليه، أب. يثبت أولاً أنه رسول حقيقي، خاصة بالنسبة لأهل كورنثوس، وأن له كل حقوق الرسول ويجب أن يستفيد من مضامين جماعة كورنثوس، مثل كل من يعمل مثلاً. يتمتع الكاهن الذي يخدم المذبح بالدخل من المذبح، على الرغم من أنه في الواقع Ap. ولم أستغل هذا الحق حتى لا أضع عائقًا أمام تبشيري بالمسيح.

1. ا ف ب. حتى في الآيات الأخيرة من الفصل الثامن قال إنه من أجل مصلحة إخوته كان مستعدًا لإنكار الذات. الآن يكشف عن هذا الفكر، لكنه يرى أولا أنه من الضروري الإشارة إلى أن لديه ما يتخلى عنه، وأن ما يتخلى عنه طوعا ينتمي إليه بالفعل. - ألست أنا رسولا؟ويبدو أنه الأصح وضع هذا السؤال حسب كثير من المخطوطات القديمة في المرتبة الثانية والأولى - السؤال: "هل أنا حر؟"وبهذه الطريقة سيكون الانتقال من الفصل الثامن إلى الفصل التاسع أكثر اتساقًا. في الفصل السابق، خاطب الأشخاص الأقوياء في الإيمان، الذين كانوا فخورين بحريتهم المسيحية. في هذا الفصل، يقارن نفسه بهؤلاء الأشخاص ويسألهم إذا كانوا حقًا لا يدركون أنه يمتلك هذه الحرية بالكامل؟ ثم يشير إلى أنه حقاً رسول المسيح. وبما أنه عند وضع الرسول مكان يهوذا، تمت المطالبة بأن يكون الرسول الجديد من رفاق المسيح الدائمين (أعمال 1: 22)، يقول بولس إنه أيضًا رأىيسوع المسيح بالطبع خلال رحلة إلى دمشق. وهذه الرؤيا، كما هو معروف، هي تكريسه للكرامة الرسولية بواسطة المسيح نفسه. ا ف ب. وفي نفس الوقت يدعو المسيح ربنالتعيينه رأسًا للكنيسة، الذي له وحده أن يدعو أحدًا إلى الخدمة الرسولية (راجع غلاطية 1: 1 وأعمال 1: 26). وهذا هو أول دليل على صدق رسوليته. ولكن بما أن خصومه يمكن أن يطلقوا على الرؤية المذكورة مسرحية من الخيال، فإن Ap. ويرى بولس أنه من الضروري أن يقدم برهانًا ثانيًا على رسوليته، فيشير إلى تأسيسه للكنيسة في كورنثوس، التي هي عمله. ما هي قوة هذا الدليل؟ الرسول، كما يقول في الثانية (1-2 ق)، ظهر في كورنثوس ضعيفًا وأعزلًا. هل يمكن أن يأمل أن يكون عمله هنا ناجحا؟ لا. ومع ذلك، تبين أن قضيته كانت قوية. - تأسست الكنيسة في كورنثوس وبدأت في الازدهار. ومن ساعده في هذه الحالة إلا المسيح الرب الذي دعاه؟! (أمري في الرب).

2 فإن كنت لست رسولا للآخرين فلكم الرسول؛لأن ختم رسالتي أنتم في الرب.
3 هذا هو دفاعي ضد أولئك الذين يدينونني.

2-3. الكشف عن الفكر الأخير، Ap. تعلن أنه يمكن استدعاء كنيسة كورنثوس مباشرة ختمالتي وضعها الرب نفسه في خدمته الرسولية. - أولئك الذين يحكمون علي- والأصح: الاستفسار (عن صحة رسالتي).

4 أم ليس لنا قوة أن نأكل ونشرب؟
5 أم ليس لنا القدرة أن تكون لنا زوجة أخت رفيقة كسائر الرسل وإخوة الرب وصفا؟
6 أم أنا وبرنابا وحدنا لا قوة لنا أن لا نعمل؟

4-6. ا ف ب. له الحق في الحصول على النفقة من كنيسة كورنثوس. - نحنأي أنا وبرنابا، وربما تيموثاوس وسيلا، الذين شاركوا في تأسيس كنيسة كورنثوس كموظفين في كنيسة القديس مرقس. بافل. - أكل و اشرب- بالطبع، على حساب الطائفة المسيحية الكورنثية. - احصل على زوجة أخت كرفيق. من اليونانية سيكون من الأدق ترجمة: "الأخت، أي أخت الإيمان - مثل الزوجة". يترجم النسخه اللاتينية للانجيل: "الزوجة كأخت" - بالطبع، من أجل العثور هنا على أساس عزوبة رجال الدين. تفصل الترجمة الإنجليزية الجديدة كلا التعبيرين كـ "أخت، زوجة". الترجمة الأولى هي الأصح: "أخت أي مسيحية كزوجة" لأن Ap. يشير أيضًا إلى مثال الرسل الآخرين، الذين، وفقًا للشهادة القديمة، كانوا جميعًا متزوجين، باستثناء يوحنا (كليمنت أليكس وأمبروسياست). - إخوة الرب- انظر مات. الثالث عشر:35 وآخرون. أماكن. - ا ف ب. لذلك يريد أن يقول إن الرسل الآخرين وله، إذا كانوا متزوجين، الحق في الحصول على النفقة من الجماعات المسيحية التي أسسوها ليس فقط لأنفسهم، ولكن أيضًا لزوجاتهم. - برنابامع أنه لم يُدعَ من قبل المسيح نفسه كالرسول. بول، إلى الخدمة الرسولية، ولكن مع ذلك، كمتعاون معه، (أعمال الرسل الثالث عشر: 1 وما يليها؛ غلاطية الثانية: 1 وما يليها)، احتل مكانة عالية. - لا تعمل- بالطبع لكسب الطعام لأنفسهم.

7 أي نوع من المحارب يخدم بأجره الخاص؟ من الذي يزرع عنبًا ولا يأكل ثمره؟ من الذي يرعى قطيعًا ولا يأكل من لبن القطيع؟

7. نفس التفكير في حقك في محتوى Ap. يؤكد ذلك بالإشارة إلى عادة، لوحظت في كل مكان، والتي بموجبها يتلقى المحارب نفقته، ويحصل الكرام على دخل من الكرم، ويستخدم الراعي الحليب من قطيعه. هذه الأمثلة هي Ap. ربما اختار، لأن الأنبياء غالبا ما يصورون شعب الله تحت صور الجيش والكرم والقطيع.

8 هل هو الإنسان فقط؟ منطقهل أقول هذا؟ أليس هذا ما يقوله القانون؟
9 لأنه مكتوب في شريعة موسى: لا تكم ثورا يدرس. هل يهتم الله بالثيران؟

8-9. هذه الإشارة إلى العرف العام تتعزز هنا بالإشارة إلى الحق الإلهي أو شريعة موسى. - درس الثور. في الشرق، كان القمح يُدرس بحيث يُساق حصان أو ثور على الحزم المنتشرة، فتُخرج الحبوب من السنابل بحوافرها، أو يسخرون الحيوان إلى عربة صغيرة، فيها عامل وقف وقاد الثور. - هل يهتم الله بالثيران؟في الواقع، عند إعطاء القانون المذكور أعلاه، لم يهتم الله بالحيوانات، التي كان بإمكانه دائمًا أن يرسل لها طعامًا من نفسه. أراد أن يوقظ المشاعر الطيبة لدى اليهود تجاه عمالهم. إذا كان الرب بالفعل - وكان على اليهود أن يقولوا لأنفسهم - يهتم كثيرًا بالثيران ويعلمنا أن نكون لطيفين معها، فكم بالحري يلزمنا أن نكون لطيفين مع الكائنات الحرة العقلانية التي تعمل من أجلنا؟!

10 أو بالطبع يقال لنا؟ لذلك، هذا مكتوب لنا؛ فإن من يحراث ينبغي أن يحرث على رجاء، ومن يدرس يجب درسعلى أمل الحصول على ما تتوقعه.

10. أو بالطبع بالنسبة لنا كما يقول؟ من الأفضل ترجمة هذا: "أو - إذا كان من المستحيل السماح لله بالتحدث من أجل الثيران - أليس من أجلنا بالمعنى الكامل للكلمة (πάντως) أن (الله) قال هذا؟" - من أجلنا- أي من أجل إقامة العلاقة الصحيحة بينكم أيها الناس. يعزو بعض المترجمين الفوريين هذا التعبير فقط إلى دعاة الإنجيل، ولكن Ap. من الواضح أن الثيران لا تتناقض مع الرسل، بل مع الناس بشكل عام. - لمن يرعش...تتم قراءة النصف الثاني من الآية بشكل مختلف وبرموز مختلفة. وفقًا للمخطوطات السكندرية، وكذلك الفاتيكان والمخطوطة السينائية، من الضروري ترجمة هذا المقطع كما هو منقول في الترجمة الروسية. لكن من الصعب الاتفاق مع هذه القراءة، لأن كلا العملين - الحرث والدرس - متساويان مع بعضهما البعض، بينما في الكتاب المقدس يبدو الأول صعبًا للغاية، والثاني - سهل ويشكل جزءًا من عمل جمع الحبوب، كما لو كان عيدًا للكادح (راجع مز 25: 5، 6). لذلك، فمن الأفضل أن نقبل هنا قراءة المخطوطات القديمة الأخرى، اليونانية اللاتينية، باعتبارها أكثر انسجاما مع فكر الرسول، أي ترجمتها على النحو التالي: “من يحرث فليحرث على الرجاء (فهذا يقوي الحراث في عمله”). العمل الشاق) الذي يدرسه لا يبقى بلا أجر" (كما كان سيحدث لو كان مكمما بكيس مثل الثور). فيما يتعلق بالدرس التعبير "مع الأمل"في الحقيقة غير مناسب على الإطلاق، لأن الدرس أمر أكيد، وليس كالزرع الذي قد لا يأتي بثمار...

11 إن كنا قد زرعنا فيكم الروحيات، فهل عظيم أن حصدنا منكم الجسديات؟

11. ا ف ب. يطبق الآن مثالاً من حياة المزارع على نفسه وعلى موظفيه. لكنه في الوقت نفسه يكشف لأهل كورنثوس أنهم لا يستطيعون حتى أن يكافئوه بما فيه الكفاية على أنشطته، لأن عمله روحي، والمحتوى الذي كان ينبغي أن يقدموه له هو أمر جسدي. بعد ذلك، لا يمكن أن يكون هناك أي ادعاء خاص في حقيقة أن Ap. يعبر عن حقوقه في المحتوى الذي يجب أن يأتي إليه من كنيسة كورنثوس: هذا شيء صغير مقارنة بما قدمه آب لأهل كورنثوس. بول...

12 إن كان لآخرون سلطان عليكم أفليس لنا نحن أكثر؟ لكننا لم نستخدم هذه القوة، بل نحتمل كل شيء، حتى لا نضع أي عائق أمام إنجيل المسيح.

12. آخر- هؤلاء إما خطباء كورنثيون محليون أو متهويدون أتوا من القدس. - لديك القدرة- بتعبير أدق: السلطة عليك أو الحق في تلقي المحتوى منك. - ولكننا لم نستخدم...حول هذا ا ف ب. يتحدث بالتفصيل أدناه (الآية 15). هنا ا ف ب. يعبر عن ذلك، غير قادر على احتواء سخطه على ذكر خصومه الذين وجهوا إليه اتهامات مختلفة. ثم يواصل مرة أخرى الفكر الذي بدأه أعلاه. - نحن ننقل كل شيء- تزوج 2 كور. الحادي عشر: 24-27. - وضع الحواجز أمام الإنجيل. بالطبع، إذا أب. بدأ، على غرار الفلاسفة والخطباء المسافرين، في أخذ أجر خطبه، ثم تمكن الكثيرون، أولاً، من مساواة بينه وبين الخطباء والفلاسفة والنظر إلى الإنجيل نفسه كنظام فلسفي، وثانيًا، يمكن أن يتهموا الرسول بأنه ينشر الإنجيل لمصلحته الخاصة ليحصل على دخل أكبر من تلاميذه.

13 ألستم تعلمون أن الذين يقومون بالخدمة يطعمون من القدس؟ أن الذين يخدمون المذبح يأخذون نصيبا من المذبح؟

13. من الواضح أننا نتحدث هنا عن الكهنوت اليهودي اللاوي، لأن Ap. لا يمكن استخدام الكلمة الملاذ الآمنفي ملحق للمعبد الوثني الذي يسميه معبد(الثامن:10). - الكهنة- بتعبير أدق: "أولئك الذين يهتمون بالعبادة". وهذا يشمل جميع اللاويين، بما في ذلك الكهنة. - خوادم المذبح- هؤلاء كهنة. - كان اللاويون يأخذون العشور من الشعب وجزءًا من الذبائح، وكان الكهنة يأخذون جزءًا من العشور اللاوي وجزءًا من الذبائح.

14 لذلك أمر الرب الذين يبشرون بالإنجيل أن يعيشوا من الإنجيل.

14. هنا ا ف ب. يقدم دليلاً لا يمكن دحضه بالفعل - وهو وصية الرب نفسه. ويقصد بالطبع ما نقل إليه. متى (عاشر: ١٠؛ راجع لوقا عاشرًا: ٧). - من الواضح أن Ap. ينظر إلى الوعظ كنوع خاص من الخدمة التي أسسها الرب يسوع المسيح نفسه. فبينما سائر المؤمنين منشغلون بشؤون مهنتهم، يجب على الدعاة أن يتركوا عملهم ( اترك شبكاتككان على الرسل أيضًا أن) من أجل الاعتناء حصريًا بنفوس البشر. ولذلك فإن الكنيسة التي يخدمونها ملزمة بالاهتمام بصيانتهم. وهذا ينطبق أيضًا على رجال الدين المسيحيين، ويثبت لهم الحق في الحصول على النفقة من قطيعهم.

15 لكنني لم أستخدم أي شيء من هذا القبيل. وأنا لم أكتب هذا ليكون هكذا بالنسبة لي. لأن موتي خير من أن يهدم أحد تسبيحي.

15-22. بغض النظر عن مدى عدم شك حقوق الرسول بولس في الحصول على الدعم من المجتمعات المسيحية، فقد تخلى طوعًا عن هذا الحق. وكان سبب رفضه هو اعتبار أن خدمته الكرازية لم تكن بالنسبة له شخصيًا استحقاقًا، بل واجبًا أمام المسيح. إنكار الذات Ap. امتدت حتى إلى ما هو أبعد من رفض المكافأة. وفي كل نشاطاته كواعظ، كان يضحي بحريته حيث يتطلب ذلك مصلحة جاره وخلاص الناس.

15. ا ف ب. يتحدث عن تنازله عن حقوقه في التعويض لكي يعطي درسًا لمسيحيي كورنثوس الذين لم يريدوا، باسم حريتهم، أن يرفضوا أكل اللحوم المذبوحة للأوثان. - لم أستخدم...ا ف ب. ومن هنا يبدأ الحديث عن نفسه في آن واحد. الرقم، لأن ما يتحدث عنه يهمه شخصيا فقط. - لهذا السببأي أن يمنحني المحتوى مثل المعلمين الآخرين. - مديحىأي ما أفتخر به بحق (أي رفضي للمحتوى).

16 لأنه إن كنت أبشر فليس لي فخر لأنه أمر ضروري واجبلي، والويل لي إن لم أبشر بالإنجيل!

16. لماذا ا ف ب. هل تفضل الموت على أن تفقد مجد كونك معلمًا حرًا للإيمان؟ لأنه لا يستطيع أن يفتخر بالتعليم أو بالوعظ نفسه - فإن أداء هذه الخدمة بالنسبة له هو مسألة ضرورة وواجب. بينما الرسل الـ12 تبعوا المسيح بالقرار الحر أيها الرسول. كان قسريأخذ على عاتقه أن يبشر الوثنيين، وإلا واجه الدينونة (أع 9: 5).

17 لأنه إذا كنت أفعل هذا طوعا، ثم سوفيكون له أجر؛ وإذا كان لا إرادي، ثم أداء فقطالوزارة الموكلة إلي.

17. إذا دخل الرسول بمحض إرادته إلى مجال الكرازة بالمسيح، فهذا يمكن أن يكون مدحًا له. وفي الوقت نفسه، لم يقم بهذه المهمة بمحض إرادته: مثل الخادم الأمين (راجع لوقا 12، 42، 43)، عليه أن ينفذ أمر سيده دون انتظار أي مكافأة.

18 ما هو أجري؟ لأنه بينما أبشر بالإنجيل، فإنني أبشر بإنجيل المسيح بحرية، دون أن أستخدم سلطتي في الإنجيل.

18. لكن الرسول لا يريد أن يقوم بالعمل الذي أوكل إليه كعبد. إنه يريد أن يفعل ذلك كرجل حر، كصديق لمن عهد إليه بهذه المهمة. للقيام بذلك، قرر الوعظ مجانا. - لماذا تتم مكافأتي؟؟ أي: "بأي طريقة." أناقررت أن تطلب الأجر من الرب؟ (AP. لا يريد العمل بدون مكافأة). لذلك، من خلال الكرازة بالإنجيل بحرية، فإنني أفعل شيئًا لم يُكلفني به. وبهذه الطريقة أنا متساوٍ مع الرسل الاثني عشر الذين انضموا إلى الرب طوعًا".

19 لأني إذ تحررت من الجميع استعبدت نفسي للجميع لأربح المزيد:

19. إنكار الذات ا ف ب. لا يقتصر بولس على رفضه للمحتوى: بل يمتد إلى نشاطه بأكمله. لقد تخلى دائمًا عن حقوقه حيث يمكن أن يفيد هذا التنازل جاره. لقد أطاع عادات الآخرين من أجل ذلك عدد أكبرلربح المؤمنين للمسيح.

20 فصرت لليهود كيهودي لأربح اليهود. فصار للذين تحت الناموس كأنه تحت الناموس لكي يربح الذين تحت الناموس.
21 إلى الغرباء عن الناموس، كأنه غريب عن الناموس، وليس غريبا عن الناموس أمام الله، بل تحت ناموس المسيح، لكي يربح الغرباء عن الناموس.
22 وكان كالضعيف للضعيف لكي يربح الضعفاء. أصبحت كل شيء للجميع من أجل الخلاص على الأقلبعض.

20-22. هنا ا ف ب. يكشف عن فكرة تبعية المرء للآخرين ( لقد استعبدت نفسي للجميع). - لليهود... للذين تحت الناموس. التعبير الأول يدل على الشعب اليهودي، والثاني يشمل كل من تمم الناموس من اليهود والدخلاء اليهود من الوثنيين. - كاليهودي... كمن تحت الناموس. ا ف ب. ويقصد هنا التنازلات التي قدمها عند التواصل مع الأشخاص الذين اعتادوا النظر إلى شريعة موسى على أنها واجبة على كل يهودي والذين كانوا يحرجون من أي مخالفة لهذا القانون. في ضوء هذا Ap. ختن بولس تيموثاوس (أعمال الرسل 16: 3)، وقطع نذرًا في كنخريا (أعمال الرسل 17: 18) وأدى طقوس التطهير النذير على نفسه بناءً على اقتراح آب. يعقوب (أعمال الحادي والعشرون: 26). - للغرباء عن القانون كما الغرباء عن القانون. ا ف ب. يضع نفسه على قدم المساواة مع المسيحيين الوثنيين، الذين لم يكن الامتثال لشريعة موسى إلزاميًا بالنسبة لهم. وعلى الرغم من أنه كان يهوديًا بالولادة، إلا أنه اعترف بنفسه كمسيحي، متحررًا من الوفاء بمتطلبات القانون، الذي لا يمكن أن يمثل قيمة أبدية، كقانون أخلاقي عام. لكنه في نفس الوقت ولم يكن غريباً عن الشريعة أمام اللهأي أنه في حياته الداخلية كان خاضعًا للقانون الحقيقي، أي إرادة الله. - تحت شريعة المسيح. بهذه الكلمات Ap. يوضح أنه أطاع قانون أعلىالله من خلال حقيقة أنه خضع أولاً للمسيح. وفي المسيح أيضاً نال شريعة ترشده الحياة الداخلية. - وهكذا ا ف ب. ويميز ثلاث مراحل للحياة: 1) الحياة بدونالقانون، عندما يسترشد الإنسان في أنشطته فقط بالميول الطبيعية، 2) الحياة تحتالقانون عندما يكون القانون شيئًا خارجيًا بالنسبة للإنسان ويجبره على الطاعة و3) الحياة الخامسالشريعة أو حياة المسيحي، عندما تكون إرادة الإنسان واحدة مع الشريعة الإلهية، تحت تأثير روح المسيح. - عاجز- هؤلاء هم المسيحيون الذين لم يثبتوا إيمانهم بما فيه الكفاية، وهو ما تمت مناقشته في الفصل الثامن. يشتري"يعني: ألا يسمح لهم بالانحراف مرة أخرى إلى اليهودية أو الوثنية، وهو ما كان يمكن أن يحدث لو لم يحد الرسول من حريته لهم، ولم يكن مثل شخص ضعيف. - أصبح الجميع- أحسن: جميع أنواع- يهودي وتابع للشريعة، إلخ. - بالطبع لم يكن الرسول يسترشد بأي أهداف شخصية، بل بالحب وحده. لكن على أية حال، فإن قدرة الرسول هذه على التكيف مع آراء الآخرين يمكن أن تعطي سببًا لاتهامه بها الانتهازيةوهو في الحقيقة متهم بهذا. هل هذا عادل؟ هناك نوعان من الانتهازية. يرى بعض اللاهوتيين المعاصرين أنه من الصعب على المجتمع أن يؤمن بالمعجزات الموصوفة في الكتاب المقدس، ويحاولون تقديم الإيمان بالمعجزات على أنه غير ضروري على الإطلاق للتقوى الحقيقية: يقولون إن جوهر الإنجيل ليس في المعجزات! ومن الواضح أن مثل هذا التنازل لروح العصر لا يمكن تبريره على الإطلاق، لأنه يغير مفهوم المسيحية ذاته كدين شهد نفسه بالآيات والعجائب (عب 2: 4). ويحدث أيضًا أن دعاة الأخلاق المسيحية يشطبون من برنامجهم جميع متطلبات الإنجيل الأكثر صرامة من أجل جذب الناس من بين المجتمع المتعلم، وأحيانًا يضحون بعقيدة المسيحية، والانضباط الكنسي، الذي يعتبر إلزاميًا فقط لعامة الناس . تسبب هذه الانتهازية ضررًا كبيرًا للمسيحية الحقيقية لأنها تشجع عدم الإيمان والتراخي الأخلاقي والتعلق بالملذات الحسية. المسيحية في مثل هذه الحالات هي نصف الحقيقة، مجرد قوة خيالية، وفي أحسن الأحوال، فقط بطريقة ملتويةإلى ملكوت السماوات. ولكن هناك الانتهازيةنوع مختلف تمامًا. بعض المبشرين بالإنجيل لديهم القدرة على التعمق في أسرار نفس الآخر. يرى بنظرة محبة كل ما يقلق ويربك روح شخص آخر، وهكذا، عندما يتعين عليه أن يخاطب مثل هذه النفس بكلمة وعظ، فإنه يقدم التنازلات، ويخفف من حدة إداناته، رغم أنه لا يضحي بالتضحية. المتطلبات الأساسية للإنجيل والعقيدة. هذه هي انتهازية Ap. بافل. وهذا ليس أكثر من مظهر من مظاهر تواضعه العالي والتضحية بالنفس من أجل جاره. إن التسامح مع هذه الانتهازية ليس بلا حدود: فهو لا يسمح لكل فرد بالخلاص بطريقته الخاصة (المثل فريدريك الكبير)، وهذا ما أثبته Ap. بولس، عندما خرج بإدانة حادة ضد القديس. بيتر، الذي، من خلال تنازلاته للمتهودين في أنطاكية، يمكن أن يدمر تمامًا العمل الذي تمكن أب من القيام به هناك من خلال جهود طويلة. بولس (انظر غل 2: 14).

23 أفعل هذا من أجل الإنجيل، لكي أكون شريكًا فيه.

23-27. حتى الآن يقول الرسول إننا يجب أن نتخلى عن حقنا في أكل لحوم الأصنام وبعض الحقوق الأخرى، لما سيجلبه رفضنا من فائدة لجيراننا. من هنا - وحتى الآية 22 من الإصحاح 10 - يبدأ يشرح لأهل كورنثوس أن خلاصهم الشخصي أيضًا يتطلب نفس الشيء، الأمر الذي سيكون صعبًا جدًا عليهم إذا استخدموا حقوقهم، دون أي اعتبار للظروف. في الختام المدروس للفصل التاسع، يشير الرسول أولاً إلى أنه هو نفسه يمكن أن يفقد الخلاص بسهولة إذا أراد التراجع عن طريق إنكار الذات.

23. يتنازل الرسول عن حقوقه كثيرًا في سبيل الإنجيل، حتى يصبح هو نفسه شريكًا في الخلاص الذي يبشر به الآخرين. فكرة المكافأة المستقبلية الموعودة للجميع، الذين يحبون اللهلا يتركه أبدًا: فهو يريد أن ينال إكليل النصر من يدي القاضي العادل.

24 ألستم تعلمون أن الذين يركضون في الميدان جميعهم يركضون، ولكن واحدًا ينال الأجر؟ لذلك اركض للحصول عليه.

24. لكي نفهم بشكل أفضل فهم القراء لهذه الفكرة المزعجة باستمرار حول المكافأة المستقبلية، يقارن الرسول موقفه بموقف أولئك الذين شاركوا في ما يسمى بالألعاب البرزخية. كانت هذه الألعاب تقام في كورنثوس كل عامين، ومثل الألعاب اليونانية القديمة (الأولمبية، النيميانية)، كانت تتكون من خمسة تمارين: القفز، ورمي القرص، والسباق، والقبضة، والمصارعة البسيطة. شاركت اليونان بأكملها في هذه الألعاب بحماس كبير، وتم الترحيب بالفائز بفرحة عالمية. خلال إقامته لمدة عامين في كورينث، يمكن أن يكون Ap أيضًا حاضرًا في هذه الألعاب. بول. يتذكر فقط السباق والقتال بالأيدي. - الجميع يركضون، ولكن واحد يحصل على المكافأةأي أن هناك العديد من الصيادين للحصول على المكافأة في القوائم، والعديد منهم يركضون نحو الهدف، لكن واحدًا فقط، وخاصة القوي في الإيمان، هو الذي يحصل على المكافأة. - لذا اركض، أي مثل هذا العداء الأقوى، بعد أن جمعت كل قوتك، وفي هذه الحالة فقط ستحصل (كثيرًا، بالطبع، وليس واحدًا فقط) على مكافأة سماوية من القاضي الصالح. بالطبع، يجب أن يتكون ركض أهل كورنثوس من تمارين روحية، وبشكل أساسي، إنكار الذات.

25 جميع النساك يمتنعون عن كل شيء: البعض ينال إكليلًا يفنى، ونحن ننال إكليلًا لا يفنى.

25. قبل عشرة أشهر من الألعاب، بدأ المشاركون في الاستعداد لها وفي نفس الوقت عاشوا أسلوب حياة متقشف للغاية، حتى لا يضعفوا أجسادهم بأي فائض. وقد لوحظ هذا الامتناع ليس فقط فيما يتعلق بالملذات غير المشروعة، ولكن أيضًا فيما يتعلق بالمتع المسموح بها من وجهة نظر أخلاقية. وبالمثل، يجب على المسيحي أن يمتنع ليس فقط عن أفراح الخطية، ولكن أيضًا عن تلك التي تكون أو قد تكون مصحوبة بضياع الوقت أو ضعف القوة الأخلاقية. وهذا أمر أكثر إلزامًا بالنسبة للمسيحي لأنه لا يحصل على إكليل بسيط من أوراق الشجر كمكافأة - رمزًا للثناء الإنساني العالمي ، بل على التاج الذي لا يفنى.

26 ولهذا السبب لا أركض في الاتجاه الخاطئ، ولا أقاتل بطريقة تضرب الهواء فحسب؛
27 ولكني أخضع جسدي وأستعبده، حتى وأنا أبشر الآخرين، لا أبقى غير مستحق.

26-27. أنا أجريأي أنني أسعى أكثر فأكثر على طريق تحسين الذات المسيحية (راجع فيلبي الثالث: 13، 14). - ليس نفس الخطأأي ليس بطريقة لا تضع في ذهنك هدفًا محددًا ولا ترى بوضوح الطريق المؤدي إلى هذا الهدف. - أراهن...ا ف ب. ويقصد هنا القتال بالأيدي، حيث يتم توجيه الضربات إلى صدر الخصم من أجل طرحه أرضًا، ولا تذهب سدى. - أنا أهدئ... جسدي. هذا هو العدو الذي تقع عليه ضربات الرسول! ويقصد هنا جسده ( ليس اللحم(كمقر الخطيئة) الذي يتعرض له بشتى أنواع المشاق ليجعل منه أداة طاعة بين يديه. بدلاً من أنا تهدئة، أو بشكل أدق، أنا أسقطك بضربة قبضة(υποπιάζω) تقرأ بعض الرموز: أنا كسرهأو أعطي كدمات تحت عيني(υπωπιάζω). ويبدو أن القراءة الثانية أكثر انسجاما مع التعبير السابق: أقاتل. ا ف ب. يدل بهذه الكلمة (υπωπιάζω) على كل المشاق التي تعرض لها جسده - عمل ليليللحصول على الطعام لأنفسهم، وما إلى ذلك. (راجع 2 كورنثوس 6: 4، 5؛ 11: 23-27؛ أعمال 20: 34، 35). - حتى إذا كنت تكرز للآخرين، لا تبقى أنت غير مستحق. لكن كل مآثر الرسول هذه في نظره لا تمثل شيئًا مميزًا. إنها مجرد مسألة ضرورة. بدونهم، هو نفسه يمكن أن يخسر المكافأة التي أثار الآخرين من أجلها. - لا ينبغي للراعي المسيحي الذي يسعى لإنقاذ الآخرين أن ينسى خلاصه الذي يتطلب منه أعمالًا شخصية من الامتناع عن ممارسة الجنس. وليس له فقط كمبشر يدعو للقتال ( أنا أعظ- κηρύσσω)، ولكن يجب على جميع المسيحيين أن يتذكروا أن حياة المسيحي يجب أن تكون ثابتصراع الإنسان حتى مع ميوله الطبيعية ، متى يكون هناك خطر على الإنسان أن ينجرف وراء رغبات العالم. إن النضال ضد الإنسان العتيق (رومية 6: 6) يجب أن يُشن بقوة متواصلة طوال حياة المسيحي، وفي نفس الوقت يجب أن يُشن بمهارة، وفقًا لكل قواعد الجهاد الروحي، من أجل تحقيق ذلك. النجاح المنشود.

ومع ذلك، ا ف ب. لا توجد كلمة تقول أن القانون المذكور أعلاه بشأن إرادة الدرس ليس له علاقة مباشرة بالحيوانات. إنه يدرك المعنى الحرفي للوصية، لكنه يستنتج منها الوصية العليا - حول التساهل والعدالة تجاه الناس.

من υπο و πιέσω.

من υπο و ώπια (من ορσάω).

الذاكرة: 28 يناير / 10 فبراير

كان الراهب أفرايم السرياني كاتبًا زاهدًا وروحيًا عاش في القرن الرابع. وله العديد من المؤلفات التفسيرية والأخلاقية، والأناشيد التوبة والجنازية.

***

تفسير الرسائل بولس الإلهي. الرسالة الأولى إلى أهل كورنثوس

وعندما وصل الإنجيل إلى أهل كورنثوس عن طريق بولس وقبلوا الروح، غلبهم الغرور بسبب مواهب الروح. وبدأ كل منهم يحاول جذب جاره لنفسه؛ وبمجرد أن حصل المعلم على تلميذ، سارع على الفور إلى تعميده، حتى لا ينذره أحد بالمعمودية ويناديه باسمه. على الرغم من أن هؤلاء الناس بشروا بتعاليم جديدة، إلا أنهم فضلوا طريقة السلوك القديمة. صحيح أن الطوائف اختلفت في عهودها، حتى أن مدارس أفلاطون وأرسطو لم يكن لها مثل هذه العهود، لكن ظلت لها نفس الروح المخالفة التي كانت عندها. لذلك كان من بين قادتهم ومعلميهم يهودي واحد، وكان يعظم نفسه على رفاقه، وينغمس في الكبرياء؛ وآخر تميز بالحكمة. وآخر كان غنيا وكان يعطي صدقات سخية. كان أحدهم موهوبًا بالنبوة، وآخر بنوع من الألسنة، وثالث بترجمة الألسنة، وآخر تفوق على الآخر في تعرضه للاضطهاد والعذاب من أجل الإنجيل.

وبينما كان كل واحد من هؤلاء المعلمين يتفاخر بما لديه، كان تلاميذهم أكثر سموًا مما كانوا عليه بنفس التفاخر بمعلميهم.

ولذلك كتب لهم الرسول بكل تواضع قائلاً:

الفصل الأول

1. بولس، رسول يسوع المسيح، بمشيئة الله، الذي تم من أجل ارتدادك، وأخي سوستانيس. لقد جعل أخاه شريكاً في الرسالة، ليعلمهم أنه إذا كان الأخ من أجل تواضع بولس قد ارتفع إلى هذا الحد حتى كتب اسمه في الرسالة مع الرسول، فكم بالحري يكون ذلك مناسباً؟ أن يكونوا متساوين ومتشابهين في التفكير فيما بينهم، عندما يكونون في نفس الوضع تقريبًا

2-3. كنيسة كورنثوس غير القائمة مع جميع الذين يدعون باسم ربنا يسوع المسيح في كل مكان، أي لم يقوموا حتى الآن.

4. أشكر إلهي دائمًا على أنك لست أدنى بأي حال من الأحوال من أي نعمة ممنوحة للكنائس الأخرى. ولكن ليس لديكم شيء واحد، وهو انتظار إعلان ربنا، لكي توجدوا أنقياء وبلا لوم في ذلك اليوم.

10. وأطلب إليكم، أيها الإخوة، أن تتكلموا جميعا قولا واحدا، وألا يكون بينكم انقسامات، بل كونوا جميعا رأيا واحدا ورأي واحد، عوضا عن أن تكونوا مختلفين كما الآن أفكار.

11. فإني عرفتكم أيها الإخوة من خلوي الذين أخبروني لا لأتهمكم، بل لأنهم حزنوا عليكم. لذلك أعلم أن هناك خلافات بينكما.

12. هذا ما أتحدث عنه: البعض منكم يقول - نحن بافلوف، والبعض الآخر - نحن أبولو. وهنا أيضًا يذل الرسول نفسه أكثر من أبلوس حتى يخجل المتكبرين بعضهم على بعض. فإنهم دعوا باسم بولس وأبلوس، وليس باسم بطرس والمسيح، بل باسم معلميهم. لذلك، لعدم رغبته في إحراجهم وإعلان أسمائهم للعالم أجمع، وحذف أسمائهم، كتب اسمه ورفاقه، والرب نفسه للجميع، حتى بعد هذا التوبيخ واللوم، يلجأون إلى التواضع والتواضع. الوداعة.

13. فيقول: هل حقًا أن بولس قد صلب من أجلكم، أم أنكم اعتمدتم باسم بولس، إذا كنتم تفتخرون باطلا باسم بولس؟

14-17. أشكر الله أنني لم أعمد أحداً منكم، بل عمدتُ اثنين منكم لتعلموا أنني تعمدت باسم المسيح.

17. لأن المسيح لم يرسلني لأعمد حالا وبسرعة مثلكم، بل لأبشر. لا بحكمة الكلمة، كما يفتخر بها قوم منكم أيضًا، لأنه إذا دخلت الحكمة تبطل قوة الصليب، تلك القوة التي كانت تسود بدون حكمة في جميع الوثنيين.

18. فرغم أن كلمة الصليب عند اليونانيين الذين ضلوا وراء الحكمة هي جهالة، أما بالنسبة لنا نحن المخلصين، الذين وهبنا الحياة بها، فهي قوة الله.

19. ولكن لئلا تظنوا أني رفضت الحكمة لأني لم أفهمها البتة، فاسمعوا من الكتاب أنه قبل أن أحتقرها، رفضت بحسب نبوة الروح، لأنه مكتوب: سأهلك العالم. مكر المكر وحكمة العلماء سأرفض (إش 29: 14).

20. فأين الحكمة التي تفتخر؟ أو كاتبًا يفتخر؟ أو المنقب الذي يستكشف بمكر وذكاء استكشافات هذا العصر؟ لأن الله جُهل، أي رفض الله واحتقر حكمة هذا العالم (إش 33: 18).

21. بما أن العالم في حكمة الله (بحكمة الله) لم يعرف حكمة الله، فقد سر الله الآن أن يخلص المؤمنين بشكل أفضل لا بالحكمة، بل بالغباء، أي ببساطة هذه العظة.

22. لأن اليهود أيضًا يطلبون الآيات، وليس حكمة مدرسة أفلاطون؛ والوثنيون يطلبون الحكمة أكثر من المعجزات.

نحن نبشر بالمسيح مصلوبا - لليهود الذين يطلبون المعجزات، وهذه تجربة، أي. آلامه وطلب الحكمة عند الوثنيين هي جهالة.

24. للمدعوين، سواء من اليهود أو من الوثنيين، المسيح هو قوة الله وحكمته. قوة الله هو لأنه حطم كل الأصنام. وهو أيضًا حكمته، لأنه بالسلام اجتذب وحشية الوثنيين وروضها.

26. في الواقع، خذ نفسك قدوة، (بالتحديد) دعوتك: لأنه ليس بينكم كثير من الحكماء حسب الجسد، لأنه لو كانت هناك حاجة إلى الحكمة، فسأختار السفسطائيين. (الحكمة) وليس الصيادين. كم منكم أيضًا قوي ونبيل؟

27. لكنه اختار غير العلماء لكي يخزي بهم الحكماء الممتلئين ضلالا، واختار الضعفاء لكي يخزي بهم الأقوياء المدوسين بالشهوات.

28. واختار المتواضعين والمتواضعين وغير الموجودين، لكي يبطل فخر كبرياء الموجود.

29. لكي لا يفتخر أحد بالمنكر أمام الله.

30. ومنه أنتم أيضا في المسيح يسوع، الذي صار لنا حكمة، إن كنا نتكلم بعطية نعمته، صلاحناإذ قد تبررنا بمعونته - بفدائنا إذ نلنا الخلاص بموته - وبتقديسنا لأننا بمعموديته تطهرنا (من الخطايا).

31. لكي نفتخر به وحده، كما هو مكتوب: من افتخر فليفتخر بالرب (إرميا 9: 24).

الباب الثاني

1. فحينما أتيت إليكم أيها الإخوة ليس بسمو الكلام، أي بحكمة البلغاء، ولا بفن الشعراء، أعلنت لكم سر الله.

2. ولم أدر في نفسي أن أعرف شيئا أكثر من يسوع المسيح وإياه مصلوبا.

3. وكنت معكم في ضعف شديد وخوف ورعدة، وليس في كبرياء وافتخار البتة.

4. وكلامي وكرازتي ليسا بكلام الحكمة الخادع، بل بأعمال الروح والقوة، أي بأعمال (براهين) من كتب الروح وبقوة الآيات.

5. وقد فعلت ذلك حتى لا يكون إيمانكم بالحكمة البشرية، بل بقوة الله ذاتها.

6. لا نتكلم عن الحكمة مع الأطفال، بل مع الكاملين، وعن حكمة ليست من هذا العصر وليس من حكام هذا الزمان، التي يجب إلغاؤها.

7. ولكننا نتحدث عن حكمة الله في الأسرار الخفية، أي من خلال الأسرار التي أشار إليها الأنبياء سرًا، والتي كان حقيقتها مخفية في الله، والتي اختارها الله لمجده قبل الدهور. : ما تقرره قبل العالم في مجمع الله، والذي كان يجب أن يتم في نهاية الزمان.

8. التي لم يعرفها أحد من الرؤساء، أي من الكهنة، لأنهم لو عرفوا لما صلبوا رب المجد. وهذا هو نفس ما قاله الرسل: نحن نعلم أنكم فعلتم هذا بالمكر والغواية، ارجعوا وتبوا، ولا يحسب لكم أحد خطية (أع 3: 17، 19).

9. بل كما هو مكتوب ما لم تر عين ولم تسمع اذن. أين هو مكتوب هذا؟ ليس في أي مكان سوى إنجيل ربنا ذاته، عندما قال إن الملوك والأبرار اشتهوا أن يروا ما تنظرون - ولم يروا، وأن يسمعوا مني ما تسمعون - ولم يسمعوا (متى 13: 17؛ لوقا). 10: 23).

10. أعلن الله لنا بروحه: إما بالمعجزات التي صنعها بها، أو هذا ما قاله (الرب): سيرسل لكم أبي الروح المعزي باسمي، وهو يعلمكم كل شيء ( يوحنا 14). :26). لأنه يقول إن الروح يفحص كل شيء، أي يكشفه.

11. لأن من من الناس يعرف ما في الإنسان إلا روح الإنسان الذي فيه؟ فالله (يكشف) بروح الله الذي به نستطيع أن نفهم أسراره.

12. ونحن لم نأخذ روحا آخر (من هذا العالم) بل روحا (أي) من الله، لنعرف به ما أعطي لنا من الله.

13. ليست أعمالنا روحية فحسب، بل إن ما نكرز به أيضًا ليس حكمة الإنسان المتعلمة، بل تعليم الروح. لأننا من خلال الأعمال الروحية نبشركم ونقارن أرواحنا بالروحيات، أي أننا نتكلم معكم بلغة الروح.

14. إن الحيوانات، التي لم تقبل الروح، تعتبر هذا غباء. وهذا هو نفسه الذي قال: لا ترموا اللؤلؤ قدام الخنازير (متى 7: 6). وهم لا يستطيعون أن يفهموا، لأنه يدرس روحيا، أي أنه يدين من خلال شخص روحي.

15. إن الإنسان الروحي الذي فيه تتم أعمال الروح وهو يفحص كل شيء لا يفحصه أحد.

16. لأنه من يعرف فكر الرب إلا من يكون شريكا فيه؟ تمامًا كما يقولون: الأبرار السابقون، الذين كانوا مشاركين في عبادة الله، عرفوا إرادة الله، نحن أيضًا، بمشاركتنا في آلام المسيح، قبلنا فكر المسيح.

الفصل الثالث

1-2. ولكن مع أنكم أعمال الروح فيكم، لم أستطع أن أكلمكم كأشخاص روحيين: وكأطفال يبدأون بسماع الإنجيل، أعطاكم في المسيح لبنا للشرب، لا طعاما قويا، لأنكم جسدي.

3-4. لأنه إذا حدث بينكم حسد وخصام بسبب كثرة السامعين وكثرة دعوتهم باسم كل واحد منكم، أفلا تكونون جسديين؟

5. حتى نحن معلموك، ما نحن؟ أليسوا هم وزراء، أي وسطاء، الذين آمنتم بواسطتهم؟

6. فإني كنت أغرس وأبلوس سقى ولكن الله أنبت.

7. إذاً لا من معلميكم ولا من معلميكم، بل من الله الذي ينمو.

9. في النهاية، بفضل الله، نحن زملاء في العمل وجميعنا نسعى لشيء واحد، وهو إرضاء الله من خلالك.

10. بنعمة الله المعطاة لي كبنّاء حكيم، وضعت الأساس، أي روح البناء.

11. الأساس هو الإيمان: ليس آخر غير ما بشرتكم به.

12-13. فمن بنى على هذا (الأساس) حسنات كأنها ذهب، أو (على العكس) تعليما فاسدا وعملا فاحشا كأنه قش، فإن النار، مختبر اليوم العظيم، ستختبر ذلك العمل.

14. من بقي بنيانه يحصل على أجر بنيانه في المملكة.

15. ومن احترق بنيانه فسوف يلحقه الأذى أي العذاب. لأنه على الرغم من أن القيامة ستقيمه وتحييه، إلا أنه سيعود إلى الحياة بطريقة بائسة، كما لو كان بالنار (في النار).

16. ألا تعلم أنك هيكل الله، وروح الله يسكن فيك بالأعمال؟

17. وإن كان أحد يخرب هيكل الله بالبغضاء والزنا وأمثال ذلك، يهدمه الله، لأن هيكل الله مقدس مثلكم.

18. فلا يخدع أحد نفسه، ولا يظن أن من يُدخل الرذيلة في جسده، الذي بمواهب النعمة، يستحق أن يكون مسكنًا للروح، لن ينال أي عقاب. لذلك، إذا كان أحدكم يظن أنني (هو) حكيم في هذا العصر، فلا يفتخر بذلك فحسب، بل ليصير أيضًا أحمق، أي بسيطًا وبريئًا، حتى يكون حكيمًا في الرب.

19. لأن حكمة هذا العالم هي جهالة مرفوضة من الله. لأنه هكذا مكتوب: "يأخذ الحكماء بمكرهم" (أي 5: 14)، أي يحكم عليهم حسب أفكارهم.

20. والرب يعرف أفكار الحكماء. فإنهم وإن كانوا يعتبرون هذه الحكمة ذكية وعميقة، إلا أنها باطلة (مز 93: 11).

21-22. فلا يفتخرن أحد بالناس، فإنما لهم هذا الشيء الواحد (الباطل). لأن كل شيء لك، ليس الأشخاص فقط، بل أيضًا ما هو غير مرئي ومرئي، مُعد لك.

23. فبما أن كل شيء لنا فلنكن للمسيح كما أن المسيح لله.

الفصل الرابع

1. فليحسبنا الناس كخدام المسيح ووكلاء أسرار الله. فلا تدعوا باسم أحد منا أو من غيرنا.

2. ولكن المطلوب من الوكلاء (هذا بالتحديد) هو أن يصبح الجميع أمناء.

3. وهذا ايضا عندي عارا لكي أدان منكم أو من ابن الإنسان إلى الأبد.

4. ولكن على الرغم من أنني أعلم أنني لست متهمًا من قبلك على الإطلاق، وأن ضميري (الروح) لا يوبخني على أي شيء، إلا أنه ليس بهذا، أي ليس بحقيقة أن ضميري (عقلي) لا يوبخني أدينني على الأقل، لأني قد تبررت بالفعل، لأنه ليس ضميري (ذهني) هو الذي يدينني، بل هو الرب الذي يدينني.

5. بما أنه يبررني بالضمير أو الضمير، فلا تدينني مقدمًا حتى يأتي الرب، الذي سينير الخفيات، وما تم في الخفاء، ويكشف نوايا القلب، ثم يسبح سيتم إعلانه للجميع من الله القاضي.

6. نقلت هذا إلي وإلى أبلوس من أجلكم، لكي تتعلموا منا نحن وأنتم جميعا أن لا نكون أحكم مما هو مكتوب، أي لا تفتخروا بالحكمة، لأنه مكتوب عنها أنها جهالة أمام الله، ولا يتكبر أحد على آخر معها ومع الجميع.

7. في النهاية، من (كيف) سيميز ما لديك إذا حصلت عليه مجانًا وبالنعمة؟ وإن كنت قد نلتها بهبة، فلماذا تفتخر كأنها لك؟

8. وماذا يعني ما نلتموه مقارنة بما نالوه الرسل؟ حتى بالهدايا الصغيرة التي تلقيتها، كنت راضيًا وغنيًا وبدوننا، أي معنا (في نظرنا، خلال حياتنا)، أنت تملك. إنه خير لكم أن تملكوا معهم (الرسل)، حتى نحن الذين لنا هذه المواهب، نملك أيضًا معكم.

9. مرة أخرى يذل الرسول نفسه ورفاقه لكي يبدد الكبرياء الذي غمر الكورنثيين بتواضعه. فإني أظن أنه يقول أن الله لنا نحن الرسل مؤخراأظهرنا الحق كأننا محكومون عليه بالموت، لأننا صرنا منظرًا للعالم والملائكة والناس، أي للوثنيين والكهنة واليهود.

10. نحن جهال من أجل المسيح وأما أنتم حكماء في المسيح أي أنتم في المجد ونحن في الهوان.

11. حتى يومنا هذا (حتى الساعة الأخيرة) نعاني من الجوع والعطش.

12. ونحن نعمل بأيدينا. وليس بهذا وحده فقط صرنا قدوة لهم، بل أيضًا بأعمالنا الأخرى.

13. هم جدفوا علينا فباركناهم. حقا، نحن نظهر أضحوكة أمام هذا العالم، ويداسنا الجميع.

14. ولكني لا أكتب إليكم هذا لكي أخجلكم، إذ يحدث بينكم العكس، بل لكي تتمثلوا بنا كالأطفال.

15. أنت تعلم أنني ولدتك بالإنجيل.

17. لذلك أرسلت إليكم تيموثاوس، الذي يذكركم بطرقي، أي يخبركم بأعمالي التي في المسيح، لتعلموا أنه كما أفعل أنا أعلم في كل شيء. كنيسة.

18. وقد تكبر بعضكم على بعض، ويظنون أني لا آتي وأذلهم.

19. ولكنني آتي سريعا ولا أعرف كلمة المستكبرين بل قوتهم.

20. لأن لنا ليس ملكوت الله بالكلام، بل بقوة الصبر.

21. إذن ماذا تريد؟ هل آتي إليكم بالعصا، أي بقسوة، أم بوداعة؟

الفصل الخامس

1. هوذا الزنا قد ظهر بينكم، ولا يوجد مثله بين الوثنيين، مع أنكم ترتفعون بعضكم على بعض، حتى أن أكرم الابن له امرأة أبيه.

2. ولكنك قد افتخرت وارتفعت بنفسك بالمواهب الروحية التي لك. لماذا لم تستسلموا للبكاء والحزن والجلد والصوم، لكي يُنزع من بينكم إما هذه الخطيئة أو مرتكب هذه الخطية؟

4. فاجتمعوا وأنا معكم بالروح بقوة ربنا الذي في وسطكم.

5. أن يسلم مثل هذا للشيطان لهلاك الجسد، لتخلص الروح في يوم ربنا يسوع المسيح، أي أن يحرم منهم ويسلم إلى قوة الرب. أعماله، حتى ينجو الآخرون من هلاكه. فإن تاب وتاب فليقبل مرة أخرى. وإلا (أي إذا لم يتب) بعد حرمانه فليحذر الآخرين من الاقتداء به.

6. ليس افتخارك حسنا لأنه هذا ما أوصلك إليه.

7. طهروا خمير الشر في داخلكم لكي تكونوا تجربة جديدة في المسيح، إذ أنتم فطير، لأن فصحنا ليس خروفاً مذبوحاً، بل المسيح المذبوح.

8. فلا نحتفل إذن بالخمير العتيق، أي لا بأعمال الناموس، ولا بأعمال الشر، بل بفطير البر، أي أعمال البر والحق.

9. كتبت إليكم في رسالة: لا تخالطوا الزناة.

10. ليس بشكل عام مع زناة هذا العالم أو الطماعين، وإلا كان لا بد من ترك العالم.

11. ولكن إن قال أحد عن نفسه أخا وهو زان أو طماع ونحو ذلك فلا تتواصل معه.

12. لماذا يجب أن ندين أهل العالم؟ والذين في داخلهم يحكمون على هؤلاء.

13. أما الذين من خارج فيدينهم الله في يومه وينزع الشر من بينكم في وجه فاعل الشر المطرود من وسطكم.

الفصل السادس

1. كيف يجرؤ أحد منكم، وهو له عمل مع آخر، على ترك القديسين والذهاب إلى البلاط مع أبناء العالم الطماعين؟

2. أم لا تعلمون أن القديسين سيدينون العالم، أي بهم يدين هذا العالم؟ وإذا كان العالم كله يحكم بواسطتكم، فهل أنتم حقًا لا تستحقون الحكم على النزاعات غير المهمة؟

3. أم لا تعلمون أننا ندين الملائكة؟ يتحدث عن رفاقه - الرسل، الذين يحكمون الكهنة، ودعا الملائكة. إذا كانت دينونات المستقبل العظيمة قد سلمت إلينا، فكم بالأحرى التجارب الأرضية لهذا العالم؟

4. فإذا كان بينكم خصومات يومية، فأقيموا للحكم أقل الناس.

5-6. لقد قلت هذا من أجل عارك، ودعوتك إلى محكمة الأشخاص غير المهمين. لماذا لا يعدل الحكيم فيكم بين الأخ وجاره؟ لذلك فليمتنعوا عن الذهاب إلى المحكمة مع الكفار.

7. إنه أمر مهين ومخزٍ للغاية في داخلك أن تتقاضى بعضكما البعض. ففي النهاية، إذا تلقيت إهانة، فافعل كما أُمرت: وإذا أهانتك، فاغفر كما أُمرت، ولا تدخل في الحكم مع بعضكم بعضًا (متى 5: 38-41).

9-10. أم لا تعلمون أن الطماعين والزناة وكل من يفعل مثل هذه لن يرثوا ملكوت الله؟

11. وكان هكذا منكم قبلا بعض منكم، لكن اغتسلتم وتقدستم وتبررتم. فلا يتجدد هذا فيكم مرة أخرى.

12. أستطيع أن آكل كل شيء، ولكن لا يتسلط علي أحد بسبب الطعام.

13. غذاء البطن يثبت، والبطن يحتاج إلى غذاء. سيدمر الله طعام البطن واحتياجاته. كذلك لم يوضع الجسد للزنى بل للرب ليسكن فيه. والرب للجسد فيقدسه ويسكن فيه.

14. إن الله الذي أقام الرب من الأموات، سيقيمنا معه أيضًا بقوته، أي في مسيحه.

15. ألا تعلمون أن جسدكم وأعضائكم هي للمسيح الذي فداه وسكن فيه؟ فهل بعد أن أخذنا الأعضاء التي سكن فيها المسيح، نصير جسد الزنا؟

16. أم لستم تعلمون أن (الذين يمارسون الجنس) يُسمون في الناموس جسدًا واحدًا: يكونون جسدًا واحدًا (تك 2: 24).

17. ولكن عندما نتحد بربنا نكون روحًا واحدًا.

18. لنهرب من الزنا. كل خطية يرتكبها الإنسان، حتى لو كانت تعرضه للموت الثاني (رؤ2: 11؛ 20: 6.14)، هي مع ذلك خارج جسده. فمن يقتل ويسرق، بطبيعة الحال، لا يرتبط إطلاقاً بالقتل أو السرقة (مع هذا الشخص أو ذاك). وأما من يزني، فليس عقله (نفسه) متعلقًا بالمرأة التي يقابلها فحسب، بل جسده أيضًا متحد، ولهذا قيل: يكون الاثنان جسدًا واحدًا. فمن يزني يخطئ إلى جسده، لأن الذي كان قبل قليل عضوًا في المسيح بالزنا يصير عضوًا زنا.

19. أم لا تعلم أن جسدك هو هيكل للروح القدس الساكن فيك؟ قال أولاً: ألستم تعلمون أن أجسادكم هي أعضاء المسيح، ثم أضاف هنا: ألستم تعلمون أن أجسادكم هي هيكل للروح القدس الساكن فيكم، ليظهر بدقة أن الناس لقد جعلوا مسكنًا وسكنًا للثالوث. هذا ما قاله ربنا: من يحبني يحفظ وصاياي ويحبه أبي. وإليه نأتي ونقيم عنده (يوحنا 14: 23).

20. ومتى قال احفظوا اجسادكم من كل دنس فمجدوا الله الساكن في اجسادكم.

الفصل السابع

بعد هذا يتحدث عن البتولية التي تسمو فوق كل شيء، إذ لا تحكم عليها القوانين. ولما عرف ما علمه الرب عنه (متى 11:19-12)، خاف أن يكرز عنه بنفسه. ولكن عندما رأى أن الناس أنفسهم يبحثون عنه، أصبح مستشارا لهم، وليس معلما، واعظا، وليس مشرعا.

1. والذي كتبت لي فيه أنه من الخير للرجل أن لا يمس المرأة، كما قلت:

2. من أجل الزنا، ليكن لكل واحد امرأته.

5. لا يحيدان بعضكما عن بعض إلا بالتراضي إلى حين في أداء الفرائض الدينية أثناء الصيام والصلاة. لذلك، في الأيام المقدسة، امتنع، لئلا يغريك الشيطان.

6. لكني أقول هذا من باب التنازل وليس كأمر.

7. لأني أريد أن يكون كل إنسان مثلي. وبدون أمر الرب اختار هذا. ولكن النعمة تُعطى للجميع من الله. وسمى هذا أيضًا أمر ربه، لأنه ليس كل إنسان لديه القدرة على ذلك. وقال أيضًا: أحدهما هكذا، والآخر هكذا، إذ أن أحدهما هكذا، ويمكن تبريره بهذا، والآخر بطريقة أخرى، عندما يُعطى له الملك.

8. أما العزاب أو ليس لهم زوجة، أي الأرامل أو الأرامل، فحسن لهم أن يبقوا هكذا مثلي.

9. وإن لم يمتنعوا فليتزوجوا هم أيضا. لأن الزواج الثاني خير من أن تلتهب بالشهوة.

10. الرب نفسه يوصي المتزوجين (المتحدين في الزواج): لا تنفصل الزوجة عن زوجها.

11. إذا انفصلت، فتبتل إذا اختارت الطهارة، أو صالحت زوجها، ولا تسلم نفسها لآخر.

12. من كان له زوجة وثنية وأرادت المرأة أن تعيش مع زوجها فليعيش.

13. وإن كانت امرأة لها زوج كافر فأراد أن يعيش مع امرأته، فلتحيا.

14. إذا ظن الزوج المؤمن أن زواجه سيكون غير قانوني من أجل زوجة غير مؤمنة، فليعلم أن نسل الزوج غير المؤمن في بطن الأم المؤمنة مقدس؛ وكذلك ثمر المرأة غير المؤمنة مقدس من أجل الزوج المؤمن. ولو لم يكن ما قلته كذلك، فإن أولادهم، إذا اتبعنا رأيهم، سيكونون نجسين. ولكنهم الآن أنقياء إذا ثبتوا على الإيمان الذي أعطيتهم إياه.

15. إذا أراد الكافر أن ينفصل عن المؤمن نفسه، فليفترق، فلا حاجة للمؤمن في ذلك ولا خطر عليه.

16. لماذا يعرف الزوج المؤمن هل سيخلص زوجته غير المؤمنة؟ أو لماذا تعرف الزوجة هل ستساعد زوجها الوثني على اتخاذ خطوات الإيمان الأولى؟

17. ولكن كما دعا الله، أي كما وجد عندما دعي إلى إنجيله، فليبق. وما أقوله لكم، أنا أوصي به أيضا جميع الكنائس.

18. إذا دعي أحد ليختتن، فلا يندم أبدا على أنه ليس له غرلة. وكذلك إذا دعي أحد أنه أغرل فلا يختتن.

19. فإن الختان والغرلة ليسا شيئا، بل حفظ وصايا الله.

21. وإن كنت مدعواً لتكون عبداً، فلا يقلقك هذا. إذا كان بإمكانك أيضًا أن تصير حرًا، وتخرج وتكرز بالإنجيل، وتتحمل الاضطهاد من أجل ذلك - فهذا سيكون مفيدًا لك - فكن حرًا.

22. لأن العبد المدعو حر في الرب بمعمودية ربنا ذاتها. ولكن من يدعى حرا فهو بالتواضع عبد للمسيح.

24. وبما أن هذا مساوٍ، فقد قال أن كل شخص في أي رتبة يُدعى، فليبق فيها.

25. بالنسبة للعذارى، ليس لدي أي أمر من الله، لكني أقدم بعض النصائح، كشخص نال رحمة من الله واستحق أن يكون أمينًا لهذا الإنجيل.

26. أعتقد أنه من الأفضل أن تكون سهلاً ومريحًا من أجل خطر العالم.

28. إذا اتخذت زوجة لم تخطئ. لكنه دعاها ضيقة، لأنهم يواجهون ضرورة الخطر في الجسد. وأنا أيها الإخوة أشعر بالأسف من أجلكم.

29. لأن الوقت، أي النهاية، أو يوم موتنا، قد قصر وجاء. لذلك يكون الذين لهم نساء كأن ليس لهم.

30-31. وليكن الباكون، أي الحزينون، كالذين لا يبكون، بل يتمتعون ببركات العالم، ولا يقعون في الترف.

36. من كان له بنت، وبعد أن وفى بنذره مدة معينة، تبين أنه غير قادر، فلا يخجل من أجل هذه المدة.

37. وأما من عزم في روحه، ولم يكن في خطر أن يرجع عن قراره، وعزى في قلبه أن يحفظ عذرائه، فحسنا يفعل.

38. فمن زوج فتاته فحسنا ومن لم يزوجه ومن يمتنع يفعل أحسن.

الفصل الثامن

1. ونحن نعرف ذبائح الأوثان، إذ عندنا جميعا علم. وعلى الرغم من أن هذه المعرفة تنفخ أولئك الذين يذهبون إلى هناك لتناول الطعام، إلا أن الحب الذي يحفظ جيرانك لا يسمح لك بالذهاب إلى هناك، وهو يخلق.

2. من ظن أنه يعرف شيئا، فهو لم يعرف بعد كما ينبغي أن يعرف، لأن هناك أشياء كثيرة جدا لم يعرفها.

3. ولكن من يحب أن يساعد جيرانه فقد تعلم.

4. نحن نعلم عن أكل ذبائح الأوثان أنه لا يوجد وثن في العالم، ومن بين جميع الآلهة المسماة، لا يوجد إله آخر إلا الواحد.

5-6. لأنه على الرغم من وجود أشياء تُعبد لها، سواء في السماء أو على الأرض، كما قلت سابقًا، حيث أن الشمس والقمر في السماء يُطلق عليهما آلهة، وأشياء أخرى على الأرض أيضًا، ولكن بالنسبة لنا يوجد إله واحد، الرب. الآب الذي منه خلق الجميع، ورب واحد يسوع المسيح، الذي به خلق كل شيء.

7. لكن ليس كل شخص لديه معرفة بالموضوع الذي تحدثت عنه. هناك بعض السفهاء من المؤمنين يذهبون إلى بيت الصنم ليأكلوا؛ لأن المؤمنين يرون أن الكهنة والمعلمين يذهبون إلى هناك، وبسبب عدم استقرار عقولهم يعتبرون نجسين، كما أنهم سريعًا ما يظنون أن ما نأكله هنا هو ذبيحة وثن.

9. يقول: احذروا واحذروا لئلا تكون هذه القوة التي فيكم، إما بأكل كل شيء، أو بعدم الامتناع عن دخول تلك الأماكن، بأي حال من الأحوال، بمثابة فتنة للضعفاء.

10-11. لأنه إن كان أحد الإخوة ليس قويا في ذهنه ورآك يا من له علم متكئا هناك، فبنظرة كاذبة إلى الذبيحة، منساقا بالرغبة في أكل ما ذبح للأوثان، هوذا البريء قد هلك الذي من أجله مات المسيح.

12. فلا تقودوا إخوتكم إلى الخطيئة ولا تغروهم، أي لا تجبروهم على التردد، من أجل ضميرهم الضعيف. لا تحسب هذا أمرًا هينًا، لأنك سوف تخطئ إلى المسيح إذا لم تحمي إخوتك.

13. حقا، إذا جرب أخي بسبب الطعام الذي يلقى في المراحيض، فإنني لا أمتنع فقط عن اللحم الذي يؤكل بعد أيام قليلة في بيت الصنم، بل لا آكل لحما في بيت الوثن. كل ذلك إلى الأبد، حتى لا يغري أخي.

الفصل التاسع

1. ألست حرًا، إذ لست عبدًا لخدمة الرحم؟ أم لست رسولاً إن كنت أقدس وأكل كل شيء مثلكم؟ أما رأيت المسيح يسوع؟ لأنه لهذا السبب يقويني. أليس عملي ومعاناتكم في ربي إذا أمرتكم بذلك؟

2. ومع أن الآخرين الذين لم يروا قوتي لست رسولا، ولكن بالنسبة لكم، الذين قبلتم بواسطتي مواهب الروح، فأنا رسول. وتنالون ختم رسالتي بالتكلم بألسنة التي قبلتموها بالروح.

4. وإن كنا قد استحقنا عطايا الرسل العظيمة، أفليس لنا سلطان أن نأكل ونشرب، كالرسل الذين يأكلون ويشربون؟

7-8. فأخذ يدافع عن نفسه وعن رفاقه قائلاً: من يخدم في الجيش بأجره؟ وما إلى ذلك وهلم جرا.

9. ويقول في الناموس: مكتوب: لا تكمم ثورًا يدرس (تث 25: 4). هل يهتم الله حقًا بالثيران وحدها، ولكن ليس بنا؟

10. لكن من الواضح أنه من خلال الثيران تنبأ عنا بشكل رمزي عندما اعتنى بالثيران لأول مرة.

11. وهل هو عظيم حقا أن نحصد منكم الجسديات إن كنا نحن أنفسنا قد زرعنا لكم الروحيات؟

13. فالذين يخدمون الهيكل يأكلون من هذا البيت والذين يخدمون المذبح في أورشليم يشتركون في المذبح.

14. وأثبت ربنا قائلاً: إن كل من يبشر بإنجيله بين الشعب (إسرائيل) وبين الأمم، فليعيشوا من الإنجيل نفسه؛ لقد قال هذا بالضبط: كلوا من ذلك البيت، فالعامل يستحق طعامه (متى ١٠: ١٠؛ لوقا ١٠: ٧).

15. ومع أن لي قدوة في كل هذا، إلا أنني لم أزعجك بشيء من هذا القبيل؛ لأنه خير لي أن أموت جوعا من أن يبطل أحد مديحي هذا وهو أن أبشر مجانا.

16. علاوة على ذلك، إذا كنت أبشر، فلا ينبغي أن يكون لي شكر ولا مدح، أي أنه ليس في إرادتي، بل الضرورة عليّ من الذي أرسلني: واحسرتاه. (ويل) لي من دينونته إن لم أبشر بالإنجيل.

17-18. لأنني إذا فعلت ذلك طوعاً، فسأحصل على مكافأة على حسن النية الساكنة فيّ. فإن كنت مخلصًا للاقتصاد، فما هو أجري إذا قمت من أجل المكافأة بالاقتصاد الموكول إليّ؟

19. فإني إذ كنت حرا من هذه جميعها استعبدت نفسي لهم جميعا، لأحصل على ورثة للميراث.

20. وقد تقدست مع اليهود ودخلت الهيكل لأربح اليهود (أع 21: 26).

21. لقد قصصت شعري ممن هم تحت الناموس (أع 18: 18) لأقتنيهم. "وأما بالنسبة للذين ليسوا تحت الناموس، فعند الأثينيين، حين دخلت (أثينا) وسرت في هياكلهم، صرت كمن ليس تحت الناموس لأربحهم" (أع 17: 17). 16).

22. مع الضعفاء الذين يسقطون ويخطئون، كنت ضعيفًا لكي أنتصر عليهم. ونفس الشيء يقول: من يغمى عليه ولا ألتهب؟ أو من يجرب فلا أغمى (2 كو 11: 29)؟

23. أفعل هذا لكي أكون بكل هذا شريكًا في إنجيل المسيح الذي يريد حياة جميع الناس.

24. ألا تعلم أن في القوائم أي الملعب الأولمبي رغم أن الكثير يركض إلا أن الواحد يبقى تلو الآخر حتى يحصل على المكافأة واحد فقط.

25. وعلى كل واحد من الذين يتنافسون هناك أن يمتنع عن كل شيء ضار، لكي ينال إكليلا زائلا وعابدا. فكم بالحري ينبغي لنا، مع تزايد إنجازاتنا واتساعها، أن نحمي أنفسنا من كل سوء؟ لأننا نسعى إلى الإكليل الذي لا يفنى ولا يفنى.

26. لذلك لا أركض مخطئًا كمن لا يعرف لماذا يتنافس، حتى ينال الهزيمة بدلًا من النصر المتوقع. أنا لا أقاتل بشدة لدرجة أنني أضرب الهواء عبثًا.

27. ولكني أقمع جسدي بالأصوام، وأستعبده بالسهر، حتى إذا بشرت الآخرين بملكوت السماوات، لا أبقى أنا غير مستحق لهذا الملكوت.

الفصل العاشر

ويبدأ في إثبات أنه في عبور اليهود البحر وأحداث الصحراء، تم الإشارة إلى أسرار الرب.

1. يقول إن آباءنا كانوا جميعاً تحت السحابة (خروج 21:13-22).

2. واعتمد الجميع في موسى في السحابة وفي البحر (خر 14: 19، 22).

3. وأكلوا المن – طعامًا روحيًا (خروج 16: 15).

4. وشربوا الشراب الروحي الذي خرج من الصخرة من العصا (خر 17: 6). والصخرة في رمزها كانت المسيح نفسه. فجعل (الرسول) البحر رمزًا للمعمودية، والسحابة التي انتشرت عليهم وأظللتهم كانت صورة يد الكاهن. وكما أنه بعد المعمودية يبدأ الإنسان في قبول جسد ودم (المسيح)، كذلك كان اليهود في ذلك الوقت يعتمدون بالرمز، ثم ذاقوا المن الروحي وشربوا الماء الروحي. لقد دعوا روحيين بسبب المن الذي نزل من فوق (من السماء). وكذلك المياه التي تدفقت بأعجوبة من تلك الصخرة مرة أخرى. فدعا المسيح تلك الصخرة، لأنها مثل الصخرة، طعن جنب ربنا بضربة رمح، وخرجوا منها دمًا وماء (يوحنا 19: 34)، - دم - للتطهير والشرب. من كل الأمم.

5-6. لكن كل هذا حدث لهم ليس لأن نعمة الله كانت على كثرتهم، لأنه في الوقت الذي حدثت فيه هذه الأحداث التمثيلية، من الواضح أنهم (اليهود) قد ضُربوا بالموت في البرية نفسها (عد 14: 29؛ 26: 64-65). ولكن (الله) فعل هذا، حتى أنهم بهذه الهزيمة بالذات، يكونون لنا صورة ومثالًا، حتى لا نكون بريق شر مثلهم (عدد 11: 4؛ خروج 32: 6). .

8. ولا نزنِ (عدد 25: 1.9).

9. ولا نجرب المسيح كاليهود (عد 21: 5 وما يليها).

11. كل هذا حدث لهم مجازيا، لكنه كتب لإنذارنا.

12. فمن يظن في حلمه أنه قائم، فليحذر من الخطيئة لئلا يسقط هو.

13. ولكن الله أمين، الذي لا يرسل إليكم تجارب أعظم مما تستطيعون، أي لا يحتمل تجارب أعظم من ضعفنا، بل سيُجري في الحال نتيجة تجربتكم، حتى تستطيعوا أن تحتملوها.

14. بعد أن أعطى هذه الوصايا، يشرع في التوبيخ المعقول والاتهام لأولئك الذين ذهبوا مع آبائهم وإخوانهم إلى المهرجانات في بيوت الوثنيين. يقول: اهرب من عبادة الأوثان، وحدد المكان الذي تُعبد فيه الشياطين، بحيث عندما تأتي إلى هناك لا تصبح بطريقة أو بأخرى شريكًا للشياطين التي تعبد هناك.

15. احكم بنفسك على ما أقول.

16-17. بعد كل شيء، كما أنه من خلال جسد واحد، الذي نتلقاه، نصبح جميعًا جسدًا واحدًا، كذلك أنت، من خلال طعام واحد تأكله هناك، ستصبح واحدًا.

18. بالإضافة إلى المثال الروحي الذي قدمته لك، أقدم لك مثالًا آخر - مثالًا ماديًا. انظروا إلى إسرائيل الجسدي (حسب الجسد): فإن الذين يأكلون الذبائح هم شركاء المذبح.

19-21. ليس أننا نقول أن الوثن شيء، فأنا أعلم أن ما يذبحه الوثنيون يقدمونه للشياطين. لذلك أطلب منك أن تتجنبهم، لأن شركتك مع الشياطين تخرجك من الشركة مع ربنا، لأنك لا تستطيع أن تشرب كأس الرب وكأس الشياطين، ولا تأكل على مائدة الرب ولا على مائدة الرب. جدول الشياطين.

22. أم تريد أن تغار عليه بهذا؟ فهل نحن أقوى منه حتى لا ينتزع منا هذا؟

23. ورغم أن كل شيء ممكن من أجل الحرية، إلا أنه ليس كل ما هو ممكن مفيد لجيراننا.

24. لا يجب أن نسعى فقط إلى تحقيق منفعتنا، بل من أجل جيراننا أيضًا.

25. كلوا ما يباع في السوق، ولكن لا تقتربوا من مذبح الشياطين. ومن أجل الضمير، لا تسأل عما تجده في السوق - أعني ليس ضمير السائلين، بل ضمير السائلين.

27. إذا دعاك أحد من الكفار إلى العشاء، وأردت الذهاب، فكل ما يقدم لك بسبب الجوع، دون أن تطلب من أحد، من أجل ضميرك، حتى لا يضعفه.

28. إن قال أحد: هذا ذبيحة مقدسة، فلا تأكلوا من أجل المبشر.

لأن الأرض للرب في ملئها (وما يملأها). وعلى الرغم من أنه لن يسمح لك بتناول الطعام هنا، إلا أنه لن يمنعك من تناول الطعام في مكان آخر.

ومن أجل الضمير هل سيكون ضعيفا أم سيكون قويا؟

29. أنا لا أتحدث عن ضميري، بل عن ضمير شخص آخر. لماذا يجب أن تخضع حريتي لحكم ضمير شخص آخر؟ أي: إذا جربوا، أفأصبح أنا أيضًا مثلهم؟

30. إذا كنت أتناول الطعام مع الشكر، فلماذا أجدف على الشكر؟ ربما جدف عليه الرسل الكذبة لأنه كان يكرز ولم يأخذ شيئًا من أحد (على هذا)، وبذلك سدوا مدخل الرسل الكذبة الذين كانوا يركزون أعينهم فقط على التلقي (أجر الكرازة).

الفصل الحادي عشر

1. فكونوا متمثلين بي كما أنا بالمسيح. فإن كنتم لم تروا المسيح ليكون لكم قدوة، فتمثلوا بنا، كما نسعى أن نتمثل بالمسيح.

2. لقد رفعهم حتى الكبرياء قائلاً: أحمدكم أيها الإخوة لأنكم تذكرونني كل حين، وكما خنت الوصية فاحفظوها.

3. يقول إن رأس الزوج هو المسيح، ورأس المرأة هو زوجها، ورأس المسيح هو إلهه. بهذين المثالين أردت أن أبين أنه كما أن الجسد الذي يدعى المسيح، بما أنه من نفس طبيعة الإنسان، هو رأس الزوج، وكما أن الزوج الذي له نفس طبيعة امرأته هو رأس المرأة: إذًا ليس رأس الابن آخر، من طبيعة مختلفة عنه، إذ أن الله له نفس الطبيعة وهو رأسه.

4. لذلك كل رجل يصلي أو يتنبأ ورأسه مغطى يشين رأسه.

5. لكن كل امرأة تصلي أو تتنبأ ورأسها غير مغطى، يشين رأسها. ويتحدث عن نساء رومية وكورنثوس ومدن أخرى، حيث كن يدخلن الكنيسة للصلاة وأحيانًا للتنبؤ، ويتنبأن ورؤوسهن مفتوحة - وهو ما لم يفعلنه من أي وقاحة - وفقًا للعادة القديمة . بالكلمات التي تحدث عنها الرسول عن رأس الزوج والزوجة، أراد أن يقدم عادة لبس الحجاب على رؤوس النساء اللاتي سارن منذ العصور القديمة بدون حجاب ورؤوسهن مكشوفة.

9. يقول إن الإنسان لم يخلق من أجل الزوجة، بل كما خلق كل شيء من أجل آدم، كذلك خلقت حواء من أجل آدم.

10. لذلك ينبغي للزوجة أن يكون لها كرامة على رأسها من أجل الملائكة، أي الكهنة، لأنها وإن كانت في بعض الأماكن مجبرة على الطاعة، إلا أنها في كل مكان من أجل الكهنوت تكون في طاعة. .

12. وبعد أن استخف بالزوجة وأذلها، رفعها أيضا ومدحها قائلا: كما أن المرأة من الرجل كذلك الرجل من خلال المرأة. وهنا يقول، من جانبها، من خلال حزن الولادة، ترد لزوجها ما يجب أن (تعوضه) عنه عن الوقت الذي أخذت فيه منه، وقت النوم دون ألم الولادة.

16. فإذا اعترض على ذلك أحد من اليونانيين الذين يحبون المناظرة قائلاً: هذه عادة قديمة، ولذلك لا ينبغي تركها، فنحن (نجيب) أن الذين يعيشون في بلاد الشام ليس لديهم مثل هذه العادة ولا كنائس الله الموجودة في بلدان أخرى.

17. فإنكم لم تتقدموا نحو الأفضل، بل بهذا نزلتم إلى الأسوأ وسجدتم. ولهذا السبب انحدرتم إلى مثل هذه الأقوال.

18-19. وأيضًا عندما تجتمعون في الكنيسة، أسمع أن بينكم انشقاقات وخلافات، حتى يُعرف بينكم الحكيم والصابر.

اجتمعوا (للاحتفال) بعيد الفصح في اليوم الخامس (من الأسبوع)، في وقت المساء، حيث وزع الرب جسده في العشاء؛ وبعد أن أكلوا وشربوا كسروا الجسد وقبلوه. إذ كان بعضهم يصومون وينتظرون رفاقهم بصبر، والبعض الآخر، الذين لم يكونوا أول من جاء، بعد أن أكلوا وشربوا، أسرعوا إلى أخذ الجسد والخروج، فإن الذين جاءوا لاحقًا، الذين لم يأكلوا ما يكفي، كانوا، ونتيجة لذلك، يشعر بالاكتئاب من الخجل والحزن الشديد. وهذا ما يتهمهم به ويوبخهم فيقول:

20-21. عندما تجتمعون معًا في مكان واحد في يوم الرب، كل واحد منكم ينتظر عشاءه ليأكل: البعض منكم جائع، والبعض الآخر سكارى.

22. لماذا تحتقرون كنيسة الله، وتحولونها كما كانت إلى قائد، وتخجلون أولئك الذين لا يملكون، والذين بسبب حاجتهم وفقرهم، لم يكونوا مستعدين؟

23. ها انا قد سلمتها اليك كما تسلمتها من عند الرب سلمتها اليك.

24-25. بعد كل شيء، على الرغم من أنه كسر بعد العشاء وأعطاهم (الرسل) جسده ودمه، إلا أنه لم يتم توزيعه بين الجائعين والسكران. الجسم هو، كما تفعل الآن.

26. ولكن متى أكلتم هذا الخبز وشربتم هذه الكأس تذكرون موت ربنا. لكن موت ربنا أمر غير لائق حقًا أن نتذكره في مثل هذا الارتباك والفوضى؛ ويجب علينا، إن أعطي لنا بالنعمة، أن نأكله باستهتار واستخفاف.

27. وكما أن من لا يتناول ولا يشترك في هذا السر ليست له حياة، كذلك كل من يأكل هذا الخبز ويشرب هذه الكأس بدون استحقاق يكون مذنبًا (جريمة فيما يتعلق) بجسد الرب ودمه. . وهذا ينطبق أيضًا على جميع الشعوب والقرون.

29. فإن من يأكل ويشرب بلا استحقاق يأكل ويشرب دينونة على نفسه.

30. لذلك، فيكم كثيرون ضعفاء ومرضى، المتضايقون في أجسادهم، لأنهم اقتربوا بجرأة إلى جسد المسيح، ومات كثيرون، لأنهم بدأوا في شفاء الحياة بدون خوف ورعدة.

31. ولكن إذا جادلنا أنفسنا واقتربنا منه، فلا شك أننا لن نحكم عليه، ولن يديننا.

32. إذا كنا خاضعين للدينونة، فإننا نتلقى تعليمات من الرب بهذا، حتى لا ندان مع هذا العالم في النهاية.

33. فإذا أيها الإخوة، عندما تجتمعون، انتظروا بعضكم بعضًا.

34. ومن كان جائعا ولا يصبر على رفاقه فليأكل في البيت لئلا تجتمعوا للدينونة.

الفصل الثاني عشر

1-2. وأما الروحيون – فقد نالوا مواهب الروح والإلهام – فاعرفوا مذلتكم السابقة، إذ كنتم وثنيين وعبدتم الأوثان البكم.

3. كما أنه لا أحد يتكلم بروح الله ويعمل معجزات الروح باسم يسوع يحرم المسيح، كذلك لا يستطيع أحد أن يقول: يا رب يسوع، إلا بالروح القدس. يستطيع الإنسان الذي تعمل فيه مواهب الروح أن يعلن ويقول: الرب هو يسوع.

4-7. على الرغم من أنه يقول أن هناك تقسيمًا للمواهب (النعمة) والخدمات والقوى بينكم، ويوجد تقسيم بين النعمة والنعمة، إلا أن الروح واحد.

8. فاعطي واحد كلام حكمة اي كلام علم.

9. وآخر يُعطى الإيمان فيموت عليه. للآخرين نعمة الشفاء.

10. يُعطى آخر القدرة على تقوية الآخرين أثناء الاختبار؛ النبوة لآخر، من أجل الكشف والإشارة إلى ما سيحدث في الأزمنة اللاحقة؛ وإلى تمييز آخر للأرواح، أي الإدارة الصالحة في الكنيسة؛ أنواع مختلفة من اللغات؛ وللآخرين ترجمة نفس الألسنة.

11. كل هذا من الروح الواحد الذي يعطي ويقسم حسب إرادته.

12. ثم يلجأ إلى إثبات ذلك من خلال الأمثلة المأخوذة من الجسد. ومع أن فعل هذه المواهب كلها ليس مطلوبا في نفس الوقت، إلا أن كل واحدة منها ضرورية جدا في وقتها الخاص. وحتى لو كانت إحدى العطيتين أعظم من الأخرى من حيث أنها أكثر ضرورة لشخص وزمان معينين، إلا أنه في ظل نفس الحالة، يتبين أن كل عطية ضرورية.

13. فمع أن مواهب الروح انسكبت على اليهود والأمم والعبيد والأحرار، إلا أننا امتلأنا بالروح الواحد، وبه ومن أجله صرنا جميعنا أعضاء الروح. .

14-25. لذلك، فإن مواهبنا الأسمى لا يمكنها أن تمارس خدمتها إلا إذا تلقت الوحي من مواهبنا الأقل. لأنه، كما أن الرأس لا يستطيع أن يقول للقدمين: أنا لست بحاجة إليك، لأن لدينا أعضاء تبدو أضعف، لكنها ضرورية بالنسبة لنا - وأعضاء أخرى، على الرغم من أنها تعتبر أقل نبلاً، إلا أننا يجب أن نعطيها. كلهم يهتمون أكثر – سواء كانت العطية كبيرة أم صغيرة، وسواء كان الشخص الذي تعمل فيه نبيلًا أم جاهلًا – لكن الله قسّم الكنيسة كالجسد، وأعطى الأصغر إكرامًا أعظم، حتى لا يكون هناك لا يكون انقسام في جسد الكنيسة ذاته، كما لا يكون انشقاق في أعضاء الجسد.

لكن بينما كانوا يتنافسون في هذا، محاولين التفوق على بعضهم البعض، اتضح أنهم مجبرون على قصر تفاخرهم المتغطرس على هذه المواهب، ويعلي فوق كل المواهب الحب الذي ظل مهملاً من قبل الكثيرين جدًا. إذا كنت تريد، كما يقول، أن تتنافس مع بعضكما البعض، فليس في تلك الهدايا الصغيرة التي ليست لك والتي تركز عليها، ولكن في (الفضائل) الأكبر التي لم تحققها بعد. لذلك، سأظهر الطريق المؤدي إلى الحياة و افضل واحدكيف تتجول.

الفصل الثالث عشر

1. ما هو المديح الذي يُمنح لمن نال بالروح موهبة التكلم بلغة أو بأخرى؟ لأنه لو كنت أتكلم بألسنة الناس والملائكة ولكن ليس لي محبة، أصير مثل النحاس الذي يرن أو الصنج الذي يطن. تمامًا كما أن النحاس أو الصنج عبارة عن أشياء لا روح لها وتنتج أصواتًا من صوت ونبرة شخص آخر، كذلك الأمر بالنسبة للجميع المتحدث باللسانلأنه لا يعرف ما يقول، فهو كالنحاس، إذ لا يفهم معنى الصوت.

2. يقول ضد الذين انتفخوا بالنبوة والعلم والإيمان: وإن كانت لي نبوة، فلست مثلك، ولكن إن كنت أعرف جميع الأسرار التي كشفت لك، فليُعطَ بالإضافة إلى ذلك كل علم. بالنسبة لي، بدلًا من ذلك، حصة صغيرة من المعرفة التي نقلتها إليك - وعلاوة على ذلك، دعني لا أمتلك الإيمان الصغير الذي لديك، ولكن إذا كان لدي كل الإيمان حتى أتمكن من نقل الجبال، ولكن ليس لدي محبة، انا لاشئ.

3. بما أن البعض رفعوا أنفسهم على جيرانهم، والبعض - بكرم صدقاتهم، والبعض الآخر - بالمعاناة من أجل الإنجيل، فقال ضدهم: وإذا وزعت كل ممتلكاتي كطعام على الفقراء، وإذا أعطيت جسدي لكي يمجدوني، ولكن المحبة لن تكون لي، فلا منفعة لي. وهذا هو نفس ما قاله ربنا: لا تؤتوا صدقاتكم كأنها ل نوع من الناسوإلا فليس لكم أجر عند أبيكم الذي في السماوات (متى 6: 1).

4. الحب صبور ورحيم، رغم ما تفعلونه تجاه بعضكم البعض. الحب لا يحسدك مثلك.

5-7. المحبة لا تطلب ما هو نافع لنفسها، بل ما هو نافع للكثيرين لخلاصهم. فإذا كانت الصفات التي ذكرتها لا تظهر فيك بسبب قلة المحبة، فما فائدة التفاخر بالمواهب التي تفتخر بها؟

8. علاوة على ذلك، سأقول: الحب لا يسقط أبدًا، أي لا ينقطع، كما تهدم مواهبك التي أبادتها؛ وكذلك النبوة التي عندكم ستبطل وتبطل الألسنة.

9. لأنه على الرغم من أننا نعرف بعض المعرفة، إلا أننا نعرف ما ينبغي أن نعرفه.

10. متى جاء الكمال فحينئذ يبطل ما هو بعض.

11. كما دمرت أفكار طفولتك أمام المعرفة التي لديك الآن، كذلك يجب تدمير معرفتنا الحالية قبل المعرفة التي سنكتسبها في المستقبل.

12. نرى الآن، كما من خلال مرآة في لغز، أنه في حالة كاملة سيكون هناك حق، أي: وجهًا لوجه. الآن أعرف جزئيا، ولكن في حالة مثاليةلست أعرف كما عرفت، بل كما عرفني الله بأعمالي.

13. فقبل جميع المواهب التي ترفع بها نفسك يبقى: الإيمان والرجاء والمحبة. فإنه من الأهمية بمكان أن نؤمن بوجود الله، ونرجوا ما نؤمن به، وأيضًا أن نحب وصايا ذاك الذي نرجو منه أن ننال العطايا.

الفصل الرابع عشر

1. نال المحبة، ثم مواهب الروح، خاصة النبوة.

2. لأن من يتكلم بألسنة يتكلم مع الله الذي يعرف ما يقول، لأن ليس أحد غيره، ولا حتى هو، يعرف ما يقول.

3. ومن يتنبأ يقول الناسالذين يسمعون ويعرفون أنه يتكلم للبنيان والإنذار والتعزية.

4. من يتكلم بلسان يبني نفسه فقط بمعرفة أنه قد نال مواهب الروح، وأما من يتنبأ فيبني كنيسة الله بأكملها.

5. أريد أن تتكلموا بألسنة، بل أن تتنبأوا. لأن الذي يتنبأ بحسب المنفعة أعظم ممن يتكلم بألسنة.

6. فإني إن جئت إليكم متكلما بألسنة غير ألسنة جميعكم، فكيف أنفعكم؟

7. ألا أكون مثل الناي والقيثارة بلا نفس. لأنها إذا كانت لا تعطي بعض الاختلاف في الأصوات، فكيف يمكن للمرء أن يعرف ما يُعزف على الناي أو القيثارة؟

9. وهكذا أنت أيضًا، إذا قلت أي كلمة بلغة غريبة عن لهجتك الهيلينية، فستكون نتيجة لذلك وكأنك تتحدث إلى الهواء، وليس إلى الناس.

13. لذلك من يتكلم بلسان فليصل هكذا اليونانيةيمكن تفسير الهيلينيين على أنهم يتحدثون لغة أجنبية. وكانت مواهب الروح من هذا النوع حتى أنه أُعطي واحد أنواع ألسنة وآخر ترجمة ألسنة، حتى كان الواحد يحتاج إلى الآخر، أي من يتكلم في من يترجم؛ الكنيسة هي على حد سواء.

14. يقول: إن كنت أصلي بلساني فإن روحي تصلي ولكن ذهني عاقر (موجود)، أي: الروح القدس المتكلم يعرف ما يقوله في، ولكن ذهني، لأنه فمن لا يعرف ما يقوله اللسان، يبقى بلا ثمر في هذه الصلاة.

15. لذلك لا أطلب في الصلاة أن أعرف معنى اللسان، ولكن إن كنت أصلي بالروح فإنني أصلي بالذهن أيضًا.

16. علاوة على ذلك، إذا كنت تبارك بروحك باللسان الذي تلقيته، فكيف يستطيع الغبي الغريب عن لسانك أن يقول آمين في نهاية البركة؟

17. وإن أحسنت الكلام، فإن جارك لا يفهم ما تقوله. لذلك لم يتم بنيانه.

18. أنت تعلم أنني أتكلم أكثر منك، لكنني لا أفتخر بذلك على الإطلاق.

19. لكن بين الناس، أود أن أقول خمس كلمات بشكل صحيح ومعقول وأن تكون مفيدة للآخرين، بدلاً من نطق ألف كلمة على اللسان؛ فإن هذا ليس بالحمد، ولن أفيد جيراني.

20. لا تكونوا أبناء أفكاركم، لكي تتبعوا مثل هذه (الأفكار) التي تسيء إلى البسطاء، والتي لا فائدة منها على الإطلاق من أجل الكمال.

21-22. مكتوب في الناموس أني أكلم هذا الشعب بلسان آخر وفم آخر، ولا يسمعون لي، يقول الرب (أش 28: 11-12). فإذا كان من أجل هذا الشعب قد أُعطيت ألسنة، لكي يعرفوا من خلالها وقت الإنجيل الجديد، فالألسنة الآن علامة ليس للمؤمنين مثلكم، بل لغير المؤمنين، أي، اليهود المشتتون الذين قيل لهم: هكذا لا يسمعون لي، يقول الرب. ليست النبوة خيانة بل هي حق. لأنه إن كانوا لا يصدقون ما تقول، فكيف يسمعون ما تقول؟

23. فإذا اجتمع جميع الشعب وتكلم كل واحد بألسنة في وقت واحد، لا يقول السفهاء الداخلون هناك كما قالوا عن الرسل: إنهم سكروا سكرا (أع 2: 13). - وعنا أننا مجنون حقا؟

24. لو كان جميع الأنبياء وأرادوا بنيانًا، فإذا دخل أحد غير مخلص أو جاهل، فإنه يوبخ على خطئه ويُدان على أعماله الشريرة.

25. فتظهر خفايا قلبه بالنبوة التي تكشف أسراره، فيخر على وجهه ويسجد ويقول: حقا إن الله فيهم، إذ كشف ما كان في داخلهم، في القلب. .

26. لذلك، عندما تجتمعون لأداء خدمة أو سبت واحد (خدمة الأحد)، فمن يعرف المزمور، فليرنم، ومن عنده التعليم فليعلم، وهكذا، الواحد تلو الآخر، فليرنم. الجميع يتحدثون عن بناء الكنيسة.

27-28. من يتكلم بلسان وليس من يترجم فليسكت في الشعب. فليتحدث إلى نفسه بالصلوات المسكوبة إلى الله.

29. هكذا يفعل الأنبياء: فليتكلم اثنان أو ثلاثة، وليفكر الآخرون، أي ليبينوا للشعب ما تنبأ عنه الأنبياء.

32. لأن روح النبوة يخضع للأنبياء، أي أن ما قاله نبي قد شرحه نبي آخر.

33. لأن الله ليس شقاقا بل سلاما، أي ليس ارتباكا وفوضى، بل نظاما ونظاما.

34. كما في جميع كنائس القديسين، لتصمت نساؤكم في الكنائس. يقولون أن امرأة نبية تحدثت إلى كنيسة (كنيسة) كورنثوس.

37. فقال: إن كان أحد يحسب نفسه نبيا أو روحيا، فليعلم أولا ما كتبته إليكم، لأن هذه هي وصايا الرب.

38. وإلا فلن يتم التعرف عليه أمام ربنا.

39. لذلك، اجتهدوا في التنبؤ، ولا تمنعوا المتكلمين بألسنة.

40. افعل كل شيء بشكل لائق وحكيم ووفقًا للنظام كما ينبغي.

الفصل الخامس عشر

1-10. وتحدث مرة أخرى عن قيامة ربنا المقام، الذي ظهر لبطرس (لوقا 24: 34.36) والاثني عشر (يوحنا 20: 19 وما يليه. متى 28: 17؛ مرقس 16: 14)؛ لقد ظهر مرة واحدة لأكثر من خمسمائة أخ، ولا يزال العديد منهم حاضرين عندما قيل هذا الكلام. وبعد أن ظهر ليعقوب والرسل للجميع، أي اثنين وسبعين، ظهر لي على كل حال، كأسوأ الرسل (أعمال 9: 4 وما يليها).

11-12. لذا، سواء أنا أو الرسل، نحن جميعًا نكرز بالمسيح... أنه قام من بين الأموات. فكيف يقول بعضكم أنه ليس قيامة أموات؟

13. إذا لم تكن قيامة للأموات، وقد تم الصلب لهذا الغرض، فبالتالي المسيح لم يكن قد قام بعد.

17. وإيمانك بالرب باطل، وما زلت في نفس الخطايا، لأنك لم تنال التطهير من خيانتك عندما دفنت في المعمودية مع الذي مات وقام في اليوم الثالث.

18. ولذلك حسب كلامك (تعليمك) فإن الذين ماتوا استشهادا في المسيح هلكوا إذ ليس لهم قيامة.

19. إذا كنا في هذه الحياة فقط، معرضين للاضطهاد، متكلين على المسيح، فحياتنا أكثر بؤسًا من جميع الناس الذين كانوا في العالم. وإذا كنا هنا نتعذب بالصوم والاضطهاد، وهناك لا ننال المكافأة - إذا كان الأمر كذلك - فسنبدأ بالأكل والشرب (أدناه الآية 33)، مستفيدين من الحاضر على الأقل - إذا، بحسب الآية 33. لكم، إلى جانب ما هو هنا، ليس لدينا أي شيء آخر لنأخذه.

20. لكن المسيح قام حقا من بين الأموات وصار باكورة قيامة جميع الأموات.

21-22. لأنه كما كان آدم بداية موت كل حي، كذلك صار ربنا بداية حياة جميع الأموات.

23. ومع أنهم يعيشون في النهضة (القيامة)، فإن كل واحد منهم يعيش كما سيكون. المسيح الأول، أي المسيح قام أولاً؛ ثم عند مجيئه يقوم الذين هم للمسيح.

24. ثم سيأتي النهاية عندما يتم تسليم الملكوت إلى الله الآب، ليس لأن الابن ليس ملكا، لأنه إذا كان الآب هو الملك، فإن الابن كابن الملك هو الملك؛ لأن الآب سيكون رأس الملكوت الجديد، وبعد ذلك، بالترتيب، وضع الابن بشكل صحيح بعد الآب: عندما يلغي، ويستمر، كل الرئاسات، والسلاطين، والقادة الذين يضطهدون الإنجيل، وقوى الشر لأبي الكراهية (الشيطان).

25. يجب أن يملك حتى يضع جميع الأعداء، الجسديين والروحيين، تحت قدميه.

26. وهذا الأخير، أي بعد أن يهلك الموت، هو عدو حياة الإنسان. لأنه أخضع كل شيء تحت قدميه في النهاية.

27. إذا قيل: كل شيء تابع؛ وقال أيضًا في موضع واحد: كل شيء قد دفع إلي من أبي (متى 11: 27). وإذا قال: أعطي فلا تظن أنه لا يعطى؛ وإلا ستقول كذباً: كل ما للآب هو لي (يوحنا 16: 15) - وشيء آخر: كل ما لي فهو لك - وكل ما لك فهو لي (يوحنا 17: 10). فقال لنا هذا من أجل الجسد، وليس لأنه كان هكذا حسب طبيعة الابن الإلهية.

وإذا كان واضحاً أنه أخضع له كل شيء كما قلت سيدي الرسول، فكيف تقول: متى يكون له كل شيء خاضعاً؟ ولكن إذا لم يكن كل شيء تابعًا له، فكيف تقول: كل شيء تابع له؟

28. فإذا كان كل شيء يخضع له، فكيف تقول: عندما يخضع له كل شيء، فإن الابن نفسه يخضع لمن أخضع له كل شيء؟ من يجرؤ على القول: عندما يخضع كل شيء للابن، فإن الابن سيعود ويخضع للآب؟ ففي النهاية، وبنفس الطريقة تقريبًا، قال له الشيطان على الجبل: وأعطيك هذه الممالك كلها ومجدها، إذا سجدت لي بكل تواضع (متى 4: 8-9). بعد كل شيء، إذا كان كل شيء يخضع له بعد ذلك، فإنه يخضع له هو نفسه - إذا قلت: هذا هو الحال: فهو الآن غير خاضع - وعندما يخضع له كل شيء، فإنه سيعود ويخضع إلى الله. الذي سخر له كل شيء. علاوة على ذلك، عندما أخضع الآب كل شيء للابن، ألا يستطيع الابن نفسه أن يُخضع كل شيء لنفسه؟

كان الشيطان قادرًا على إخضاع كل الخليقة برجاءٍ باطل، لكن حقًا لم يستطع الابن أن يُخضع كل شيء لنفسه؟ صحيح أن سبب كل هذا هو التواضع، لكن ليس الأمر أنه عندما يخضع له كل شيء، يخضع الابن أيضًا للآب، الذي منذ بداية القرون، دون تغيير، يثبت مع أبيه بالولادة. ولا نقول إن كل شيء لم يكن خاضعًا له، بل كان كل شيء خاضعًا له ولم يكن خاضعًا له. خاضع بالطبع لإلهيته، ولهذا قال: كل شيء لك فهو لي. سيخضع للجسد الذي كان بطبيعته خاضعًا، لكنه برحمة نعمته جعله خاضعًا للأعلى والأدنى (فيلبي 2: 10).

فعندما تخضع هذه الحرية المتمردة للابن من قبل الآب، فإنها تخضع أيضًا من خلاله ومعه للآب، حتى يكون الله الكل في الكل، أي يكون الله بين الجميع، كما هو. هو نفسه هو، ومكان الجميع، لأنه حتى الآن يسكن في الخفاء وفي أولئك الذين لا يريدون، ولكن في النهاية سيكون في الجميع بالفعل وبشكل واضح: فيه يضيئ الصديقون مثل الشمس (متى 13). :43)، أو حتى أقوى من الشمس، بقدر ما تستطيع الطبيعة البشرية إدراكه.

29. ثم يعود إلى كلامه السابق قائلاً: ماذا يفعل الذين يعتمدون من أجل الأموات إن لم يقوم الأموات؟ ففي النهاية، إذا لم يقوموا، فما الفائدة التي ينالها من يعمد؟ ولماذا تعتمد معه في المعمودية؟

30. لماذا نحتمل الاضطهاد إن لم تكن قيامة؟

32. علاوة على ذلك، في أفسس ألقيت حتى إلى الوحوش: ماذا كان يستفيد مني أن أصير طعامًا للوحوش، لو لم أنل القيامة، كما تزعمون؟ في هذه الحالة، دعونا نأكل ونشرب ونحن على قيد الحياة، إذا لم تكن هناك حياة موعودة بعد الاضمحلال.

33. لا تضلوا خطوات الذين يقولون لكم هذا. لأن نفوسكم الطاهرة قد أفسدتها أحاديث اليونانيين الشريرة.

35. لأنهم قالوا: كيف يقوم الأموات؟ في أي جسد سيأتون، وجسمهم ملقى بالفعل (في الأرض)، متحلل ومدمر؟

36. وشبههم بالبذرة التي تنال الحياة بموتها.

37. ولكن البذار ليس مثل نباته البتة، إذ لا تزرع إلا حبا.

38. يلبس الله نسلك جسدا كما يشاء.

39. وعلى الرغم من أن جميع البذور قد خلقت لتنبت، لأن كل بذرة تُعطى جسدها الخاص، إلا أنه ليس كل لحم الطيور والحيوانات والبشر هو نفسه، لذلك فإن الجميع يحققون هذه القيامة ذاتها بلا مبالاة؛ ولكن هناك لحمًا آخر للناس خلقته يد الله، وهو موعود بالقيامة، ولحوم أخرى من الماشية والطيور والأسماك محرومة من نفس (القيامة).

40-41. والذين في السماء، أي الذين يعملون الأعمال السماوية، لهم جسد آخر، والذين على الأرض الذين يرتكبون الشر على الأرض لهم جسد آخر: فالنجم يفوق النجم في نوره.

42. وهكذا فإن الذين في السماء يتفوقون على الذين على الأرض في إقامة الموتى.

هكذا تُزرع الأجساد في فساد، وتُقام في عدم فساد.

43. يزرعون في العراة في الهوان ويقومون في المجد. لقد زرعوا في ضعف الموت، لكنهم قاموا في قوة القيامة.

44. الجسد الروحاني يزرع ولكن الجسد الروحاني يقوم، أي: يزرع على شبه آدم الأول، ولكنه يقوم على شبه آدم الروحي.

48. كما هو الإنسان الأرضي، أي المنغمس في شؤون الأرض، هكذا هو الأرضي. وكما كان السماوي هكذا السماويون في أعمالهم.

49. كما لبسنا صورة الترابي عند الولادة، هكذا نكون مستعدين أن نحمل صورة السماوي في تلك القيامة.

وكيف اختلفت طوائف اليونان مع بعضها البعض: هناك من أنكر القيامة، ومن قال أنه لا توجد روح، لذلك يقول ضدهم أيضًا: إذا لم تكن هناك روح كما تزعمون، ومع ذلك يوجد حق في الناموس - فشريعتكم أيضًا تشهد أن هناك قيامة. ولذلك عندما تعلن الفساد الأبدي لهذا الجسم المرئي- وبما أنها قابلة للفناء، فلا يمكن أن تمتلك عدم القابلية للتدمير، - فأين سينال أولئك الذين صلبوا أنفسهم هنا من أجل الله مكافأتهم؟ ففي نهاية المطاف، النفس التي يمكن أن تنال الأجر (في رأيك) غير موجودة؛ على العكس من ذلك، ليس هناك سوى الجسد الذي جعلته فريسة الهلاك الأبدي.

51-52. لذلك يقول: هنا سر ينكشف لمن في الداخل، وليس للخارج، أي للمؤمنين الذين يعترفون بالقيامة، وليس للفلاسفة الذين ينكرون قيامة الأموات. "فلنستريح جميعنا"، هذا يقول لأولئك الذين ينتظرون مجيء (المسيح). لنتجدد جميعًا: مع أن الأبرار فقط هم الذين يقومون إلى تجديد المجد، فإن أجساد الخطاة أيضًا تتجدد، إذ لا تقوم بنفس الحزن والفرح. وهذا ما تعنيه الكلمات: سيقوم الأموات عديمي فساد، ونحن نتغير.

53. لأنه ينبغي لهذا الجسد المائت أن يلبس حياة عدم الموت، وهذا الجسد الفاسد لا بد أن يلبس مجد عدم الفساد.

54. متى لبس هذا المائت الفاسد الخلود وعدم الفساد، فحينئذ تتم الكلمة المكتوبة في هذا: ابتلع الموت في غلبة القيامة (إش 25: 8).

55. أين موتكم ونصركم الذي كان من آدم إلى يومنا هذا؟ وأين الموت شوكتك التي أصلها من ثمرة الشجرة (هو13: 14)؟

56. شوكة الخطية هي الشريعة التي فرضت على آدم ونسله في الفردوس نفسه (تك 2: 16-17).

57. ولكن عطايا الله نصرتنا، مع كل ذنوبنا، ليس بنا ولا بالأنبياء كمخلصينا، بل بربنا يسوع المسيح.

الفصل السادس عشر

1. أما بخصوص الاجتماع الذي يعقد للقديسين، كما أمرت به في كنائس غلاطية، فافعلوا كذلك.

2. في أول أيام الأسبوع، يُرسل ما تم جمعه من جميع أنحاء البلاد إلى الفقراء الذين في أورشليم؛ وقد أعطاه الرسل هذه الوصية.

9. ولكن انفتح له في أفسس باب عظيم لا مفر منه: إما من قبل الناس الذين أصبحوا تلاميذه، أو من قبل الاضطهاد الذي أصابه من قبل أعدائه، لأنهم قاموا عليه ليطرحوه هناك بين الوحوش.

15. وأما بيت استفانوس، وأنت تعلم أن هذه كانت باكورة لي في بلاد أخائية، إما بالتتلمذ، وإما بعطاياي التي كانوا يعطونها للفقراء في أورشليم.

ليكن كل شيء لك، أعمالي وروحي وحياتي، في المسيح. ما أعظم محبة الرسول لشعبه! يا له من لطف تجاه الوثنيين الأجانب! من أجل حياة اليهود، طلب هو نفسه أن يُحرم من المسيح، ولكن من أجل حياة الوثنيين فهو مستعد للتضحية بأفعاله وروحه وحياته.

افرايم السوري،القس

نقلا عن:

القديس افرام السرياني . إبداعات. T.7. إعادة طبع الطبعة. - م.:

دار نشر "دار الأب" 1995 - ص59-110

***

صلاة للقديس أفرام السرياني:

• صلاة للقديس أفرام السرياني. كاتب زاهد وروحي عاش في القرن الرابع. ترك العالم منذ صغره واعتزل النساك بعد أن سُجن بتهم باطلة. وبعد ذلك تعرض للافتراء مرة أخرى، ولكن برره الله أمام الناس. وحارب الأريوسيين، وكتب العديد من المؤلفات التفسيرية والأخلاقية، والأناشيد التوبة والجنازية. حامي الأبرياء والمظلومين، شفيع الرهبنة، واهب التواضع والعفة

المديح للقديس أفرام السرياني:

• مديح للقديس أفرام السرياني

أعمال القديس أفرام السرياني:

• على زوجات ماكرة- القس أفرايم السرياني
• إلى روح مهملة- القس أفرايم السرياني
• أسئلة وأجوبة- القس أفرايم السرياني

العنوان (1-3). الحمد لله (4-9). الحكم ا ف ب. بولس يتحدث عن الأحزاب الكورنثية (10-17). الإنجيل ليس حكمة الناس (18-31)

1 كورنثوس 1: 1. بولس، المدعو بمشيئة الله، رسولا ليسوع المسيح، وأخا سوستانيس،

ا ف ب. يسلم بولس وزميله سوستانيس إلى كنيسة كورنثوس.

"المدعو بالرسول" انظر رومية. 1:1. - "الأخ سوستانيس". ومن سفر الأعمال نعرف عن سوستانيس رئيس مجمع كورنثوس (أع 18: 17). من المحتمل جدًا أن يكون بولس قد تحول إلى المسيحية وأصبح مساعدًا له. ا ف ب. ربما يذكره بولس هنا كشخص معروف لدى أهل كورنثوس.

1 كورنثوس 1: 2. كنيسة الله التي في كورنثوس، إلى المقدسين في المسيح يسوع، المدعوين قديسين، مع جميع الذين يدعون باسم ربنا يسوع المسيح في كل مكان، بينهم وبيننا:

"الكنائس". في اللغة اليونانية العادية، تشير كلمة "كنيسة" (εκκησία) إلى تجمع من المواطنين الذين يتم استدعاؤهم من منازلهم بشأن بعض الأمور العامة (راجع أعمال الرسل 19: 40 - "الاجتماع"). وفي مصطلحات العهد الجديد، تحتفظ هذه الكلمة بنفس المعنى. الله هنا يجمع أو يدعو الخطاة إلى الخلاص من خلال الكرازة بالإنجيل (غل 1: 6). فالمدعوون يشكلون أنفسهم في مجتمع جديد رأسه المسيح. - "لله". وهذه الكلمة تعني من جمع الجماعة وإليه تنتمي. و في العهد القديمكان هناك مصطلح: "كيهال يهوفا" - مجتمع يهوه المجتمع. ولكن هناك ظهر أعضاء جدد في الجماعة من خلال التحدر الجسدي ممن دعاهم الله سابقًا، وهنا، في المسيحية، تنمو الكنيسة من خلال الاتحاد الشخصي الحر لكل من يستطيع أن يؤمن بالمسيح. - "مقدسون في المسيح يسوع". تشير كلمة "مقدسون" إلى الحالة التي يوجد فيها المؤمنون من خلال الرب يسوع المسيح. إن قبول المسيح في داخل النفس بالإيمان يعني أن نتقبل في أنفسنا القداسة التي جسدها في شخصه. – “المدعوون قديسين” – انظر رومية. 1- "مع الجميع" - مع إضافة Ap. يذكر المسيحيين المتكبرين (1 كورنثوس 14:36) أنه يوجد إلى جانبهم مؤمنون آخرون في العالم يجب أن يسيروا جنبًا إلى جنب في تطورهم الأخلاقي. - "استدعاء الاسم." تم استخدام هذا التعبير في العهد القديم (إشعياء 43: 7؛ يوئيل 2: 32) فقط فيما يتعلق بالدعوة إلى يهوه (في السبعينية). إن عبارة "الاسم" تحتوي على فكرة "الوجود" (خروج 23: 21). - "السادة المحترمون." يشير هذا اللقب إلى المسيح باعتباره الشخص الذي أعطاه الله السيادة على العالم. تتكون الكنيسة من أشخاص يدركون قوة المسيح على العالم. - "كل مكان." يبدو أن الكنيسة المسيحية هنا قد انتشرت بالفعل في جميع أنحاء العالم (راجع ١ تيموثاوس ٢: ٨). - "معهم ومعنا". وينبغي أن تكون هذه الكلمة مرتبطة بعبارة: "ربنا يسوع المسيح" (ذهبي الفم). ا ف ب. يريد أن يقول أن الرب واحد لجميع المؤمنين، القطيع والرعاة! هذا احتجاج على أولئك الذين يمجدون الدعاة - مستمعي المسيح - وينسون المسيح الرب نفسه (راجع 1 كورنثوس 1: 3 ، 5 ، 22 ، 23).

1 كورنثوس 1: 3. نعمة لكم وسلام من الله أبينا والرب يسوع المسيح.

"النعمة والسلام" – انظر رومية. 1:7.

1 كورنثوس 1: 4-9. قبل الشروع في فضح عيوب كنيسة كورنثوس أيها الرسول. يتحدث عما هو صالح في هذه الكنيسة. إنه يشكر الله على النعمة بشكل عام وخاصة على تلك المواهب المليئة بالنعمة التي يتمتع بها أهل كورنثوس، ويعرب عن ثقته في أن المسيح سيوصلهم بأمان إلى نهاية رحلتهم الأرضية، حتى يتمكنوا من مواجهة دينونة المسيح الرهيبة بلا خوف.

1 كورنثوس 1: 4. أشكر إلهي كل حين من جهتكم، على نعمة الله المعطاة لكم في المسيح يسوع،

في الامتنان، ما Ap. يحمد الله على حالة كنيسة كورنثوس، فلا يوجد تملق أو سخرية. ا ف ب. إنه يعرف كيف، بينما يدين الناس، يقدر في نفس الوقت مزاياهم الحقيقية المعروفة، وكان لأهل كورنثوس مثل هذه الفضائل. - "جمال." لا تشير هذه الكلمة إلى المواهب الروحية فحسب، بل تشير بشكل عام إلى كل ما يُعطى من الله للناس من خلال المسيح - التبرير والتقديس والقوة للحياة الجديدة.

1 كورنثوس 1: 5. لأنكم فيه استغنيتم في كل شيء، في كل كلام وفي كل علم،

"لأن..". وهنا يشير الرسول إلى حقيقة جديدةمما يدل على حقيقة الواقع المذكور في الآية 4. فقط من حالة النعمة الجديدة لأهل كورنثوس أمكن تحقيق وفرة المواهب الروحية التي امتلكتها كنيسة كورنثوس. - "في الكلمة" (όγος). هنا ا ف ب. يفهم تلك المواهب التي تم التعبير عنها في خطابات المؤمنين الملهمة (موهبة الألسنة، النبوة، التعليم - انظر الفصول من الثاني عشر إلى الرابع عشر أدناه). "المعرفة" (γνῶσις). هنا ا ف ب. تعني "فهم" تاريخ خلاصنا وتطبيق العقائد المسيحية في الحياة. - إنه لأمر رائع أن Ap. نتحدث عنه الهداياالروح، وليس حول الفاكهةروح مثل في الاخير إلى سولون. (1 تسالونيكي 1: 3؛ 2 تسالونيكي 1 وما يليها). "ثمار" الروح هذه - الإيمان والرجاء والمحبة - لذلك، لم يكن لدى أهل كورنثوس سوى القليل جدًا ليشكروا الله عليه.

1 كورنثوس 1: 6. لأن شهادة المسيح تثبت فيكم،

"لـ.." أصح: على كيف (باليونانية - καθως). ا ف ب. يريد أن يقول إن الشهادة (أي الوعظ) عن المسيح قد تم تأسيسها بين أهل كورنثوس بطريقة خاصة، على وجه التحديد من خلال كونها مصحوبة بفيض خاص من المواهب الروحية: لذلك لم يكن هناك مثل هذا الوفرة في المواهب الروحية كما هو الحال في كورنثوس .

1 كورنثوس 1: 7. حتى لا تعوزكم الموهبة، منتظرين ظهور ربنا يسوع المسيح،

"هكذا" - يعتمد هذا التعبير على كلمة "اغتنوا" (الآية 5) - "ليس في عطية". بكلمة "عطية" (χάρισμα) نعني هنا (وفقًا للفكرة الواردة في الآية 5) قوة أو قدرة روحية جديدة تلقاها مسيحي أو آخر من الروح القدس. بالطبع، لم يحل الروح القدس في هذه الحالة محل روح الإنسان نفسه: لقد رفع وقدّس فقط القدرات الفطرية للنفس البشرية، مما أتاح لها الفرصة لتحقيق أقصى تطور لها. - "منتظر..." كان الكورنثيون يميلون إلى تصور أنفسهم وكأنهم قد وصلوا بالفعل إلى الكمال المسيحي (1 كورنثوس 6: 8)، خاصة فيما يتعلق بالمعرفة. ا ف ب. يوضح لهم هنا أن مثل هذه المعرفة الكاملة لا يمكن أن توجد بعد في هذه الحياة - يجب عليهم انتظار الإعلان الذي سيُعطى عند مجيء المسيح الثاني، عندما ينكشف السر (راجع رومية 2: 16). .

1 كورنثوس 1: 8. والذي سوف يؤكد لك حتى النهاية، لكي تكونبريئين في يوم ربنا يسوع المسيح.

"الذي"، أي المسيح - "إلى النهاية"، أي حتى المجيء الثاني للمسيح، الذي توقعه المؤمنون بعد ذلك قريبًا. ولم يُعلن لهم اليوم ولا الساعة التي كان من المفترض أن تأتي (لوقا 35:12، 36؛ مرقس 32:13).

1 كورنثوس 1: 9. أمين هو الله الذي به دعيتم إلى شركة ابنه يسوع المسيح ربنا.

ا ف ب. لا يعني هذا أن الله سيخلص أهل كورنثوس، مهما كان سلوكهم. على العكس من ذلك، في نهاية القرن التاسع والبداية الفصل العاشرإنه يوضح بوضوح أن الافتقار إلى الإيمان والطاعة يمكن أن يدمر تمامًا عمل الخلاص الذي بدأه الله. من الواضح أن ثقة الرسول بخلاص الكورنثيين مبنية على افتراض أن الكورنثيين أنفسهم سيساهمون في قضية خلاصهم. كما أن عبارة "أنتم مدعوون" لا تتضمن فقط دعوة الله، بل أيضًا قبول هذه الدعوة مجانًا، هكذا يتطلب الحفاظ على الشركة مع المسيح الرغبة الخاصةثبات الكورنثيين في هذا الأمر.

1 كورنثوس 1: 10-17. من مدح Ap. ينتقل إلى إلقاء اللوم. وصلته شائعات عن انقسام الكورنثيين إلى أحزاب: بافلوف وأبلوس وصفا والمسيح، ويعرب عن إدانته لهذه الحزبية. بداية، يتوجه إلى من شكلوا الحزب الخاص الذي حمل اسمه، ويقول إنه لم يقدم أي سبب لذلك على الإطلاق.

1 كورنثوس 1: 10. وأطلب إليكم، أيها الإخوة، باسم ربنا يسوع المسيح، أن تتكلموا جميعا نفس الشيء، وألا يكون بينكم انشقاقات، بل تكونوا متحدين في روح واحد وأفكار واحدة.

"الإخوة". يدعو الرسول القراء بهذه الطريقة لأنه لم يتحولوا جميعًا بواسطته إلى المسيحية وبالتالي لا يمكن أن يُطلق عليهم "أولاده" كما دعا الرسول أهل غلاطية على سبيل المثال (غل 4: 19). - "باسم الرب" أي بحكم المعرفة التي لديهم عن شخص ونشاط ("اسم" - όνομα) الرب الأول المسيح. - "حتى تقولوا جميعًا نفس الشيء"، أي حتى لا تقولوا ما يدرجه Ap. في الفن. الثاني عشر - لم ينقسموا إلى أحزاب بل كانوا يمثلون مجتمعًا كنسيًا واحدًا. - «وما كان بينكم شقاق». الفكرة التي تم التعبير عنها للتو بشكل إيجابي تتكرر الآن بشكل سلبي. - "متصل". الكلمة المستخدمة هنا في النص اليوناني (καταρτίζειν) تعني: الجمع والتركيب (على سبيل المثال، أجزاء مختلفة من الآلة)، وإعداد العامل للعمل (أفسس 4: 12)، وتنظيم ما هو في اضطراب. . فيما يتعلق بكنيسة كورنثوس، فإن هذه الكلمة بلا شك لها آخر المعاني المشار إليها، ولكن يمكن أيضًا فهمها بمعنى توحيد جميع الأجزاء المتباينة من كائن الكنيسة في كل واحد، أي بالمعنى الأول. أما كيفية تحقيق هذا الارتباط فتشير إليها العبارات التالية: "بنفس الروح" و"بنفس الأفكار". من الأفضل أن نفهم بـ "الروح" (νους) (راجع 1 كورنثوس 2: 16) النظرة المسيحية للعالم بشكل عام، وفهم الإنجيل ككل، وبـ "الأفكار" (γνώμη) - الآراء ووجهات النظر حول النقاط الفردية للمسيحية (راجع 1 كورنثوس 7:25). هكذا يُعبِّر الرسول عن الرغبة في أن يسود الإجماع بين الكورنثيين، كما هو الحال بشكل عام في الفهم. الحقيقة المسيحيةوفي طريقة حل القضايا الفردية التي تطرحها احتياجات الحياة المسيحية.

1 كورنثوس 1: 11. ل من بيتأخبرني كلوين عنكم يا إخوتي أن هناك خلافات بينكم.

1 كورنثوس 1: 12. أعني ما تقوله: "أنا بافلوف"؛ "أنا أبولوسوف"؛ "أنا كيفين"؛ "وأنا للمسيح."

بعد هذا التحذير الأولي، Ap. يصور تلك الظروف في حياة كنيسة كورنثوس التي دفعته إلى مخاطبة قراءه بالوعظ. - "حيوانات كلوي الأليفة." من الممكن أن يكون هؤلاء إما أطفالًا أو عبيدًا لهذه المرأة، التي ربما عاشت في كورنثوس. - "يقولون لك". - بتعبير أدق من اليونانية: "كل واحد منكم يتكلم". ويريد الرسول أن يشير بهذا إلى الحماس العام لروح الحزبية. اعتبر كل كورنثي أنه من واجبه الانتماء إلى أحد الأحزاب المذكورة هنا. - "أنا بافلوف، أنا أبولوسوف" - انظر مقدمة الرسالة. - ا ف ب. يظهر براعة خاصة في توزيع الأطراف. في المقام الأول يضع هُمأتباعه، باعتباره يستحق لومه، وهذا يدل على أنه هو نفسه بعيد عن أي تمجيد للذات. – ما الذي ميز حزب بافلوف عن حزب أبولوسوف؟ ولم يكن هذا أي اختلاف في الجوهر (1 كورنثوس 3 وما يليها؛ 1 كورنثوس 4: 6)، ولكن فقط في شكل التعليم. واعتبر الرسول بولس أبلوس خليفة له لهشؤون كورنثوس: "أنا غرست وأبلوس سقى" (1كو3: 6) يقول مصورًا تأسيس الإنجيل في كورنثوس. - "وأنا للمسيح". يعتبر بعض آباء الكنيسة والمفسرين الجدد أن هذه الكلمات هي اعتراف بولس نفسه، الذي يعبر عنه هنا في معارضة الأشخاص الذين ينحنون لسلطة المبشرين بالإنجيل. لكن هذه العبارة الرابعة هي بلا شك مماثلة للثلاثة الأولى التي سبقتها، وهي عرضة لنفس التوبيخ الذي يبدو في قول الرسول: "كل واحد منكم يتكلم".

هناك افتراضات كثيرة حول حزب المسيح، ولكن جميعها ليس لديها سوى القليل من الأدلة. ويرى البعض (رينان، ماير، هاينريسي) في هذا الحزب احتجاجًا على عبادة الرسل، ويعتقدون أن "المسيحيين" عمومًا يتعارضون مع سلطة الرسل الحصرية، ويرى آخرون أن هذا الحزب ضم المسيحيين الوثنيين الأكثر تعليمًا الذين أرادوا جعل المسيح القائد الأعلى للحياة، كما كان سقراط لتلاميذه. ورأى آخرون في أعضاء هذا الحزب أشخاصًا وجدوا، من خلال الرؤى، أنه من الممكن الدخول في اتصال مباشر مع المسيح. يشير الرأي الرابع (غوديت) إلى أن هؤلاء كانوا يهودًا تحولوا إلى المسيحية، وكانوا فخورين بمزاياهم الثيوقراطية، وكونهم ممثلين للأسبقية - كنيسة القدس - أرادوا إخضاع المسيحيين الكورنثيين تدريجيًا لنير الشريعة الموسوية. لقد أطلقوا على أنفسهم اسم "المسيح" لأنهم تصوروا أنهم يفهمون مقاصد المسيح أفضل من أي شخص آخر. ومع ذلك، في الوقت نفسه، من أجل إرضاء المسيحيين اليونانيين، أدخلوا عناصر الثيوصوفية اليونانية في تعاليمهم، والتي أب. يلمح بولس في رسالته الثانية. إلى كورنثوس. (2 كو 10: 5، 11: 3-4). وهذا ما يفسر جدل الرسول الحار ضد الخلط بين الحكمة البشرية والإنجيل (1كو3: 17-20): هنا لا يقصد الرسول حزب أبلوس، بل حزب المسيح. ومن الممكن أن يكون لدى "المسيح" نفس وجهة نظر المسيح التي كان لدى سيرينثوس المهرطق، الذي لم يتعرف على المسيح في الإنسان - يسوع اليهودي المصلوب على الصليب. كان بإمكانهم أن يؤمنوا، تمامًا مثل سيرينثوس، أن المسيح انفصل أثناء المعاناة عن الإنسان يسوع: لقد مات يسوع هذا على الصليب، ولهذا السبب يستحق اللعنة (راجع 1 كورنثوس 12: 3)، والمسيح يجلس في السماء، في السماء. يمين الله الآب، وهو وحده، هو ما يجب أن يكرمه المسيحيون. لذا. وهكذا يمكن للمرء أن يرى في شعب المسيح "الغنوصية قبل الغنوصية". – الافتراض الأكثر منطقية هو Lütgerfa. ولا يجد هذا العالم أسباباً مقنعة كافية لرؤية حزب "المسيح" يهودياً. بل على العكس من ذلك، فهو يرى فيهم مناصرين لفكرة حرية الإنسان في المسيحية قد تمادوا فيها. هؤلاء هم "المتحررون الهوائيون" (شيء مثل دوخوبور لدينا). في رأيهم، توقف الرسول بولس في منتصف الطريق إلى الحرية المسيحية: فهو لا يمتلك الروح والقوة والشجاعة والثقة في النصر والوعي الذاتي، وهي صفات هوائي حقيقي. إنه خائف في علاقته مع الله، ومع الجماعة المسيحية، ومع العالم، لكنهم يتصرفون دائمًا كما لو كانوا أحرارًا، ولا يخافون شيئًا. لقد تحرروا أخيراً من أي اعتماد على الرسل، حتى من واجب الدراسة في الكتب المقدسة. الكتاب المقدس، لأنهم، حسب اقتناعهم، دخلوا مباشرة في شركة مع المسيح، وهذا التواصل أعطاهم أعلى حكمة، وجعلهم "غنوصيين"، أي مطلعين على كل أسرار الحياة. ما أدت إليه هذه الحرية الجامحة، التي بشر بها "المسيح" - يمكن الحكم على ذلك من خلال ما يتحدث عنه الرسول في الفصل الخامس. (حالة زنا المحارم).

1 كورنثوس 1: 13. هل كان المسيح منقسما؟ هل صلب بولس من أجلكم؟ أم اعتمدتم باسم بولس؟

"هل المسيح منقسم؟" يوجه بولس هذا التوبيخ إلى حزب "المسيح" الذي آمن بأنه وحده هو الذي يملك حقيقيالمسيح، بينما من الواضح أن المسيحيين الآخرين يعبدون شخصًا آخر. لا، يريد الرسول أن يقول، “المسيح هو نفسه لجميع المسيحيين!” لا يمكنك أن تجعل المسيح ملكاً لأي حزب! - "هل صلب بولس من أجلكم؟" - هذا السؤال والسؤال الذي يليه يظهران سخافة سلوك أولئك الذين أطلقوا على أنفسهم اسم بولس بدلا من أن يطلقوا على أنفسهم تلاميذ المسيح. السؤال الأول، على وجه الخصوص، يتعلق بعمل المسيح كفادي، والثاني بموقعه كرأس للكنيسة.

1 كورنثوس 1: 14. أشكر الله أني لم أعمد أحدا منكم إلا كريسبس وغايس،

1 كورنثوس 1: 15. لئلا يقول أحد إني عمدت باسمي.

1 كورنثوس 1: 16. وعمدت أيضا بيت استفانوس. لا أعرف إذا كنت قد عمدت أي شخص آخر.

ا ف ب. نشكر الله لأنه عهد إليه بمهمة أخرى أكثر أهمية من المعمودية، ألا وهي عمل الكرازة (راجع الآية 17). وإذا كان يعمد بشكل متكرر أولئك الذين اعتنقوا المسيحية، فيمكن القول إنه يفعل ذلك لتمجيد اسمه، أو حتى أنه يعمد باسمه. في حالة الغليان الديني آنذاك، عندما ظهرت أنظمة جديدة وطوائف جديدة في كل مكان، كان من السهل على واعظ بارز مثل بولس أن يؤسس ليالدين، وجعل المرء يؤمن به خاصة بكبالاسم، وليس باسم المسيح... من بين المعمدين بنفسه، يذكر بولس رئيس المجمع اليهودي في كورنثوس - كريسبس (أعمال الرسل 18: 8) وغايس، الذي عاش الرسول بولس في بيته ذات يوم ( رو 16: 23). والاستثناء الثالث كان بيت استفانوس («اسطفانوس») الذي كان من بين الوكلاء الذين أتوا إلى بولس من كورنثوس إلى أفسس.

1 كورنثوس 1: 17. لأن المسيح لم يرسلني لأعمد، بل لأبشر، لا بحكمة كلام، لئلا يبطل صليب المسيح.

ويمكن التعبير عن العلاقة المنطقية بين الآيتين 16 و17 على النحو التالي: "إن كنت قد تعمدت، فكان ذلك استثناءً من ذلك". قاعدة عامة; لأن هذا لم يكن من واجبات وزارتي. عمل إعلان الإنجيل – هذا ما كانت تتألف منه دعوة القمة. بافل! وهذا الأمر بالطبع أصعب بكثير من أداء سر المعمودية على الأشخاص المستعدين بالفعل للمعمودية. إن إعلان الإنجيل يشبه رمي شبكة لصيد السمك، وهذه كانت دعوة الرسول، والمعمودية مثل إخراج سمكة قد تم اصطيادها من الشبكة. ولذلك فإن المسيح لم يعمد نفسه، بل ترك هذه المهمة لتلاميذه (يوحنا 4: 1-2).

"لا بحكمة كلام لئلا يبطل صليب المسيح". يريد بولس أن يقول إنه ظل مجرد مُعلن لإنجيل المسيح، دون اللجوء إلى أي وسيلة خاصة لجذب المزيد من المستمعين (لم يلبس خطبته زي العمل الخطابي). وبعد ذلك، لم يفعل شيئًا لتشكيل حزبه الخاص. بكلمة "الحكمة" (σοφία) يقصد بولس نظامًا متطورًا بشكل صحيح، أي الفلسفة الدينية. إن "حكمة" الكلمة هذه جعلت من الدين الجديد مصدراً لتفسير مُرضٍ لوجود الله، ووجود الإنسان، وحياة العالم. لكن بولس هنا لا يقصد كرازة أبلوس التي كانت على علاقة مباشرة برسالته (1كو3: 4-8)، بل يقصد حكمة هذا العالم (الآية 20) التي أبطلها الإنجيل (1كو3: 4-8). كورنثوس 3: 20) والذي لا يؤدي إلا إلى تدنيس هيكل الله (1 كورنثوس 3: 17، 18). ومن الطبيعي هنا أن نرى إدانة هؤلاء المعلمين الكذبة الذين أطلقوا على أنفسهم اسم "المسيح" ونشروا آراء سخيفة عن المسيح والمسيحية في كورنثوس (2 كورنثوس 11: 2-11). لقد كانت "حكمة الكلمة" أو تعليم المسيح الكاذب هي التي "أبطأت صليب المسيح". إن عبارة الإلغاء أو التدمير (κενοῦν) تعني فعلًا يسرق من كائن معروف جوهره وقوته. وبالفعل، فإن المعرفة الكورنثية (انظر رأي لوتجيرفا أعلاه) أبطلت، وجردت من كل قوة وأهمية عمل صليب مخلصنا: بما أن المسيح ترك يسوع بينما كان يسوع معلقًا على الصليب، فهذا يعني أن عمل صليب مخلصنا قد تركه. لم يكن لصليب يسوع أي أهمية فدائية للبشرية. هذا ما أدى إليه شغف مؤمني كورنثوس بشغف المعرفة الكاذبة، ولم يرد الرسول أن يكون له علاقة بمثل هؤلاء الحكماء الزائفين.

1 كورنثوس 1: 18-31. على النقيض من تعليم حزب المسيح الرسول. يقول إن الإنجيل في جوهره ليس حكمة، وليس نظامًا فلسفيًا يتم فيه إثبات واستنباط كل شيء من خلال الاستنتاجات الصحيحة. وهذا واضح من حقيقة أن النقطة المحورية في الإنجيل هي الصليب - معاناة وموت المسيح المخلص، الأمر الذي يبدو أنه يتعارض بالنسبة لليهود واليونانيين مع فكرتهم السائدة عن المخلص. وهذا واضح من التركيبة كنيسية مسيحيةفي كورنثوس، والتي تتكون غالبيتها من الناس غير المتعلمين.

1 كورنثوس 1: 18. فإن كلمة الصليب عند الهالكين جهالة، وأما عندنا نحن المخلصين فهي قوة الله.

ومن بين مؤمني كورنثوس هناك من (حزب المسيح بالدرجة الأولى) تبدو لهم عظة بولس خالية من الحكمة، لأن مضمون هذه العظة هو صليب المسيح. هؤلاء الناس الذين ا ف ب. يدعو بحق "الهالكين"، أي المحرومين من الخلاص في المسيح، الذين لا يريدون أن يروا إعلان الله في الصليب. فالله الذي ظهر في المسيح المصلوب، بحسب هؤلاء الناس، لا يمكن أن يكون الله. يعتقد الناس عمومًا أن الله كائن قادر على كل شيء يعمل على تحقيق الأهداف التي حددها عن طريق صنع المعجزات والآيات غير العادية. على العكس من ذلك، فإن المسيح المصلوب يخلص الناس بتواضعه، وبضعفه الظاهر. ومع ذلك، بالنسبة للمسيحيين الحقيقيين - الذين أب. يدعوهم "المخلصين" نظرًا لحقيقة أن حياتهم الأرضية لم تكتمل بعد - في الكرازة بالصليب توجد تلك القوة الإلهية المنقذة التي يحتاجون إليها بشدة (راجع رومية 1: 16).

1 كورنثوس 1: 19. لأنه مكتوب سأبيد حكمة الحكماء وأبيد فهم الفهماء.

1 كورنثوس 1: 20. أين الحكيم؟ أين الكاتب؟ أين سائل هذا القرن؟ ألم يحول الله حكمة هذا العالم إلى حماقة؟

إلخ. وأخبر إشعياء السياسيين اليهود أن الله سينقذ أورشليم من غزو سنحاريب نفسه، دون مساعدة هؤلاء السياسيين الذين لم يضروا دولتهم إلا بمكرهم (إش 29: 14). وهذا ما يفعله الله – يريد الرسول أن يقول هنا – حتى الآن، بخلاص العالم. إنه ينقذ الناس من الدمار بطريقة غير عادية وغير مناسبة من وجهة نظر الحكمة البشرية - أي من خلال أعلى مظهربسبب محبتهم، التي بموجبها يجب على الحكمة البشرية أن تنسحب بالخجل من ساحة نشاطها، لا "الحكماء" (σοφός)، أي الفلاسفة اليونانيين (راجع الآية 22)، ولا "الكتبة" (γραμματεῖς)، أي اليهود. الأحبار العلماء الذين - كلاهما - دخلوا عن طيب خاطر في مناظرات واستدلال مع من جاءهم للدراسة (وتعبير: "السائل" يلخص كلا الفئتين المذكورتين من الحكماء). - "هذا الدهر" أي هذه الحياة المؤقتة التي يقارن بها الرسول الحياة بعد يوم القيامة. - ولكن كيف حدث أن ترك حكماء العالم هؤلاء المسرح؟ حدث هذا لأن "الله" جعل الحكمة البشرية جهالة حقيقية. لقد قدم للبشرية خلاصًا يتعارض مع متطلبات الحكمة البشرية على كل تعليم أخذ على عاتقه مهمة خلاص البشرية، والحكمة البشرية برفضها هذا الخلاص أظهرت بوضوح أمام الجميع جنونها أو عدم عقلها. - "هذا العالم." وهذا ليس هو نفس التعبير أعلاه عن "هذا العصر". لم تتم الإشارة إلا إلى الوقت، فترة نشاط الحكماء، وهنا يشار إليها شخصيةاتجاه حكمتهم: هذه هي حكمة البشرية التي زجرت الله.

1 كورنثوس 1: 21. لأنه إذ كان العالم بحكمته لم يعرف الله في حكمة الله، أرضى الله بجهالة الكرازة أن يخلص المؤمنين.

"ل". ويشير الرسول هنا إلى سبب تعامل الله بهذه القسوة مع الحكماء. - "متى". ا ف ب. يعني هنا حقيقة معروفة - الانغماس التدريجي للعقل البشري في هاوية الخطأ في زمن الوثنية التي كان Ap. ويطلق عليه في مكان آخر "أزمنة الجهل" (أع 17: 30). - "في حكمة الله". هذا هو كتاب الطبيعة الذي فيه تظهر حكمة الله لشخص عاقل (راجع رومية 1 وأعمال 14: 17، 17: 27). يمكن للإنسان، من خلال مراقبة حياة الطبيعة، ومدى ملاءمة جميع ظواهرها، أن يتوصل إلى فكرة وجود خالق حكيم ورزاق للكون. لكن العقل البشري (راجع رومية 1: 21) لم يكن أمينًا لهذه المهمة وقام بتأليه الخليقة نفسها بدلًا من تمجيد الخالق. وإذا كان بعض الفلاسفة قد خلقوا لأنفسهم فكرة الإله الواحد الكلي الخير، فإنها كانت فكرة غامضة ومجردة إلى حد ما لم يتمكنوا من ترسيخها خارج عتبات مدارسهم. إن آلهة الشعب، التي حكمت ضميرهم، ظلت ثابتة في مكانها، وفقط لإسرائيل، من خلال إعلان خاص، تم نقل المعرفة الحقيقية لله. - "كانت جيدة." لقد وجد الله أفضل وسيلة (إرضائه) لخلاص الناس. تبين أن العقل غير مناسب - والله يدعو قوة روحية أخرى لخدمة قضية الخلاص. - "حماقة الوعظ". العقل لا يستطيع أن يفهم ويقبل وسائل الخلاص الجديدة التي يقترحها الله الآن، ويبدو له أن هذه الوسيلة تحمل طابع "الحماقة" وعدم العقل. وهذا ما يمثله صلب المسيح للعقل! لقد انطبعت مثل هذه الحماقة في عيون الحكماء في خطبة الرسل المعروفة عن المسيح (κήρυγμα التي ألقيت بالعضو τοῦ) - "المؤمنون". الإيمان هو القوة الروحية الجديدة التي يدعوها الله الآن إلى العمل بدلاً من العقل. يجب على الإنسان الآن أن يستجيب لتجليات المحبة الإلهية ليس من خلال التفكير، بل من خلال الثقة. إن الله لا يطلب من الإنسان الآن بحثًا منطقيًا، بل التكريس والضمير المنسحق والقلب المؤمن.

الذي - التي. الفكرة العامة لهذه الآية هي هذه. لم يتمكن الناس من استخدام عقلهم كما ينبغي من أجل معرفة هذا وإيجاد الخلاص فيه، وبالتالي أظهر لهم الله وسيلة جديدة للخلاص - الإيمان به، الإيمان بالمصلوب، والذي بدا للحكماء غير معقول تمامًا، ولكن مما ينقذ حقًا أولئك الذين يستطيعون زراعته في نفسه. ا ف ب. هنا يشرح لماذا لا يخبر أهل كورنثوس ما الذي يشكل نتاج الحكمة البشرية نفسها: لقد حكم الله بالفعل على هذه الحكمة بالهلاك!

1 كورنثوس 1: 22. لأن اليهود يطلبون المعجزات واليونانيون يطلبون الحكمة.

1 كورنثوس 1: 23. بل نحن نكرز بالمسيح مصلوبا، عثرة لليهود، وحماقة لليونانيين،

كانت الكرازة بالمسيح المصلوب غير مقبولة لدى اليهود، لأنهم كانوا يبحثون عن القوة في المسيح، والقدرة على صنع الآيات المعجزية (مرقس 8 وما يليها). بالنسبة للعالم الثقافي اليوناني، كان أهم شيء في الدين الجديد هو مطابقته لمتطلبات العقل؛ لقد أرادوا أن يروا "الحكمة" في الدين، على الأقل ذات أصل سماوي وليس أرضي. وفي الوقت نفسه، أب. بشر بأن المسيح قد صلب. وكان هذا يتعارض تمامًا مع مفهوم اليهود عن المسيح - الملك العظيم والفاتح لأعدائه، ولكن بالنسبة لليونانيين بدت هذه القصة بأكملها مجرد خرافة بسيطة. – لكن ألم يصنع المسيح آيات لليهود؟ نعم، لقد فعل ذلك، ولكن كل آياته وعجائبه مُحيت من ذاكرتهم عندما رأوه معلقًا على الصليب. وبالطبع ظنوا أنه سبق أن خدعهم بمعجزاته، أو أنه هو نفسه أداة في يد إبليس.

1 كورنثوس 1: 24. للمدعوين، اليهود واليونانيين، المسيح، قوة الله وحكمة الله؛

لكن نفس اليهود واليونانيين، الذين بدت لهم الكرازة بالصليب غير معقولة، ينظرون إلى الصليب بشكل مختلف تمامًا بمجرد أن يصبحوا مؤمنين. تمت تسمية الأخير هنا بواسطة Ap. "مُدْعَى"، وبذلك يُظهِر مظهر العمل الإلهي - مهنة– قبل الإنسان – الاستيعابمن خلال الإيمان بحقائق الإنجيل. - المسيح هو "قوة الله" و"حكمة الله". الله موجود المنشئوفي المسيح نصبح "خليقة جديدة" (أفسس 4: 24) - وهذا يعكس قوة الله، وقدرة الله المطلقة. ومن ناحية أخرى، فإن الله هو "الحكمة" ذاتها، وفي الرب يسوع المسيح انكشفت كل أسرار الحكمة الإلهية الأبدية (أفسس 1: 8، 9).

1 كورنثوس 1: 25. لأن جهالة الله أحكم من الناس وضعفاء الله أقوى من الناس.

لشرح كيف كان الضعفاء والأحمق المقدس من وجهة النظر الإنسانية مظهرًا قوة اللهوالحكمة، أب. يقول أنه بشكل عام من المستحيل قياس حكمة الله وقوته قياس الإنسان. ما يبدو ضعيفًا وحمقًا للناس، في الواقع، في يد الله هو أكثر صحة من أفضل المخلوقات البشرية: فهو أحكم من الناس بكل حكمتهم، وأقوى من الناس بكل قوتهم. - تجدر الإشارة إلى أن أب. فهو هنا يتحدث فقط عن علاقة الحكمة البشرية والإلهية بمسألة خلاص الإنسان. هنا، في الواقع، فإن أفضل منتجات الحكمة البشرية ليس لها أي قوة أمام التدبير الإلهي إذا تصرفت بشكل مستقل كمنافسين للمسيحية في مسألة خلاص الناس. لكن ا ف ب. لا ينكر قيمة عاليةالحكمة البشرية، مدى سرعة دخولها إلى نور الوحي الإلهي، وإعداد الإنسان لاستيعاب الخلاص الذي قدمه المسيح.

1 كورنثوس 1: 26. أنظروا أيها الإخوة من أنتم أيها المدعوون: ليس كثيرا لكحكماء حسب الجسد ليس كثيرون اقوياء ليس كثيرون شرفاء.

إن الله لم يكن في حاجة إلى الحكمة الدنيوية لتنفيذ خططه، وهو ما يتضح من أولئك الذين دعاهم بشكل رئيسي عند تأسيس الكنيسة في كورنثوس. كان هؤلاء في الغالب عمالًا من موانئ كورنثوس ومختلف شركات بناء السفن وغيرهم من الأشخاص من الطبقات الدنيا من المجتمع الذين لم يتمكنوا من التباهي بالنبل أو القوة أو نبل الأصل.

1 كورنثوس 1: 27. ولكن الله اختار جهال العالم ليخزي الحكماء، واختار الله ضعفاء العالم ليخزي الأقوياء.

1 كورنثوس 1: 28. لقد اختار الله أدنياء العالم والمزدرى وغير الموجود ليبطل الموجود.

1 كورنثوس 1: 29. لكي لا يفتخر أحد أمام الله.

من النقوش القديمة في سراديب الموتى الرومانية، من الواضح أن غالبية المسيحيين في روما ينتمون إلى الطبقة الدنيا أو المتوسطة من المجتمع (الخبازين، البستانيين، أصحاب الحانات، المعتقون، وأحيانا المحامين). مينوسيوس فيليكس يعين المسيحيين على أنهم indocti، impoliti، ركب، agrestes (VIÏ12). وهذا الظرف، الذي حدث أيضًا في كورنثوس، يمثل الدليل الأكثر وضوحًا على أن المسيحية غزت العالم دون أي مساعدة خارجية، بل بقوتها الداخلية. كان هدف الله من ذلك هو إخضاع الكبرياء البشرية، التي تمنع الإنسان من اللجوء إلى الله طلبًا للمساعدة، بعد أن أدرك ضعفه أولاً (راجع رومية 3: 27).

1 كورنثوس 1: 30. ومنه أنتم أيضاً بالمسيح يسوع، الذي صار لنا حكمة من الله وبراً وقداسة وفداء،

1 كورنثوس 1: 31. ل كان،كما هو مكتوب: من افتخر فليفتخر بالرب.

وبدلاً من الكبرياء، يجب على المؤمنين أن يوقدوا في أنفسهم شعوراً بالامتنان لله على مراحمه العظيمة. - "وأنت منه أيضاً." هنا يجب أن نضيف التعبير: أنت موجود (باليونانية εστέ). في السابق، يمكن القول، أنها لم تكن موجودة (راجع الآية 28)، لكنها الآن، بفضل الله، تمثل شيئًا مهمًا جدًا. - "في المسيح يسوع". يمنحهم المسيح بوفرة كل ما حرموا منه في رأي العالم، وما يعطيه بالضبط يقال في الكلمات التالية. بادئ ذي بدء، أصبح لهم "حكمة من الله"، أي حكمة أعلى من الحكمة البشرية، والتي ربما ندم عليها مؤمنو كورنثوس، "البر والتقديس"، أي أنه يعطي البر الحقيقي للناس و يقودهم على طريق القداسة إلى هدفهم المنشود (راجع رومية 1: 18، 6 وما يليها). وأخيراً صار المسيح "فداء" لنا، أي يدخلنا إلى المجد الأبدي الذي له هو نفسه، ويقيم أجسادنا ويمجدنا بعد ذلك في ملكوته (راجع رو 8: 18-30 ولوقا 21: 28؛ أفسس 1: 3، 4: 30؛ عبرانيين 11: 35). - "مباركون في الرب". تعبر هذه الكلمات عن الفكرة الرئيسية للقسم بأكمله، بدءًا من الآية الثالثة عشر. ليس معلمو الإيمان هم الذين ينبغي مدحهم، بل المسيح نفسه – له وحده المجد! (على الرغم من أن كلمة "الرب" في القديس إرميا تعني "يهوه"، لكن من الواضح أن الرسول يشير بشكل أساسي إلى "المسيح" بهذا الاسم).

وجد خطأ فى النص؟ حدده واضغط على: Ctrl + Enter

بولس بمشيئة الله رسول يسوع المسيح وتيموثاوس الأخ.

بما أن الرسول أرسل تيموثاوس إلى كورنثوس في رسالته الأولى ثم استقبله مرة أخرى عند عودته، فقد أضاف اسمه إلى اسمه بحق. بالإضافة إلى ذلك، أظهر تيموثاوس لأهل كورنثوس اختبار فضيلته. وهكذا يذكر الرسول تيموثاوس في هذه الرسالة كشخص معروف لدى أهل كورنثوس وقد أصلح أمورًا كثيرة بينهم. لاحظوا أنه يدعوه أحيانًا ابنًا: "كابن لأبيه، كما يقول: "خدمني في الإنجيل"" (في2: 22)، وأحيانًا عامل زميل: لأنه يعمل عمل الرب، كما أنا أيضًا. افعل (1 كورنثوس 16: 10)، والآن أخًا، مقدمًا إياه في كل احترام جديرًا بالاحترام.

كنيسة الله تقع في كورنثوس.

ويربطهم مرة أخرى قائلاً؛ الكنائس. لأن المنقسمين لا يشكلون الكنيسة.

مع جميع القديسين في جميع أنحاء أخائية.

يذكر كل من يعيش في أخائية، معطيًا الأفضلية للكورنثيين، عندما يرحب بالجميع من خلال رسالة إليهم، وفي نفس الوقت يدعو الشعب بأكمله إلى الموافقة. بالإضافة إلى ذلك، بما أنهم جميعًا مترددون، فهو يقدم لهم الطب العام؛ ويفعل نفس الشيء في الرسائل إلى أهل غلاطية وإلى العبرانيين. وتسميتهم قديسين يدل على أنه إذا كان أحد نجسًا فهو غير مستحق لهذه التحية وهذا الاسم.

نعمة لكم وسلام من الله أبينا والرب يسوع المسيح.

والآن يستخدم التحية المعتادة، كما هو موضح في أماكن أخرى.

مبارك الله أبو ربنا يسوع المسيح.

في الرسالة الأولى وعدهم أن يأتي إليهم، ولكن بما أنه لم يأت، فقد ظن أنه أحزنهم كثيرًا بفكرة تفضيل الآخرين عليهم. لذلك، يريد تبرير نفسه وإظهار أنه تأخر بسبب العديد من الإغراءات التي حدثت له، فهو يقدم تفسيرا ممتازا في دفاعه. يقول أشكر الله الذي أنقذني من الخطر. ومن خلال هذا الشكر يلمح إلى أن هناك بعض العوائق الكبيرة التي أعاقته، وهو ما يشكر عليه لتحرره. ضع علامة ترقيم على كلمة الله، ثم ابدأ: وأبو الرب. إذا فهمت هذا معًا: الله وأب الرب، فلن يكون هناك شيء جديد، لأنه هو المسيح نفسه – إله في ناسوت، وأب في لاهوت.

أبو المراحم وإله كل تعزية.

أي أنه أظهر كرمًا عظيمًا لدرجة أنه أخرجنا من أبواب الموت وأكرمنا بكل تعزية في أحزاننا. وكانت عادة القديسين أن يطلقوا اسم الله على البركات التي ينالونها منه. وهكذا يقول داود بمناسبة الانتصار في الحرب: أحبك يا رب قوتي (مز 17: 2)، وأيضًا: الرب حصن حياتي (مز 27: 1). ; بمناسبة الخلاص من الظلمة وكسوف العقل ومن الحزن: الرب نوري (مز 29: 1). والآن يدعو بولس الله أبو النعمة وإله التعزية بسبب ما حدث له. لاحظ تواضعه: إذ نال الخلاص من تجارب الإنجيل، لم يقل أن النجاة جاءت عن طريق استحقاق، بل بحسب نعم الله.

يعزينا في كل احزاننا.

لم يقل: الذي لا يكف عن إحباطنا، بل الذي يعزينا في أوقات الضيق؛ فإنه إن سمح لنا بالظلم فذلك لكي ننال الأجر بالصبر. عندما يرى أننا مرهقون، يعزينا؛ وهذا يحدث دائمًا. لذلك، لم يقل أنه كان يعزي مرة واحدة، بل كان يعزي، أي دائمًا؛ وليس في هذا الحزن أو ذاك، بل في كل واحد.

لكي نستطيع نحن أيضًا أن نعزي الذين في كل ضيقة بالتعزية التي يعزينا بها الله.

يقول، ليس لأن الله يعزينا لأننا نستحق التعزية، بل لكي، في صورة التعزية التي اختبرتها، أستطيع أن أعزي الآخرين الذين يتعرضون للتجربة. لذلك، أنت، إذ تراني متعزيًا جدًا، لا تفشل في الحزن. وبهذا يشير أيضًا إلى عمل الرسل، إلى أنهم تم تعيينهم لتشجيع وإثارة الآخرين، وليس مثل الرسل الكذبة الذين وهم في نعيم وجالسون في البيوت، يهملون المحتاجين إلى العزاء والعزاء. تشجيع.

لأنه كما تكثر آلام المسيح فينا، تتزايد تعزيتنا أيضًا بالمسيح.

ويقول: لا تثبط عزيمتك، فلا أحد يسمع عن الأحزان والآلام، لأنها بقدر ما تكثر تكثر التعزيات. فهو لم يقل فقط: آلام، بل آلام المسيح، لكي يلهم أهل كورنثوس بهذا. آلام المسيح هي تلك التي نتحملها ومن خلالها نصبح شركاء معه في الألم. لذلك، فليكن أعظم عزاء لك هو احتمال أحزان المسيح، وليس تلك فقط، بل أعظم منها. لأنه يقول: إن آلام المسيح تضاعفت فينا: أي أننا نحتمل أكثر مما احتمل المسيح. ومع ذلك، وهو يشعر بعظمة ما قاله، فإنه يلطف قائلاً: إن تعزيتنا تتضاعف بالمسيح، لأننا ننسب كل شيء إليه. ولم يقل أن العزاء يساوي الأحزان، بل يتضاعف – أكثر بكثير من الأحزان.

نرجو أن نحزن، نحزن على تعزيتك وخلاصك.

ويقول: لا تخجلوا أن أحتمل الضيقات، لأننا نتحمل الضيقات من أجل خلاصكم وتعزيتكم. يمكننا أن نقضي حياتنا بأمان إذا لم نكرز؛ أما الآن فعندما نكرز لكي نخلصكم ونعزي نفوسكم بالكرازة وما يترتب عليها من فوائد فإننا نتعرض للأحزان. لذلك نحن نحتمل الضيقات من أجل خلاصك، ولكن لا تخجل.

والذي يتم تحقيقه من خلال تحمل نفس المعاناة التي نتحملها.

ويقول إن هذا الخلاص يتم ليس فقط بصبرنا، بل بصبركم أيضًا؛ أي أنني لست وحدي من يحقق خلاصك، بل أنت نفسك. لأنه كما أنا عندما أبشر أحتمل الأحزان كذلك أنتم عندما تقبلون الكرازة تتحملون نفس الآلام التي أتحملها أنا. ويشهد لهم بعظم فضلهم بأنهم قبلوا الخطبة بالإغراءات.

وأملنا فيك ثابت.

أي أننا على ثقة تامة بك أنك لن تبتعد عن التجربة، فلا تحرج عندما ترى أننا نعاني.

هل نتعزى، هل نتعزى من أجل تعزيتك وخلاصك.

وبما أنه قال أعلاه: نحن نتحمل الأحزان من أجلكم، حتى لا يبدو ما قيل لا يطاق، فهو الآن يقول: نحن نعزيكم، أي عزاءنا هو عزاءكم. لأنه إذا تلقينا القليل من الإلهام، فهذا يكفي لتعزيتكم، لأنكم تصبحون شركاء في فرحنا.

عالمين أنك تشارك في معاناتنا وفي تعزيتنا.

لأنه يقول: عندما نضطهد، فإنك تحزن كما لو كنت تتحمل ذلك، ونحن نعلم أنه عندما نتعزى، تحسب نفسك قد نلت التعزية.

لأننا لا نريد أن نترككم، أيها الإخوة، جاهلين بحزننا الذي أصابنا في آسيا، إذ تثقلنا كثيرا فوق طاقتنا، حتى لم نكن نرجو البقاء.

وبما أنه ذكر الحزن بشكل غامض، فهو الآن يشرح نوع الحزن. وبهذا تظهر لهم المحبة أيضًا، إذ من صفة المحبة أن يكشفوا للآخرين ما حدث. وفي الوقت نفسه يقدم تفسيرا لتأخيره. ويقول إنه في آسيا حدث له ضيق، يتحدث عنه في الرسالة الأولى: "انفتح لي باب عظيم وواسع، وكان معاندون كثيرون" (1كو16: 9). ويبدو أنه يقول نفس الشيء عندما يعبر عن نفسه: بشكل مفرط ويفوق القوة، لكنهما في الحقيقة ليسا نفس الشيء. فيقول هذا: كانت الفتنة مفرطة، أي عظيمة؛ إذًا، بما أن التجربة، كونها قوية، يمكن أن يتحملها أولئك الذين يستطيعون تحملها بشجاعة، يقول إنها لم تكن عظيمة فحسب، بل تجاوزت قوتنا أيضًا، أي أنها عظيمة وغير محتملة، حتى أننا يئسنا. وفي الحياة، لم يعودوا يأملون في البقاء على قيد الحياة. ويسمي داود هذه الحالة "أبواب الجحيم" أمراضًا مميتة، لأنها تلد الموت وظل الموت (مز 27: 45، 7).

لكنهم هم أنفسهم كان لديهم حكم الإعدام.

كان لديهم عزيمة، جملة، جواب، أعطتها الحالات، مع أنهم لم ينطقوا بصوت، أي قبل أن نفكر، ظهر توقع الموت والحكم الذي نطقت به الظروف، لكن في الحقيقة هذا لم يحدث يحدث.

لكي نعتمد ليس على أنفسنا بل على الله.

ويقول لماذا كان هذا؟ حتى نتعلم ألا نعتمد على أنفسنا، بل على الله فقط. ومع ذلك، يقول بولس هذا ليس لأنه هو نفسه يحتاج الآن إلى هذه التعليمات (فمن يؤمن أكثر أنه ينبغي للمرء أن يتكل على الله فقط؟)، ولكن تحت ستار الحديث عن نفسه يوبخ الآخرين وفي نفس الوقت يعلم التواضع.

ذاك الذي يقيم الأموات، والذي أنقذنا من مثل هذا الموت القريب، ولا يزال يفعل ذلك.

ويذكرهم مرة أخرى بالعظة عن القيامة، التي تحدث عنها كثيرًا في الرسالة الأولى، والتي تؤكدها الظروف الحالية بشكل أكبر؛ ولهذا أضاف: من نجانا من هذا الموت القريب. ولم يقل: من الخطر، بل من الموت. ومع أن القيامة هي أمر مستقبلي وغير معروف، إلا أنه يوضح أنها تحدث كل يوم. لأنه عندما ينقذ الله شخصًا قد اقترب من أبواب الجحيم، فهذا لا يدل إلا على القيامة؛ ولهذا السبب اعتدنا أن نتحدث عن حالة مماثلة للإنسان: لقد رأينا قيامة الأموات.

والذي فيه نرجو أن ينجيه أيضًا.

من هنا نتعلم أن حياتنا يجب أن تمر دائمًا بالنضال؛ لأنه عندما يقول إنه سينجي، فإنه يتنبأ بعاصفة من التجارب الكثيرة.

بمساعدة صلواتكم لنا.

وإذ كان كلام عدم الاعتماد على النفس قد يبدو للبعض بمثابة اتهام عام لهم، فإنه يخفف مما قيل ويطلب صلواتهم كشفاعة عظيمة. من هنا نتعلم التواضع، لأن بولس كان بحاجة إلى صلوات أهل كورنثوس، ونتعلم قوة الصلاة نفسها، لأن صلاة الكنيسة، إذا تم أداؤها كما ينبغي، يمكنها أن تفعل الكثير، لذلك كان بولس أيضًا بحاجة إليها.

لكي يشكرنا كثيرون على ما أعطي لنا بشفاعة كثيرين.

يقول: "إن الله أنقذنا، وسينقذنا بصلواتكم، حتى أنه بسبب ما أُعطي لنا، بشفاعة كثيرين، أي النعمة التي كانت فيّ من خلال صلواتكم، يخلص كثير من الناس بينكم". تقديم الشكر. لأنه أعطى خلاصي الذي جاء بصلواتكم لكم جميعاً، حتى يشكره كثير من الناس عنا. ومن هنا نتعلم ليس فقط أن نصلي من أجل بعضنا البعض، بل أن نشكر بعضنا البعض أيضًا. انتبه كيف يقول في البداية إنه خلص بكرم الله، والآن ينسب الخلاص إلى صلواتهم، إذ يجب أن نجمع بين مراحمنا ومراحم الله. وهنا لم ينسب بولس كل الأعمال الصالحة إلى أهل كورنثوس، حتى لا يقودهم إلى الكبرياء، لكنه لم يبعدهم تمامًا عن هذا، حتى لا يجعلهم مهملين. ويقول إن الله سينقذنا بصلواتك، أي بمساعدتك.

فإن تسبيحنا هذا هو شهادة لضميرنا.

ويقول إن هذا بمثابة مصدر تعزية لنا: ضميرنا الذي يشهد لنا أننا مضطهدون واضطهدون ليس لأننا تبكنا على أعمال سيئة، بل من أجل الفضيلة ومن أجل خلاص كثيرين. إذن فالعزاء الأول جاء من الله، وهذا كما يقول يأتي من طهارة ضميري، لذلك يسميه تسبيحًا، مظهرًا بهذا قوة عظيمةقناعاتي التي كانت لدي بضمير مرتاح.

أننا في البساطة والصدق الإلهي.

ويقول ماذا يشهد لنا ضميرنا؟ ولماذا نفتخر؟ لقد تصرفنا ببساطة، أي بلطف قلب، وبإخلاص وانفتاح ذهني، ليس لدينا ما نخفيه، ولا شيء مخزي: الله يقبل هذا. قال هذا مشيراً إلى الرسل الكذبة المخادعين.

ليس حسب الحكمة الجسدية.

أي بدون كلمات راقية ومشاعر منسوجة بشكل معقد. فإن هكذا حكمة الجسد ينتفخون بها، فيرفضها ويحتقرها.

ولكن بفضل الله عاشوا بسلام.

أي بحسب حكمة الله وآيات وعجائب حدثت بنعمة الله. أعظم عزاء هو عندما يكون لدى الإنسان دليل في نفسه على أنه يفعل كل شيء ليس بقوة الإنسان، بل بنعمة الله. وعاشوا هكذا ليس فقط في كورنثوس، بل في جميع أنحاء العالم.

خصوصا أنت.

كيف؟ فإن الرسول كان يبشرهم بالإنجيل ليس فقط بالآيات، بل أيضًا بدون أي مكافأة منهم. لاحظ كيف ينسب أفعاله إلى نعمة الله.

ولا نكتب لك إلا ما قرأته أو فهمته.

وإذ بدا أن الرسول يقول الكثير عن نفسه، حتى لا يقول أحد إن هذا مدح لنفسه، يقول: نكتب إليك ما قرأته في هذه الرسالة وما تعرفه بالفعل. فالمعلومات التي وصلتكم عني سابقًا لا تتعارض مع رسائلي. لقد فهم البعض الأمر على هذا النحو: نكتب لك ما تقرأه، أي ما تتذكره؛ فالقراءة هي التذكر، أو المعرفة العليا. ولماذا يقول أقول ما تذكرون وما تعلمون أنه لنا ولا يحتاج إلى تذكير كما هو معلوم؟

وآمل أن تفهم ذلك تمامًا، لأنك قد فهمت جزئيًا بالفعل.

فهو يضع كل شيء على الله. ويقول أتمنى بالله أن تعرفنا كما تظهر رسائلنا وحياتنا الماضية. لقد فهمت جزئيًا بالفعل، أي أنك تعرف من التجربة، لأننا قدمنا ​​لك بالفعل بعض الأدلة على الحياة الفاضلة. قال هذا من باب التواضع.

أننا سنكون تسبيحك كما تكون أنت لنا في يوم ربنا يسوع المسيح.

ماذا ستكتشف؟ ما هو مديحك، أي أنني أستطيع أن أعطيك وسيلة لتتباهى بي، وأن لديك مثل هذا المعلم الذي لا يعلم أي شيء بشري، لا شيء ضار، ولا شيء خبيث. ثم، حتى لا يبدو أنه يقول هذا عن نفسه من باب الافتخار، يجعل المديح عامًا ويقول: أنت أيضًا ستكون مديحًا لي؛ فإني سأفتخر أنه كان لي تلاميذ مثل هؤلاء الذين لم يترددوا، ولم يستسلموا لخداع الرسل الكذبة. متى سنفتخر ببعضنا البعض؟ والآن، ولكن بشكل خاص في ذلك اليوم. لأنه حتى الآن يرى كثيرون الافتراء والعار الذي نتحمله، وربما افتراء علينا، عندما ينكشف كل شيء، وسيكون واضحًا بالنسبة لي أنني لست كما يمثلني افتراء الرسل الكذبة، و أنت أيضًا ستمدحنا، لأننا لم ننضم إلى المضلين.

وبهذه الثقة كنت أنوي أن آتي إليك مبكرًا.

ما الأمل؟ حقيقة أنني لست على علم بأي شيء سيء في نفسي، وأنني مديحك، وأنني لم أتحول إلى حكمة جسدية، بل بنعمة الله، وأنك أخيرًا شهود على كل هذا بالنسبة لي. ولهذا السبب كنت أنوي أن آتي إليك.

لكي تنال النعمة مرة ثانية.

أي فرح مضاعف: واحد من الرسالة الأولى، والآخر من حضوري.

ومن خلالك سنذهب إلى مقدونيا.

قال في الرسالة الأولى: "سآتي إليكم عندما أجتاز بمكدونية" (1كو16: 5)، لكنه هنا يقول: قصدت أن آتي إليكم مبكرًا. ماذا؟ ألا يناقض نفسه؟ لا. لأنه على الرغم من أنني كتبت بشكل مختلف، إلا أنني حاولت وأردت أن آتي إليكم قبل أن أرى مقدونيا. لقد كنت بعيدًا عن الإهمال في القدوم إليك وتأخير الوفاء بوعدي الذي كنت أرغب في الحضور إليه مبكرًا.

من مكدونية سآتي إليكم مرة أخرى. وسوف تأخذني إلى يهودا.

قال في الرسالة الأولى بشكل غامض: "لكي ترافقني حيث أذهب" (1كو 16: 6)، خائفًا من ذلك، إذ قال إنه سيذهب إلى اليهودية، ثم يضطره الروح إلى الذهاب إلى مكان آخر. ، فإنه لا يبدو كاذبا. والآن، عندما لم يتمكن من المجيء إليهم، قال بجرأة أنه يريد منهم أن يرافقوه إلى اليهودية؛ ولكن شاء الله أن لا آتي إليك إطلاقا ولا أرافقك إلى اليهودية. استمع أكثر.

بوجود مثل هذه النية، هل تصرفت بشكل تافه؟ أو ما أقوم به، هل أقوم به حسب الجسد، بحيث يكون معي أحيانًا "نعم، نعم"، وأحيانًا "لا، لا"؟

وهنا يبرر نفسه بشكل أوضح بخصوص التأخير، قائلاً إنه يريد أن يأتي إليهم، ولكن لماذا لم يأت؟ هل لأنني تافه ومتقلب، أفكر بهذه الطريقة أو تلك؟ لا. أم أنا أرغب حسب الجسد، أي إنسانيًا، وأسير بإرادتي، حتى أفعل كل ما أقرره لنفسي، سواء كان بنعم أو لا؟ مُطْلَقاً. ولكنني تحت سيطرة الروح وليس لدي القدرة على الذهاب إلى حيث أريد، بل إلى حيث يأمرني. لذلك، معي، "نعم" غالبًا لا تتكرر "نعم"، لأن هذا يزعج الروح، و"لا" لا تأتي "لا"، لأن ما أنكره هو ما أمر به الروح. لاحظ الحكمة، كيف أن ما صنعه المفترون ذريعة للافتراء، أي أنه لم يأت، مع أنه وعد، يتحول إلى تسبيح، قائلين إنه ليس له سلطان على نفسه، بل الروح يقوده حيث يشاء. ماذا؟ هل قطع وعدًا حقًا ليس بمعونة الروح، بل بسبب جهله بالمستقبل؟ من الجهل، لأنني لم أكن أعرف كل شيء. لذلك كنت أصلي أحيانًا من أجل ما لا فائدة منه، مثلًا، من أجل إزالة التجارب (2كو12: 7-9). وفي سفر الأعمال مثال على أن ذلك كان مفيدًا حتى لا يتعامل الناس مع الرسل كآلهة، كما حدث مع الليكاونيين (أع 14: 11).

إن الله أمين أن كلمتنا لك لم تكن "نعم" أو "لا".

يدحض الاعتراض الذي ينشأ. يمكن لشخص ما أن يقول بحق: إذا كان ما تقوله ليس ثابتًا، لكنك كثيرًا ما تقول "نعم"، ولكن اتضح "لا"، فنحن نخشى ما إذا كان تعليمك ليس هكذا، وما إذا كانت وعظك ليس هكذا - "نعم" و"لا" أي متقلبة وغير مستقرة؟ ويدحض هذا الاعتراض يقول إن الوعد بالقدوم إليهم كان من شأنه، ولهذا لم يتم الوفاء به؛ أما التبشير فهو عمل الله، وما هو من عند الله لا يقبله الكذب. ولهذا قال: إن الله أمين، أي حق، وبما أنه حق، فإن كلمته التي نكرز بها لكم، ليست متقلبة ولا غير مستقرة، أحيانًا "نعم" وأحيانًا "لا".

فإن ابن الله يسوع المسيح، الذي كرز به بينكم بواسطتنا، أنا وسلوانس وتيموثاوس، لم يكن "نعم" و"لا"؛ ولكن فيه كان هناك نعم.

وأخيرا يقول ما هي الكلمة التي لم تكن "نعم" و"لا". إن الذي بشرناكم به لم يكن "نعم" و"لا"، أي أنه لم يبشر بشيء بين الحين والآخر، بل كان "نعم"، أي تم التبشير به بثبات ودون تردد. ويعدد أيضًا كثيرين من الذين بشروا، مقدمين شهادتهم كمستحقين للإيمان، وفي نفس الوقت يعلمون التواضع، إذ يقدم تلاميذه كمعلمين مشاركين.

لأن كل مواعيد الله هي فيه "نعم" وفيه "آمين" - لمجد الله من خلالنا.

هناك وعود كثيرة في الخطبة: قيامة الأموات، والتبني، وبشكل عام، الرجاء في الدهر المستقبلي. لذلك، فهو يقول إن الخطبة ليست فقط هي نفسها دائمًا ويتم إعلانها دون تغيير، ولكن أيضًا الوعود الواردة فيها؛ لانهم لله. وما وعد به الله هو فيه "نعم" وفيه "آمين"، أي غير قابل للتغيير؛ لأنها لا تتحقق في أي من الناس، بل في الله نفسه، ولهذا السبب فهي ثابتة. علاوة على ذلك، فإنهم يخدمون لمجده، وبالطبع، إذا لم يكن هناك شيء آخر، فمن أجله المجد الخاصوسيحقق الله وعوده. كيفية الوفاء بها؟ من خلالنا، أي من خلال الإحسان إلينا. لأننا نحن الذين نتلقى المواعيد نعطيه سببًا لتحقيق هذه المواعيد. إذا كانت وعود الله حقيقية، فبالأولى يكون الله نفسه أمينًا والكلمة عنه مؤكدة. يمكن فهم الكلمات من خلالنا بطريقة أخرى، أي لمجد الله الذي يتعالى إليه من خلالنا. لأنه يتمجد فينا.

إن الذي يثبتني وإياك في المسيح ويمسحنا هو الله الذي ختمنا وأعطى عربون الروح في قلوبنا.

وبعد أن قلت أعلاه أن الله سوف يتمم الوعود، يؤكد ذلك الآن. يقول إننا أنت وأنا، معلمك، نقف بثبات في الإيمان بالمسيح، وقد أعطانا الله الذي مسحنا وختمنا، أي جعلنا أنبياء وملوكًا وكهنة. فإن هكذا هو كل من يعتمد: إنه نبي كمن يرى ما لم تره عين ولم تسمع به أذن. إنه كاهن، كمن يجب أن يقدم نفسه ذبيحة حية مقدسة ترضي الله؛ إنه ملك، كابن ملك الله ووريث المملكة المستقبلية، وكما هو الحال الآن، فهو يملك على أفكار غير لائقة ويوضع فوق العالم كله. كما كان الكهنة والملوك يُمسحون بالزيت في القديم، كذلك نحن الآن يُمسحون بالروح، عندما أعطى الله عربون الروح في قلوبنا. إذا أعطى وديعة، بالطبع، سيعطي كل شيء. وهو يدعو مواهب الروح التي تُعطى الآن كعربون؛ لأننا نفهم بعض الشيء ونتنبأ بعض الشيء، ولكننا سننال الكامل عندما يظهر المسيح في مجده. فلا تحسبن أننا نعد، حتى لا نظهر كاذبين. لأننا لسنا نحن من نثبتك، بل الله يعدني ويؤكدني أنا وأنت. لأنه هو نفسه سيتمم كل شيء. لذلك، افهم أن الله، الذي يفعل هذا وذاك، سوف يتمم وعوده بنفسه.

أشهد الله لنفسي أني فضلًا عنكم لم آتِ بعد إلى كورنثوس.

قال أعلاه إنه لم يأت إليهم لأنه ليس له سلطان على نفسه ولا يسمح له الروح. فكيف يقول الآن إنه لم يأت لينقذهم؟ لأنه إما أن هذا الشيء بالذات حدث بإرادة الروح، أي أن الروح ألهمه بفكرة عدم الذهاب لتجنيبهم، أو - في البداية منعه الروح، ثم هو نفسه، قرر أنه كان كذلك أفضل، بقي. لاحظ حكمة الرسول. فبينما قالوا: لم تأت لأنه بدا أنك تكرهنا، فيقولون العكس: لم آت لأنني أبقيتك. يقول هذا لأنه كان منهم قوم أخطأوا ولم يتوبوا، وكان سيعاقبهم لو جاء ووجدهم غير مصححين. فبقيت حتى أتمكن من العودة عندما يصلحون أنفسهم، ولا يكون لديهم أي سبب لمعاقبتي.

ليس لأننا نسيطر على إيمانك؛ لكننا سنعزز فرحتك.

وبما أن ما قيل فيه صدى للقوة (فمن يملك القدرة على معاقبتهم يمكنه أن يستثني الآخرين)، فإنه يخفف من حدة الخطاب: «لم أقل لأنني أعفيك، لأنني أريد أن أحكم». على إيمانك، فالإيمان هو مسألة إرادة ولا يُجبر أحد على الإيمان رغماً عنه، ولكن باعتبار فرحك هو فرحي، لم آت حتى لا أغرقك في الحزن ولا أحزن أنا نفسي. . لأنني أفعل كل شيء من أجل فرحتك، وأبقى حتى أتمكن من تصحيح أولئك الذين أخطأوا ولا أسبب لك أي حزن إلا بالتهديد.

لأنك قوي بإيمانك.

يتحدث معهم بوداعة، لأنه في الرسالة الأولى كان قد أذهلهم بما فيه الكفاية. كلامه يعني ما يلي: أما الإيمان فأنت فيه قائم، ولم يكن لي سبب لأشكو منك، أما في الجوانب الأخرى فترددت، ولو لم تصلح نفسك وتمردت عليك، لكنت أحزن نفسي و أنت.سوف يسبب الحزن.

تفسير ثيوفيلاكت المبارك، رئيس أساقفة بلغاريا

أذكركم أيها الإخوة بالإنجيل الذي بشرتكم به.

وينتقل إلى عقيدة القيامة التي تشكل أساس إيماننا. لأنه إن لم تكن قيامة فلا يكون المسيح قد قام. وإن لم يكن قد قام، فهو لم يتجسد؛ وهكذا سيختفي إيماننا كله. وبما أن أهل كورنثوس كان لديهم مثل هذه الترددات (لأن الحكماء الخارجيين مستعدون لقبول كل شيء ما عدا القيامة)، فإن بولس يجاهد من أجل القيامة. وبحكمة شديدة، يذكرهم بما اعتبروه أمرا مفروغا منه بالفعل. يقول، أنا لا أقول لك شيئًا غريبًا، ولكني أخبرك (γνωρίζω)، أي أنني أذكرك بما قيل لك بالفعل، ولكن تم نسيانه. تسميتهم الإخوةوأذلهم جزئيًا، وذكّرهم جزئيًا بما صرنا منه إخوة، أي من ظهور المسيح في الجسد، الذي كان من الممكن أن نتوقف عن الإيمان به، ومن المعمودية التي هي بمثابة صورة لدفن وقيامة المسيح. رب. وباسم الإنجيل، ذكّرت أيضًا بالفوائد التي لا تعد ولا تحصى التي حصلنا عليها من خلال تجسد الرب وقيامته.

الذي قبلته.

ولم يقل: الذي سمعتموه؛ ولكن: الذي قبلته؛ لأنهم قبلوه ليس فقط بالقول، بل أيضًا بالأفعال والمعجزات. لقد قال ذلك أيضًا لإقناعهم بالحفاظ عليه كشيء مقبول منذ فترة طويلة.

الذي فيه تثبتون، والذي فيه تخلصون.

ومع ترددهم، يقول إنهم ثبتوا فيه: فهو يتعمد أن يظهر جاهلاً، ويحذرهم حتى لا ينكرون ذلك، حتى لو أرادوا ذلك حقًا. وما فائدة الوقوف فيه؟ الذي ينقذك.

إذا تمسكت بما علمته كما وعظتك.

فيقول مثل هذا: لا أقول لكم شيئًا عن القيامة؛ لأنك لم تشك في هذه الحقيقة. ولكن ربما تحتاجون إلى معرفة كيف ستتم القيامة التي بشرتكم بها. إن الأمر يتعلق بهذا، أي حول كيفية حدوث القيامة، الذي أخبركم به الآن.

إلا إذا آمنوا عبثا.

إلى الكلمات لقد أسست نفسكلعدم تفريطهم، يقول: إن امتنعتم إلا أن تؤمنوا باطلا، أي إذا لم تدعى نصارى باطلا. لأن جوهر المسيحية يكمن في عقيدة القيامة.

لأني علمتكم أولا ما قبلته أنا أيضا.

وبما أن عقيدة القيامة مهمة جدًا، فقد علمتها في البداية. لأنه، كما كان، أساس كل الإيمان. وأنا أيضاً قبلته، أي من المسيح. لذلك، كما أحافظ عليه، يجب أن تحافظ عليه. وكما قبلت في البداية، فأنت الآن مخطئ عندما شككت ولو لبعض الوقت.

أي أن المسيح مات من أجل خطايانا، بحسب الكتاب المقدس.

من الواضح أن هذه الكلمات تخص المسيح نفسه، متحدثًا من خلال بولس. وبما أن المانويين سيقولون فيما بعد أن بولس يدعو الخطايا موتًا وتحررًا منها بالقيامة، فقد كان مسرورًا بإدانتها مسبقًا بهذه الكلمات. إذن مات المسيح. ما الموت؟ بلا شك جسدي وليس خاطئا. لأنه لم يخلق الخطيئة. إذا كانوا لا يخجلون من القول إنه مات أيضًا موتًا خاطئًا، فكيف يقال إنه مات من أجل خطايانا؟ لأنه لو كان خاطئاً فكيف مات من أجل خطايانا؟ هذه الملاحظة تصدمهم بوضوح شديد: وفقا للكتاب المقدس. لأن الكتب المقدسة في كل مكان تنسب هذا الموت الجسدي إلى المسيح. وهذا هو ما يقوله: ثقبوا يدي وقدمي(مز 21: 17)؛ أكثر: وسوف ينظرون إليه الذي طعنوه(زكريا 12: 10)؛ أكثر: لقد كان مجروحاً من أجل خطايانا. من أجل جرائم شعبي يذهب إلى الموت(إشعياء 53: 5، 8).

وأنه دفن.

لذلك كان له أيضًا جسد. لأن الجسد مدفون. الكلمات وفقا للكتاب المقدسولم يضف إما لأن التابوت كان معروفا للجميع، أو لأن الكلمة وفقا للكتاب المقدسينطبق على كل شيء بشكل عام.

وأنه قام في اليوم الثالث كما في الكتب.

أين يقول الكتاب أنه قام في اليوم الثالث؟ في مثل يونان، وقبل هذا في إسحاق الذي بقي حيًا لأمه ثلاثة أيام ولم يُقتل، وفي أنواع أخرى كثيرة جدًا. وأيضًا في قول إشعياء: "يريد الرب أن يطهره من الضربة، ليريه النور"؛ على لسان داود: لن تترك روحي في الجحيم(مز 15: 10).

فظهر ذلك صفا.

أولاً، يقدم شاهدًا، وهو الأكثر موثوقية على الإطلاق. ورغم أن الإنجيل يقول أن الرب ظهر أمام مريم (مرقس 16: 9)، إلا أنه ظهر أولًا بين الرجال لبطرس كأفضل التلاميذ. فإن الذي اعترف به أولاً على أنه المسيح كان ينبغي أن يرى القيامة أولاً. فيظهر له أمام الآخرين وبسبب زهده، ليبين له أنه غير مرفوض.

ثم اثني عشر (τοις δώδεκα).

وقد تم ترقيم متياس مكان يهوذا بعد صعود الرب. كيف يقول بولس: ثم اثني عشر؟ نجيب: ربما ظهر لمتياس بعد الصعود، كما ظهر لبولس الذي دعي بعد الصعود. لذلك، لم يشر إلى الوقت، بل عبر عن نفسه بشكل غامض. يقول البعض أن هناك خطأ الكاتب هنا؛ أو: ظهر له الرب أيضًا، وهو عالم مسبقًا ومحتقر أن متياس سيُحسب بين الأحد عشر، حتى لا يكون في هذا الصدد أقل من بقية الرسل. ويعبر يوحنا عن شيء مماثل عندما يقول: توما، واحد من الاثني عشر(يوحنا 20:24). فإن الجميع يفضلون القول إنه أحصى متياس بين الرسل الآخرين بعلم مسبق على أن يهوذا بعد خيانته وانتحاره.

ثم ظهر دفعة واحدة لأكثر من خمسمائة أخ.

وبعد البرهان من الكتب، يأتي بالرسل وآخرين شهودًا. الناس المؤمنين. كلمة أكثر(επάνω) يشرحها البعض بهذه الطريقة: "من فوق"، من السماء؛ أنه ظهر لهم عالياً وفوق رؤوسهم ليكرم الصعود بالحق. وفهمها آخرون بهذه الطريقة: أكثر من خمسمائة.

معظمهم لا يزال على قيد الحياة، وبعضهم مات.

ويقول: لدي شهود أحياء. بالقول استراحيهيئ بداية القيامة. لأن من ينام أيضا يقوم.

ثم ظهر ليعقوب.

شقيق الرب الذي عينه أول أسقف على أورشليم.

وأيضاً لجميع الرسل.

لأنه كان هناك رسل آخرون مثل السبعين تلميذا.

وبعد كل شيء، ظهر لي وكأنه نوع من الوحش.

هذه كلمة تواضع. وقد استخدم هذا التواضع بحكمة، حتى أنه عندما قال كلمة سامية عن نفسه: لقد عملت بجد أكثر منهم جميعا(الآية ١٠)، لم يُنكر عليه الإيمان كممدح نفسه. الوحش بالمعنى الصحيح هو طفل سابق لأوانه تجهضه المرأة. وبما أنه يدعو نفسه غير مستحق لللقب الرسولي ومنبوذًا (الآية ٩)، فقد دعا وحش، كغير ناضج فيما يتعلق بالكرامة الرسولية. البعض يقصد بالوحش الولادة المتأخرةلأن بولس هو آخر الرسل. لكن بولس لم يتضع لأنه كان آخر من رأى الرب. لأن يعقوب لم يكن أقل من الخمسمائة الآخرين، لأنه رأى الرب متأخرا عنهم.

لأني أصغر الرسل ولست أهلا أن أدعى رسولا لأني اضطهدت كنيسة الله.

إنه يحكم على نفسه: أنا، كما يقول، أقل من اثني عشر عامًا فقط، ولكن أيضًا كل الآخرين. انظر، هنا يذكر تلك الخطايا التي تخلص منها بالمعمودية، ليظهر النعمة التي نالها من الله. لماذا يقدم نفسه كشاهد لقيامة المسيح، إذ ظهر له أيضًا، هل يذكر عيوبه؟ لنكون أكثر جدارة بالثقة. لأن من أظهر عيوبه، بالعدل الحقيقي، لا يتكلم باطلا لصالح غيره.

لكن بفضل الله أنا ما أنا عليه.

فهو ينسب عيوبه إلى نفسه، وكمالاته إلى نعمة الله.

ونعمته فيّ لم تكن عبثاً، بل تعبت أكثر منهم جميعاً.

وقال هذا بكل تواضع، لأنه لم يقل: لقد فعلت شيئًا يستحق النعمة، بل: إن نعمة الله الموجودة فيّ لم تذهب عبثًا. كيف؟ لأني تعبت أكثر من جميع الرسل. ولم يقل: تعرضت لمخاطر، بل اقتصر مديحي على اسم العمل المتواضع. يقول هذا عن نفسه لكي يبدو مستحقًا للإيمان. لأن المعلم يجب أن يكون أهلاً للإيمان.

ولكن ليس أنا، بل نعمة الله التي معي.

وحقيقة أنني عملت ليس كمالي، بل هو عمل نعمة الله.

لذا، سواء أنا أو هم، هذه هي الطريقة التي نعظ بها، وهذه هي الطريقة التي تؤمن بها.

سواء عملت بجهد أكبر أم هم، لكن في الخطبة، يقول، نحن جميعًا متفقون. ولم يقل: إن لم تصدقوني فصدقوهم، فإنه يذل نفسه ويصير شاهداً للحق غير أهل للإيمان: بل يقول كفى به شاهداً على ذلك. نفسه، وهم كافيون في أنفسهم. في كلمة واحدة الوعظكما يؤكد صحة كلامه. لأننا لا نتكلم سرا، بل علانية، وليس أبدا، ولكن الآن. وصدقت كثيرا. ولم يقل: "الآن تؤمنون"، لأنهم كانوا قد ترددوا بالفعل. ولكنه يدعو، مع آخرين، إيمانهم شهادة للحق. ويقول إنك لم تكن لتؤمن بالخطابات الكاذبة والخادعة الباطلة إذا لم تكن مقتنعاً بحقيقة ما يتم التبشير به.

إذا كان يبشر بالمسيح أنه قام من بين الأموات، فكيف يقول بعضكم أنه ليس قيامة أموات؟

تفكير ممتاز. لقد أثبت أولاً أن المسيح قام، وأن هذا ما يبشر به هو ورسله. ومن ثم قيامته تؤكد القيامة العامة، إذ الرأس يتبعه أعضاء أخرى من الجسد. ولا يمتد الاتهام إلى الجميع، حتى لا يزيدهم وقاحة، بل يقول: بعض الناس يقولون.

فإن لم تكن قيامة أموات، فالمسيح لم يقم.

وحتى لا يقولوا إن المسيح وإن قام فلن تكون قيامة عامة، فهو يؤكد الأخيرة، ويقول: إذا لم تكن قيامة فلا قيامة للمسيح. لأن أحدهما يؤكد الآخر. فلماذا قام إن لم يكن ليكون باكورة لنا؟

وإن لم يكن المسيح قد قام، فتبشيرنا باطل، وكذلك إيمانكم.

لأنه إن كان بعد موته لا يستطيع أن يقوم، فلن تحطم الخطية ولا يُمحى الموت؛ وأخيراً نحن كرزنا بالباطل، وأنتم آمنتم بالباطل.

علاوة على ذلك، سنصبح أيضًا شهود زور عن الله، لأننا نشهد عن الله أنه أقام المسيح، وهو لم يقمه، إن كان الأموات لا يقومون.

ويقول: نحن مخطئون لأننا أظهرنا كذباً عن الله أنه رفع من لم يرفعه. وهذه هي العاقبة إذا لم يقوم الأموات. إذا كانت هذه النتيجة سخيفة، فمن السخافة الاعتقاد بأن الموتى لا يقومون.

لأنه إن لم يقوم الأموات فلا يكون المسيح قد قام. وإن لم يكن المسيح قد قام، فباطل إيمانكم: أنتم بعد في خطاياكم.

مرة أخرى يدافع عن نفس الموقف. لأنه قام ثانية لكي يرتب القيامة العامة. فإن لم تكن قيامة فهو لم يقم؛ إذا سمح بذلك، فإن إيمانك باطل: وهو أمر سخيف. أنت لا تزال في خطاياك. إن لم يقم فهو لم يمت، وإن لم يمت فهو لم يدمر الخطية: لأن موته كان لهدم الخطية. لأنه يقال: هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم(يوحنا 1: 29). لقد دعاه الخروف بلا شك بسبب الذبح. إذا لم يتم تدمير الخطيئة، فبالطبع، ستبقى فيها. وكيف آمنت أنك نجوت منه؟

ولذلك هلك أيضاً الذين ماتوا في المسيح.

أي أن الذين ماتوا من أجل المسيح وشهدوا له هلكوا إن لم تكن قيامة. وبشكل عام، كل من مات في الإيمان بالمسيح وفي حياة ضيقة وحزينة، مات لأنه حرم من الملذات الدنيوية، وبعد ذلك لن ينال أي فائدة إذا لم تكن هناك قيامة.

وإذا كان لنا في هذه الحياة فقط رجاء في المسيح، فنحن أشقى الناس أجمعين.

يقول، إذا كان كل ما لدينا يقتصر على هذه الحياة، ونحن، الذين نثق في المسيح، أي لدينا رجاء في المسيح، موجودون فيها فقط، ولا توجد حياة أخرى هناك، فنحن أكثر تعاسة على الإطلاق لأننا لم نتمتع هنا بأي من النعم كما سبق، ويقال أننا لن نحصل على أي بركات مستقبلية، لأننا لن نقوم كما يقول البعض. وربما يقول آخر: ستستمتع نفس واحدة. لماذا هو كذلك؟ لم تكن تعمل فحسب، بل جسدها أيضًا. أين العدالة إذا كان الجسد، بعد أن تحمل معظم الصعوبات، يتحول إلى لا شيء ولا يحصل على أي فائدة، وتتوج الروح فقط؟

ولكن المسيح قام من بين الأموات، وهو بكر الذين ماتوا.

وبعد أن بيّن كم من السخافات التي تتولد من الكفر بالقيامة، يكرر الكلمة ويقول كأنها: هذا ما يلي إذا لم تكن هناك قيامة عامة، حيث لم يكن المسيح قد قام. لكن المسيح قام. لذلك ستكون قيامة عامة، ولن تحدث هذه السخافات. إضافة باستمرار من القتلى، لكي يسد أفواه المانويين. فإذا كان هو بكر الأموات فلا شك أنه يجب أن يقوم أيضًا. فإن البكر أيضًا له أتباع من بعده، فمثلًا عندما يفعل واحد من الكثيرين شيئًا ما، يبدأ بالأول، ويواصله الآخرون.

لأنه كما أن الموت بإنسان كذلك قيامة الأموات بإنسان. وكما في آدم يموت الجميع، هكذا في المسيح سيحيا الجميع.

ويضيف سببا يؤكد ما قيل. ويقول إنه كان من الضروري أن تنتصر الطبيعة المهزومة نفسها، وأن تتغلب الطبيعة المخلوعة. لأن كيف في آدمأي أنه بسقوط آدم يموت الجميع، هكذا في المسيحالجميع سيأتي إلى الحياة، أي لأن المسيح تبين أنه بلا خطية وبريء من الموت، وعلى الرغم من أنه مات طوعًا، إلا أنه قام، لأن الفساد لم يستطع أن يمسك به، مؤلف الحياة (أعمال الرسل 2: 24). وكل هذا يتعارض مع المانويين.

الجميع في ترتيبهم الخاص.

حتى أنك، بعد أن سمعت أن الجميع سوف يعودون إلى الحياة، لا تعتقد أن الخطاة سوف يخلصون، أضفت: أما القيامة، فسيأتي الجميع إلى الحياة؛ ولكن الجميع سوف في ترتيبها الخاصوفي ما يستحقه.

المسيح البكر، ثم أولئك الذين للمسيح في مجيئه. ومن ثم النهاية.

فصار المسيح البكر وطريق القيامة. ومن بعده فإن الذين ينتمون إليه، أي المؤمنون والمرضون له، سوف يقومون قبل الآخرين عندما ينزل من السماء (وهذا يعني عند مجيئه) لأنه من العدل أن يكون للأبرار بعض الأفضلية في القيامة نفسها. وبما أنهم سيُختطفون في الهواء لملاقاة الرب (١ تسالونيكي ٤: ١٧)، فسوف يقومون أولاً. وفي الوقت نفسه، فإن الخطاة، مثل المدانين، سينتظرون في الأسفل للقاضي. ثم - نهاية كل شيء، والقيامة نفسها، لأن الجميع سوف يقومون. أما الآن فقد قام المسيح وحده، وبقيت شؤون الإنسان على حالها. ولكن بعد ذلك لن يكون الأمر كذلك، ولكن كل شيء سينتهي.

عندما يسلم الملك لله والآب.

يعرف الكتاب المقدس مملكتين: واحدة بحق الاستيعاب، والأخرى بحق الخلق. بحق الخليقة، هو يملك على الجميع، على اليونانيين، وعلى اليهود، وعلى الشياطين أنفسهم، وعلى أولئك الذين لا يريدون ذلك. بحق التملك، فهو يملك على المؤمنين والقديسين الذين يخضعون طوعًا. ويقال عن هذه المملكة: اسألني فأعطيك الأمم ميراثا لك(مز 2: 8) و: لقد أُعطي لي كل السلطان(متى 28: 18)؛ سوف يسلمه إلى الآب، أي يرتبه ويكمله. لنتخيل أن أحد الملوك أمر ابنه بشن حرب ضد الشعوب التي انفصلت عنه؛ عندما يقوم الابن بالحرب وينتصر على تلك الأمم، فيمكنه أن يقول إنه سلم الحرب إلى أبيه، أي أنه أظهر أن العمل الموكل إليه قد اكتمل. لذلك يقول بولس أنه عندما أخضع الابن كل شيء، فحينئذ يكون النهاية. لأن المسيح حينئذ سيملك علينا بالتمام، عندما لا نكون منقسمين فيما بعد بين الله ورئيس السلام. سوف ينزع المملكة التي سرقها الطاغية ويقدمها للآب حراً.

عندما يلغي كل رياسة وكل سلطان وقوة.

أي عندما ينتصر ويروض قوى الشر. إنهم يتصرفون الآن كثيرًا، ولكن بعد ذلك سيتوقفون عن العمل.

لأنه ينبغي أن يملك حتى يضع جميع الأعداء تحت قدميه. العدو الماضي ليتم تدميرها هو الموت.

لأنه قال إنه سيلغي القوى المعارضة وينصب الغنائم، وقد يشك قائل ويقول: "لعله يضعف وهو يفعل كل هذا ولا يستطيع أن يقوم به"؛ ثم يقول إنه لن يضعف، بل يجب أن يملك، أي يتصرف كملك وكقوي، حتى ينتصر على أعدائه، وآخرهم الموت. لأنه الذي انتصر على الشيطان. من الواضح أنه سوف ينتصر وسببه هو الموت. وكيف يتبين أنها خاضعة إذا لم تتنازل عن الأجساد التي استحوذت عليها؟ فإنها حينئذ ستنهزم فعلا، وتنهب غنائمها. لذلك، إذ سمعت أنه سيبطل كل رياسة وسلطان، فلا تخف من أنه سيضعف ولا يفعل هذا: سيفعل كل شيء، ويملك ويسود على الحرب، حتى يُخضع الجميع. هل ترى أن الكلمة حتى متىولم يوضع لهدم ما بعد هذا، ولكن للسبب المذكور؟ لأنه يقول إن مملكته باقية ولن تزول حتى يثبت كل شيء. سيبقى الكثير بعد أن يرتب كل شيء؛ لأن مملكته لن يكون لها نهاية (لوقا 1: 33). يقول غريغوريوس اللاهوتي إن ما يسمى هنا بالملكوت هو أنه يجلب الخضوع ويجعلنا تحت سلطانه. لماذا عندما نخضع له، فإن ملكوته، أي الجهد والنشاط لإخضاعنا له، سوف يتوقف. لأنه كما يستمر البناء في البناء حتى يضع السقف ثم يتوقف عن البناء، كذلك الابن يملك، أي يثبت ملكوته فينا حتى نصبح رعاياه.

لأنه أخضع كل شيء تحت قدميه. وعندما يقال إن كل شيء يخضع له، فواضح أنه إلا الذي أخضع له كل شيء.

لأنه قال عن الابن إنه سيهدم الأعداء ويقيم الكأس. ثم كان خائفًا من أن يعتبروا الابن مبدأً آخر لم يولد بعد. لذلك ينسب كل شيء إلى الآب قائلاً إنه أخضع أعداء الابن. وكما كتب إلى اليونانيين، الذين كانت لديهم شائعة بأن زيوس يتمرد على الآب، يقول أن كل شيء كان خاضعًا للابن، ما عدا الآب. لأنه هو الذي أخضع كل شيء آخر للابن.

وعندما يخضع له كل شيء، فإن الابن نفسه يخضع لمن أخضع له كل شيء.

ولئلا يقول أحد أنه على الرغم من أن الآب لم يخضع للابن، فلا شيء يمنع الابن من أن يكون أقوى منه، فهو ينقض تمامًا مثل هذا الافتراض ويقول إن الابن أيضًا سيخضع للآب، مظهرًا إجماع الابن الكامل معه. الأب. لذلك، اعلم أن الآب هو سبب ومصدر هذه القوة للابن، وأن الابن ليس قوة أخرى مضادة للآب. إذا استخدمت تعبيرًا أكثر تواضعًا مما ينبغي، فلا تتفاجأ. بالنسبة لبولس، عندما يريد تدمير شيء ما من جذوره، عادة ما يستخدم تعبيرات قوية. على سبيل المثال، يريد إثبات أن الزوجة المؤمنة، التي تعيش مع زوج غير مؤمن، لا تعاني من ضرر، قال إن الزوج غير المؤمن مقدس بزوجته (1 كو 7: 14)؛ ليس الأمر أنه يقول إن الزوج، الذي يظل غير مؤمن، يصبح قديسًا، لكنه يظهر بتعبير أقوى أن المؤمن لا يعاني من أي ضرر. وهكذا هنا أيضًا، باسم الإخضاع، فإن الفكرة الشريرة التي كان من الممكن أن تظهر في شخص آخر، وهي أن الابن قد يكون أقوى من الآب، إذا كان يستطيع أن يفعل أشياء كثيرة، قد تم تدميرها من جذورها. يقول غريغوريوس اللاهوتي أن الابن، بعد أن استوعب كل ما لنا، يعتبر خضوعنا تابعًا له. في الوقت الحاضر نحن نقاوم الله: غير المؤمنين - لأنهم لا يعرفونه، أيها المؤمنون - لأن كثيرين تحركهم الأهواء، وبالتالي نحن غير خاضعين. ولكن عندما يعرف البعض ذلك الذي يرفضونه الآن، والبعض الآخر، نتخلف عن الأهواء في هذه الحياة، فعندئذ، بلا شك، يمكننا أن نقول إن الابن قد خضع. لأنه إذ أخذ على عاتقه وجه البشرية، فإنه ينسب لنا وجهنا.

إن شاء الله يكون الكل في الكل .

أي أن كل شيء يعتمد على الآب. حتى لا يظن أحد أن هناك بدايتين، بلا بداية ومنفصلتين. لأنه عندما يكون الأعداء تحت قدمي الابن، والابن لا يقاوم الآب، بل كما يليق بالابن يخضع للآب؛ فعندئذ، بالطبع، سيكون الله والآب الكل في الكل. ويقول البعض إن هذا، أي استسلام كل شيء، يعني زوال الشر. لأنه عندما لا تكون هناك خطيئة فمن الواضح أن الله سيكون الكل في الكل. عندها لن ينغمس الكثيرون منا في الدوافع والأهواء النجسة، دون أن يكون لديهم أي شيء إلهي فينا أو لديهم القليل منه، ولكننا سنكون جميعًا مثل الله، وسنحتوي الله بداخلنا، وهو وحده. لأن الله سيكون لنا كل شيء، طعامًا وشرابًا ولباسًا وفكرًا.

وإلا فماذا يفعل المعمدون للأموات؟ إذا كان الأموات لا يقومون البتة، فلماذا يعتمدون من أجل الأموات؟

الهراطقة المرقيونيون، عندما يموت بينهم أحد دون معمودية، بعد أن أخفوا شخصًا حيًا تحت سرير المتوفى، يقتربون من السرير ويسألون المتوفى عما إذا كان يرغب في المعمودية؛ ومن يختبئ تحت السرير يجيب من هناك ما يشاء، فيعتمد عوضاً عن الميت. ثم عندما يتهمون بذلك يقولون في دفاعهم أن الرسول قال ذلك، ويستشهدون بهذا القول بجنون. ولكن هذا ليس صحيحا. ولكن كما؟ كل من يرغب في المعمودية يقرأ قانون الإيمان، وهو يتضمن أيضًا الكلمات التالية: "أنا أؤمن بقيامة الأموات". لذلك يقول: أولئك الذين آمنوا بالقيامة المستقبلية للأجساد واعتمدوا على هذا الرجاء، ماذا سيفعلون عندما خدعوا؟ لماذا أخيرًا يعتمد الناس من أجل القيامة، أي انتظار القيامة، إذا كان الأموات لا يقومون؟

لماذا نتعرض للكوارث كل ساعة؟

إن كنت لا تأخذ الاعتراف الشفهي الذي أدلى به المعمَّدون كدليل على القيامة، فلديك دليل في الأعمال. لأننا جميعًا، نحن الرسل، في فقر دائم. وإذا لم تكن هناك قيامة، فلماذا نعاني من الكوارث؟ لأي متعة؟ لأنه إذا قرر آخر الكوارث من الغرور، فإنه سيقرر يوما ما. ولكن تحمل الكوارث كل ساعة، كما نفعل نحن، هو أعظم دليل على ضمان القيامة.

إني أموت كل يوم: وأشهد بهذا بحمدكم أيها الإخوة، الذي لي في المسيح يسوع ربنا.

بكلمات معرضة للكوارث(الآية 30) أشار إلى الكوارث، ولكنه يشير هنا إلى شيء أعظم، وهو الموت اليومي. كيف كان يموت كل يوم؟ بإصراره واستعداده لذلك، وتحمله مثل هذه الكوارث التي يترتب عليها الموت. وأشهد على ذلك بمديحكأي بدليل نجاحكم الذي أفتخر به: فإن نجاح التلاميذ هو مديح للمعلم. ثم يشير بهذا إلى المسيح فيقول: الذي لي في المسيح يسوع. لأن هذا هو عمله، وليس لي. إنه يذكرهم بحكمة شديدة: كما أفتخر بنجاحكم، سأشعر بالخجل إذا بقيتم في شك حتى النهاية ولم تؤمنوا بالقيامة.

وفقًا للمنطق البشري، عندما حاربت الوحوش في أفسس، ما الفائدة التي حصلت عليها؟

يقول إلى متى يمكن للناس أن أقاتل الوحوش؟ ولكن ماذا يهم إذا أنقذني الله من المتاعب؟ ماذا ينفعني إن لم تكن قيامة؟ يشير قتال الوحوش إلى قتال اليهود وديمتريوس الصائغ (أعمال 19: 23، 24 وآخرون). فبماذا اختلفوا عن الوحوش؟

إذا كان الموتى لا يقومون؟ فلنأكل ونشرب، لأننا غدا نموت!

إذا لم يقم الأموات مرة أخرى، فلن يكون هناك نعيم؛ عندها سنستمتع على الأقل ببركات الحياة هنا، سنأكل ونشرب. لأن هذا هو الربح فقط. واستشهد بهذه الكلمات من النبي إشعياء (22: 13) ليسخر من "جهالة الذين لا يعرفون القيامة".

لا تنخدعوا: إن المجتمعات السيئة تفسد الأخلاق الحميدة.

يحول الكلام إلى وعظ. وفي الوقت نفسه، يتهمهم سرا بالجنون والرعونة؛ لأن ذلك يُعبَّر عنه بكلمة: لا تنخدع. عطوفنفس أخلاقأسماء الأخلاق التي تستسلم بسهولة للخداع؛ كما يظهر أيضًا أن الآخرين ينجذبون إلى مثل هذا التفكير.

اصحوا كما ينبغي ولا تخطئوا. لأنه من العار أن أقول إن بعضكم لا يعرفون الله.

كما يقول سكران: فطن؛ كما ينبغىأي لمصلحة؛ فإنه من الممكن أن تكون رزينًا في الظلم، مثلاً أن ترتكب الشر. ولا تذنبيتحدث. ولهذا السبب لا تؤمنون بالقيامة. فإن الذين يعترفون بالشر وراءهم لا يوافقون على الاعتراف بالبعث خوفا من العقاب. غير المؤمنين بالقيامة لا أعرف الله. لأنهم لا يعرفون قدرة الله الكلية. لم أقل: لا تعلم، ولكن: لا أعرفلتخفيف التهمة. سأقول لعارك. نظرًا لأنه استنكرهم لفترة طويلة، فهو الآن يعزيهم: أنا، كما يقول، قلت هذا ليس من باب العداء أو اللوم، ولكن من أجل العار، لذلك عندما تخجل وتفكر كما ينبغي، سأقودك إلى تصحيح.

ولكن سيقول قائل: كيف سيتم قيام الموتى؟ وفي أي هيئة سوف يأتون؟

ولم يقل: تقول ليكون الكلام أكثر قبولا عند نظر كلام غيره من الكفار. كان هناك شيئان موضع شك: الأول هو طريقة القيامة، وكيف سيتم إحياء الجسد بعد تدميره؛ آخر - في أي جسد سيتم إحيائهم، في الحاضر أو ​​\u200b\u200bآخر. ومثال الحبوب يحل كلا الالتباسين.

متهور! ما تزرعه لن يحيا إلا إذا مات.

الحل مستوحى مما هو واضح ويحدث معهم كل يوم. ولهذا يسميهم حمقى لأنهم لا يعرفون مثل هذا الأمر الواضح. ماذا يقول؟ أنت تزرعأنت هالك: كيف تشك في الله؟ لن يأتي إلى الحياة(ου ζωοποιεΐται)، يقول، إذا لم يمت; استخدمت كلمات لا تشير إلى البذور، بل إلى الأجساد. فإنه لم يقل: وإلا فلن تنمو حتى تهلك، بل: لن يأتي إلى الحياةإذا لم يمت. انظر كيف أُعطي الخطاب بالشكل المعاكس. بدا لهم غير مفهومين كيف سنبعث بعد الموت؛ لكنه على العكس من ذلك يقول أننا سنقوم لأننا سنموت. لأنه سيكون من المستحيل أن يتم إحيائي إذا لم يكن هناك موت.

وعندما تزرع، فإنك لا تزرع الجسد المستقبلي، بل الحبوب العارية التي تحدث، قمحًا أو أي شيء آخر.

ويقال إن هناك حيرتين: أحدهما - كيف سيتم القيامة، والآخر - في أي جسد. الأول، كما سيتم القيامة، سمح؛ أي: بالموت، كالحبّة. الآن، بعد أن شرحنا في أي جسد سوف يقومون، تم حل ارتباك آخر. ويقول إن نفس الجسد سوف يقوم، أي جسد من نفس الجوهر، ولكن بشكل أكثر إشراقًا وتمجيدًا. يقول الهراطقة أنه ليس هو نفس الجسد الذي يقوم، لأن هذا ما يعبر عنه الرسول بقوله: وليس جسد المستقبل. ولكن ليس هذا ما يقوله الرسول، بل ماذا؟ إن حقيقة أنك تزرع الحبوب ليست كما ستكون، ليست مشرقة ومجيدة، ولكنها عارية، ولكن الأذن تصبح جميلة؛ وليس هو نفسه تمامًا، لأنه لم تكن الأذن التي زرعت، أي ليس بالساق، بل هي التي زرعت. الحبوب العارية; ولكنها ليست مختلفة تمامًا، لأن هذه الأذن ليست من حبة أخرى، بل من هذه الحبة العارية.

لكن الله يمنحه الجسد كما يريد.

إذا كان الله هو الذي يعطي الجسد، فلماذا لا تزالون تسألون عن نوع الجسد الذي سنقوم فيه، ولا تصدقون بالقيامة، وأنتم تسمعون عن قوة الله وإرادته؟ لأن الله سيقيم الجسد المهلك، وهو وحده سيقيمه بأبهى صورة وأكثر روحانية. ويمكن ملاحظة ذلك أيضًا في البذور، لأن البذور المجمدة تنبت بشكل أفضل من تلك التي يتم إلقاؤها في الأرض.

ولكل بذرة جسدها الخاص.

هذه الكلمات تسد بلا شك أفواه الهراطقة الذين يقولون إن الجسد الذي سيأتي إلى الحياة في القيامة ليس هو نفسه، بل مختلف. فإنكم ها أنتم تسمعون أن كل واحد يعطى جسده.

ليس كل جسد هو جسد واحد. ولكن بين الناس جسد آخر، وبين البهائم جسد آخر، وبين الأسماك آخر، وبين الطيور آخر.

حتى لا تظن، بعد أن سمعت عن الحنطة، أنه كما تنمو كل سنابلها بنفس الشكل، كذلك في القيامة ستكون جميعها واحدة، فهو يريد أن يُظهر أنه سيكون هناك فرق بين المقامين (وهو ما سبق أن ذكره). وألمح إليه بالكلمات: الجميع في ترتيبهم الخاص) ، ويقول أنه ليس كل الجسد هو جسد واحد، أي أنه لن يقوم الجميع بنفس الكرامة، ولكن أولاً سيختلف الأبرار عن الخطاة، كما تختلف الأجرام السماوية عن الأجرام الأرضية، فحينئذٍ سيكون هناك اختلاف عظيم فرق في الدرجات بين الأبرار أنفسهم كما سيأتي، وبين الخطاة أنفسهم. لأنه يقول: كما أن هناك فرقًا بين لحم البشر ولحم البهائم وغيرها من الحيوانات، كذلك سيكون هناك فرق في عقوبات الخطاة. فكل ما قيل عن الفرق بين الخطاة قد قيل عن الفرق بين الخطاة. فإنه يتحدث عن الأبرار أدناه عندما يعدد الأجرام السماوية.

هناك أجرام سماوية وأجرام أرضية؛ ولكن مجد الذين في السماء شيء ومجد الأرض آخر.

هنا، كما قلت أعلاه، يشير إلى الفرق بين الأبرار والخطاة: فهو يدعو الأجرام السماوية السابقة والخطاة أرضيين، ويقول إن هناك مجدًا آخر للأبرار، ومجدًا آخر للخطاة، لا مجد بعد (لأنه ليس مجدًا بعد). لا ينبغي أن يكون هذا ضمنا)، ولكن الحياة.

هناك مجد آخر للشمس، ومجد آخر للقمر، ومجد للنجوم آخر؛ والنجم يختلف عن النجم في المجد.

كما قال قبل قليل عن اختلافات أجساد الخطاة، بدءًا بالناس ثم ذكر الطيور والبقر والأسماك، لأن الخطاة كانوا في البداية بشرًا ثم سقطوا حتى صاروا كالبكم (مز 48: 21). )، فهو الآن يبين اختلافات الصالحين. يقول إن كل شيء في مجد، لكن للشمس نورًا آخر، وللقمر نورًا آخر، وأي جسم يكون له؛ حتى النجوم تختلف عن النجوم في المجدأي في النور. لان مجد النجوم نور. لقد فهم البعض أن الملائكة هي أجرام سماوية، لكني أعتقد أن هذا غير صحيح. ومن كونه جاء بالشمس والقمر والنجوم فمن الواضح أننا نتحدث عنهم.

وهكذا الحال مع قيامة الأموات.

كيف؟ مع وجود اختلافات كثيرة، كما يتبين من الأمثلة المذكورة أعلاه.

يزرع في فساد ويقوم في عدم فساد.

أعلاه، عندما تحدثت عن البذور، استخدمت كلمات مناسبة للأجساد عندما قلت، على سبيل المثال: لن يعيش إلا إذا مات(الآية 36). والآن، عندما يتحدث عن الأجسام، يستخدم كلمات مناسبة للبذور. لأنه يقول: زرعت في الاضمحلال. وهو لا يقصد بالزرع الآن حبلنا في الرحم، بل دفن الجثث في الأرض، كأنه يقول: جسد ميت يُدفن في الأرض. في الاضمحلالأي من أجل الاضمحلال. وقال حسنا أيضا: المتمردين(εγείρεται) ولكن لا يقوم لئلا تحسبوه عمل الأرض.

زرعوا في الذل وقاموا في المجد.

فما هو محتقر الموتى؟ لكنه سوف يقوم من جديد في المجدعدم الفساد، على الرغم من أنه لن يحصل الجميع على نفس النصيب.

يُزرع في الضعف ويُقام في القوة.

لأنه لن تمر حتى خمسة أيام قبل أن يصبح الجسد غير قادر على مقاومة الفساد؛ ولكن سوف ترتفع مرة أخرى بالقوةوعدم الفساد، ولم يعد خاضعًا لأي فساد، مع أن عدم الفساد بالنسبة للخطاة سيؤدي إلى عقاب عظيم.

الجسد الروحاني يُزرع، والجسد الروحاني يُقام.

حنونالجسد هو الذي تسيطر عليه قوى النفس، وفيه يكون للنفس السيادة والسيادة؛ روحيبل الذي له عمل الروح القدس الفائق، ويديره في كل شيء. لأنه وإن كان الروح يعمل فينا الآن، إلا أن الأمر ليس كذلك وليس دائمًا؛ فإنه يطير بعيدا عن الذين يخطئون. ومع أن الروح حاضر الآن، إلا أن النفس تسيطر على الجسد؛ وبعد ذلك سوف يسكن الروح باستمرار في أجساد الأبرار. أو: روحيببساطة يدعو الجسد بأنه غير قابل للفساد، باعتباره أنحف وأخف وزنًا، قابل للحمل عبر الهواء، لكنه ليس متجدد الهواء وأثيريًا، أي ليس من جوهر الهواء والأثير، كما يقول أوريجانوس. فإن كنتم لا تؤمنون بعدم الفساد، فانظروا إلى الأجرام السماوية، التي إلى الآن لا تشيخ ولا تضعف. فالذي خلقهم بهذه الطريقة سيجعل جسدنا الفاسد أيضًا غير قابل للفساد.

هناك جسد روحاني.

الذي لدينا الآن في الحياة الحقيقية.

هناك جسد وروحاني.

ما سيكون لدينا في القرن القادم هو في الأساس نفس الشيء، الروحي، أي غير قابل للفساد.

هكذا هو مكتوب: صار آدم الإنسان الأول نفسا حية. وآدم الأخير روح محيي.

الأول مكتوب بالتأكيد (تك 2: 7)، أما الثاني فهو غير مكتوب؛ ولكن بما أنه حدث نتيجة لترابط الأحداث، فإنه يقول إنه مكتوب. وكذلك قال النبي (زك 8: 3) عن أورشليم إنها ستُدعى مدينة البر؛ ولكن لم يتم تسميتها بهذه الطريقة حرفيًا. ودعا الإنجيل الرب عمانوئيل (مت 1: 23)؛ ومع ذلك، لم يُسمَّى بهذا الاسم، لكن أعماله أعطته هذا الاسم. فآدم الأول كان إنساناً روحياً، أي كان له جسد تتحكم فيه قوى روحية؛ وآدم الأخير الرب، الروح الواهبة للحياة. ولم يقل: "العيش في الروح"، بل عبر عن شيء أكثر: الواهبة للحياة. لأن الرب كان لديه الروح القدس متأصلًا فيه؛ به أحيا جسده. وأعطى عدم الفساد لهم ولنا. لذلك، في آدم الأول، حصلنا على ضمان الحياة الحاضرة القابلة للفناء، وفي المسيح - للمستقبل.

ولكن ليس الروحاني أولًا، بل الروحاني، ثم الروحاني.

لئلا يقول أحد: لماذا لنا الآن جسد روحاني وجسد أرد، ولا يكون إلا جسد روحاني؟ يقول: لأن بداياتهما موضوعة على هذا الترتيب. آدم قبل، والمسيح بعد. ولهذا السبب منتخبنا دائما يتجه نحو الأفضل. وتأكد أن ما هو الآن فاسد وسيئ فيك سوف يتحول إلى غير قابل للفناء وأفضل.

الإنسان الأول من الأرض ترابي. والشخص الثاني هو الرب من السماء.

وحتى لا يهملوا الحياة الجميلة، يريد أن يقنعنا أن نعيش حياة ترضي الله، ويقول إن آدم كان من الأرض ولهذا سمي بذلك؛ لأن آدم يعني أرضي وترابي. والرجل الثاني هو الرب من السماء. إنه يطلق الاسم على الأول من الأسوأ، والثاني من الأفضل، ليس لأن الإنسان، أي الجوهر الإنساني المدرك، جاء من السماء، كما ثرثر المجنون أبوليناريس، بل لأن هناك أقنومًا واحدًا في مسيح واحد. . وبسبب هذه الوحدة يقال إنه رجل من السماء؛ لنفس السبب قيل أن الله صُلب (1كو2: 8).

كما هو الترابي كذلك الترابي.

أي أنهم أيضًا سيهلكون ويموتون؛ أو أولئك الذين تم ربطهم بالأرض سيموتون موتًا خاطئًا.

وكما هو السماوي هكذا السماويون.

أي أنهم سيكونون أيضًا خالدين ومجيدين. لأنه وإن كان آدم الثاني قد مات أيضًا، إلا أنه مات لكي يهدم الموت. أو: أولئك؛ والذين عاشوا حياة إلهية سيتم تمجيدهم لأن لهم عقولًا سماوية.

وكما لبسنا صورة الأرضي، سنلبس أيضًا صورة السماوي.

وهنا تظهر نبرة الكلام التحريضية بشكل أكثر وضوحًا. يسمي الأعمال الشريرة صورة الأرض، والأعمال الصالحة صورة السماويات. لذلك، كما كنا نعيش من قبل في الشر كأبناء الأرضيين وحكماء على الأرض، هكذا يجب علينا الآن أن نحيا في الفضيلة لكي نحافظ على صورة السماويات ومثالها. صورة الحلقة هي كما يلي: أنت تراب وإلى تراب تعود(تك 3: 19)، وصورة السماويات هي في القيامة من الأموات وعدم الفساد. لذلك، إذا كان ما يقال عن القيامة لا يفهم عن طريق الحياة، فالقول: سنحمل أيضًا صورة السماويينينبغي فهمها أو كتابتها كإشارة إلى حدث مستقبلي، أي أننا سنلبس.

ولكن أقول لكم هذا أيها الإخوة: إن لحمًا ودمًا لا يقدران أن يرثا ملكوت الله.

لأنه قال: صورة ترابيةثم كأنه يشرح ذلك فيقول إن صورة الترابي هي لحم ودمأي أعمال الجسد ودسم الجسد التي لا تستطيع أن ترث ملكوت الله.

والفساد لا يرث عدم الفساد.

أي أن الخبث الذي يفسد نبل النفس لا يمكنه أن يرث ذلك المجد والبركات غير القابلة للفساد. يمكنك أيضًا أن تقبل أن كل هذا لا يقال عن طريقة الحياة، بل عن القيامة. على سبيل المثال، الكلمات لحم ودميعني: في القرن القادم لن يكون الجسد الحالي، المكون من لحم ودم، هو الذي سيتمتع بالملكوت. لأنه ليس هناك طعام وشراب يغذي الجسد الحاضر. والمشتعلةأي أن الجسد الفاسد لا يرث جسدًا غير قابل للفساد. لذلك، من الضروري أن يصبح جسدنا روحانيًا وغير قابل للفساد. لكن اعلموا أن فم الذهب اتخذ كلمات الرسول هذه بمثابة حث على حياة أفضل.

أنا أقول لك سرا.

يعود مرة أخرى إلى عقيدة القيامة ويقول إنه ينوي أن يخبرهم بشيء رهيب ومخفي. يظهر سيم أيضًا احترامًا كبيرًا لهم طالما أنه يخبرهم بالأسرار.

لن نموت كلنا، ولكن كلنا سنتغير.

ومع أنه يقول: لن يموت الجميع، لكن الجميع سيتغيرون، أي أن الذين لا يموتون يلبسون عدم الفساد. لذلك، إذا مت فلا تخف من عدم القيامة. فها أقول لكم أن البعض لا يموتون، وهذا وحده لا يكفيهم لهذه القيامة، إلا إذا تغيروا، وهكذا عبروا إلى الخلود من موت الأجساد التي لهم. لذلك، كما أنه لا ينفع لهم أن لا يموتوا، كذلك لا يضرنا أن نموت. لأن التغيير أيضًا عندهم هو موت، لأن فيهم يموت الفساد ويتحول إلى عدم فساد.

وفجأة، في غمضة عين، عند البوق الأخير.

في أقصر وقت وأكثره مراوغة، حيث يمكنك فقط إغلاق رموشك، سيحدث الكثير من هذه الأشياء. هذا رائع جداً لأنه ينبغي للمرء أن يتفاجأ ليس فقط من قيام الأجساد الفاسدة، وأن كل شخص سيحصل على أجساده الخاصة، ولكن أيضًا من أن كل هذا سيحدث بسرعة كبيرة بحيث يستحيل التعبير عنها. كلمات في البوق الأخيرلقد فهم البعض ما كتب عنه يوحنا الإنجيلي في رؤيا (الإصحاح 8 و9 و10). قال إن هناك سبعة أبواق، أولها يسبب هزيمة الناس، لأنهم لا يموتون جميعًا معًا، بل يموتون أجزاءً، وهذا، كما يقول، حسب تدبير الله، حتى أن الباقين، ورأوا أن الأولين يهلكون ويتوبون. وسوف يأتي البوق الأخير بالقيامة وتغيير أولئك الذين قاموا بالفعل، قريبًا، في غمضة عين.

فإنه سيبوق، فيقوم الأموات عديمي فساد.

حتى لا يشك أحد في كيفية حدوث الأشياء في طرفة عين، يؤكد صحة كلمته بقوة الله الذي خلقها: ويقول ذلك سوف صوت البوق، وسيتم؛ مثله: قال - وتم(مز 33: 9). فالبوق لا يعني إلا أمر الله وإشارته التي تسبق كل شيء.

وسوف نتغير.

لا يقول هذا عن نفسه، بل عن أولئك الذين سيكونون على قيد الحياة بعد ذلك.

لأن هذا الفاسد لا بد أن يلبس عدم فساد، وهذا المائت لا بد أن يلبس عدم موت.

لئلا يظن أحد، وهو يسمع أن لحمًا ودمًا سيرثون ملكوت الله، وأن الأموات سيقومون عديمي فساد، أن الأجساد لن تقوم، لأنها الآن مكونة من لحم ودم، يضيف أن الأجساد ستقوم، وليس هكذا. كما هما لحم ودم، لكنهما تحولا إلى عدم الفساد. ولاحظ هذا الكلام في حق من يقول إن الأجساد التي ستقوم ليست هي نفسها، بل مختلفة؛ لأنه يقول للفاسدين: لذلكومميت لذلك; وليس إلى آخر، بل يقول بشكل واضح: لذلك. لذلك يبقى الجسد على حاله (لأنه هو الذي يلبس)، لكن الموت والفساد يدمران، لأنه يلبس عدم الفساد والخلود. وهناك فرق بين الموت والفساد: فكلمة "الموت" تستخدم فقط للكائنات الحية، و"الفساد" تستخدم للجمادات. لدينا شيء مشابه لما هو غير حي، على سبيل المثال، الشعر والأظافر، ولكن هذه الأشياء ستلبس أيضًا عدم الفساد.

ومتى لبس هذا الفاسد عدم فساد، ولبس هذا المائت عدم الموت، فحينئذ تتم الكلمة المكتوبة: ابتلع الموت إلى غلبة.

وعندما يتحقق هذا يتم ما كتبه هوشع النبي (13: 14). وبما أنه قال شيئًا عجيبًا، فهو يؤكد صحة كلامه بشهادة الكتاب المقدس. فوز(εις νίκος في النصر)، أي بشكل نهائي، بحيث يتم تدمير المهزوم، ولا يبقى هناك أمل في اكتساب القوة فيما بعد.

موت! أين لدغتك؟ جحيم! أين هو انتصارك؟

وكأنه يرى هذا يتحقق عمليًا، فإنه يلهم، ويطلق صرخة انتصار وينتصر، وكأنه يدوس على الموت المهزوم ويدوسه. بين جحيمو موتيمكنك أن تجد بعض الاختلافات، وهي: جحيميحتوي على النفوس و موت- جثث؛ لأن النفوس خالدة.

لدغة الموت هي الخطيئة.

لأنها به نالت القوة، مستخدمة إياه كسلاح ولدغة. لأنه كما أن العقرب حيوان صغير ولكن له قوة في لدغته، كذلك الموت نال قوة بالخطية، وإلا لكان غير فعال. وهذا يمكن رؤيته في مثال الرب نفسه، إذ لم يجد الموت فيه خطية، وبقي بلا تأثير عليه.

وقوة الخطية هي القانون.

لماذا؟ لأنه عندما لم يكن الناموس أخطأنا عن جهل، ولم نكن عرضة لمثل هذه الإدانة الشديدة، وعندما كشف الناموس عن الخطية، أخضعنا لدينونة عظيمة، لأننا نعرف ونخطئ، وجعلنا قويًا، لا حسب. طبيعته، ولكن بسبب إهمالنا، إذ لم نستفد، كما ينبغي، من الناموس كدواء، وهو ما قيل بإسهاب وتفصيل أكثر في الرسالة إلى رومية. لذلك، أيها الإنسان، لا تشك في القيامة. ترون أن الخطية التي كانت سلاح الموت قد تحطمت، والناموس الذي صار بالخطأ قوة الخطية قد أبطل. عندما يتم نزع سلاح الموت، فمن الواضح أنه لم يعد لديه قوة.

الحمد لله الذي أعطانا النصر بربنا يسوع المسيح!

لقد تعب الرب يسوع، وحصلنا على النصر، ليس بالاستحقاق، وليس بالواجب، ولكن بنعمة ومحبة الله الآب، الذي جعلنا منتصرين من خلال عمل ابنه.

فكونوا إذن يا إخوتي الأحباء، أقوياء، غير متزعزعين، مكثرين في عمل الرب كل حين.

لأنه يقول أنك تعلمت أنه ستكون هناك قيامة وعقاب للخير والشر، فتشدد؛ لأنهم ترددوا في عقيدة القيامة. إذ لم يهتموا بالحياة الصالحة، لأنه لن تكون هناك قيامة؛ ثم يقول: تنجح دائمًا في عمل الرب; لا تفعل ذلك فحسب، بل افعله أيضًا بكثرة. قضيةنفس الربما يحبه الرب ويطلبه منا هو الفضيلة.

عالمين أن تعبكم ليس باطلا في الرب.

أي رجاء أن تكون هناك قيامة، ولن تخسروا شيئًا من أعمالكم. لأنك من قبل لم تكن تهتم بالفضيلة لأنك آمنت بالقيامة، ولذلك لم تكن تريد أن تعمل عبثًا، أما الآن فأنت تعلم أن شيئًا من عملك لن يبقى عبثًا. أمام الرب(εν Κυρίω) تعني إما عملك الذي هو "في الرب"، أي الذي حصلت على مساعدة من فوق، لأنه موجه نحو الأعمال التي ترضي الله؛ أو "مع الرب" لن يذهب عملك عبثًا، بل ستنال منه أجرًا.