العطاء الجيد. فإذا كنتم، وأنتم أشرار، تعرفون كيف تقدمون عطايا صالحة لأولادكم، فكم بالحري الآب السماوي يعطي الروح القدس للذين يسألونه. تفسير إنجيل الطوباوي ثيوفيلاكت البلغاري

الآية متصلة بأداة الوصل السابقة "هكذا" مما يدل على أنها هنا استمرار للكلام السابق. إن الحقائق الخاصة بالحياة البشرية المشار إليها في المادة 10 هي هنا معممة ومفهومة بالمعنى الأوسع. يقول المخلص شيئًا كهذا: ترى كيف تسير الأمور معك وما يحدث. ويحدث لك هذا في وقت تغضب فيه. كلمة πονηροί فيما يتعلق بالعمل والعمل والتعب والفقر πενία، تشير في الواقع إلى العبء والنحافة؛ بالمعنى الأخلاقي، πονηρός سيء، شرير؛ وفي كلتا الحالتين العكس هو χρηστός. علاوة على ذلك، πονηρός تعني ظاهرة محددة مقارنة بالظاهرة العامة، والتي يتم التعبير عنها من خلال κακός. الأخير يتعلق أكثر بالجوهر والشخصية، بينما الأول يتعلق بنشاط وقيمة أفعالنا فيما يتعلق بالآخرين (راجع متى 5: 45؛ 22: 10؛ 13: 49؛ 7: 11؛ لوقا 6: 35)؛ 11:13، - كريمر).

يعبر أوغسطينوس بشكل غير صحيح تمامًا عن فكرة هذه الآية، التي بموجبها يُطلق على الناس اسم الأشرار هنا، لأنهم محبون لهذا العالم وخطاة، وعندما يقدمون بعض الخير، فإنهم يسمونهم صالحين بالمعنى الخاص بهم، على الرغم من أنهم ليسوا حقيقيين بطبيعتهم سلع، ولكن مؤقتة فقط، تتعلق بالحياة الهشة الحقيقية. ولكن لماذا يجب اعتبار الخبز والسمك صالحين فقط بالمعنى الخاطئ؟ هل يسمي المخلص هذه البركات غير صحيحة أو كاذبة؟ من الواضح أن جوهر الأمر ليس في الخيرات، التي هي خيرات بكل معنى الكلمة، بل في حقيقة أن الناس أشرار. الخيرات الطيبة هي عكس الأشرار. الناس أشرار، ومع ذلك فهم يعرفون أيضًا كيف يمنحون أطفالهم الأشياء الجيدة.

بعض القسوة والقطع في التعبير: "إذا كنت شريرًا" أعطى المترجمين الفوريين سببًا للاعتقاد بأن المخلص أراد هنا الإشارة إلى الخطيئة الأصلية المتأصلة في الناس. وعلى حد تعبير أحد الكتاب، "يبدو أن هذا المبدأ هو أقوى القول المأثور في جميع الكتب المقدسة دفاعًا عن الخطيئة الأصلية". ولكن لماذا لم يقل المخلص: وهكذا إذا كنتم جميعًا أشرارًا؟... فمن المرجح أن تشهد كلماته على وجود خطيئة أصلية عالمية لدى الناس. لذلك، يمكن للمرء أن يعتقد أنه في التعبير قيد النظر لا يوجد أي فكرة عن الخطيئة الأصلية. بالطبع، يمكن استخلاص عقيدة الخطيئة الأصلية من أماكن أخرى في الكتاب المقدس، ولكن ليس من هذا الموضع. هذه مجرد سمة مشتركة بين الأشخاص الذين يظهرون حقًا الشر والخبث في العلاقات أكثر من الخير والنية الطيبة. يتم ترجمة كلمة "أنت تعرف كيف" (οϊδατε) بشكل مختلف: أنت تعرف كيف تعطي، أنت معتاد على العطاء. يقول البعض أن "تستطيع" أو "أنت تعلم" (في الترجمات) غير ضرورية على الإطلاق، ويمكنك ببساطة الترجمة: أنت تعطي. أخيرًا، لا يزال آخرون يجادلون بأن فكرتين معروضتين هنا بإيجاز: (1) إذا كنت شريرًا، تقدم هدايا لأطفالك و (2) إذا كنت تعرف كيفية تقديم هدايا جيدة، فمن المنطقي أن تعطي أشياء جيدة، وليس الحجارة بدل الخبز وليس الثعابين بدل السمك..

ومع ذلك، يبدو مثل هذا التفسير مصطنعًا إلى حد ما وغير ضروري تقريبًا. على النقيض من الناس، يُشار إلى الآب السماوي، الذي ليس مثل الناس، هو طيب وصالح بطبيعته. عندما يلجأ الناس إليه بطلبات، فمن الواضح أنه، أكثر من الناس، يعطي "الخير" لأولئك الذين يسألونه. تم استبدال "الهدايا الجيدة" السابقة (δόματα άγαϋα) هنا، في النصف الثاني من الجملة، ببساطة بكلمة "جيد" دون ذكر الهدايا. لكن من الواضح أن المعنى واحد. ومع ذلك، فمن اللافت للنظر أنه كما في الحالة الأولى δόματα άγαϋά تقف بدون عضو، كذلك في الحالة الثانية هناك άγαϋά بسيطة، أيضًا بدون عضو. سيكون من الصعب توقع ذلك إذا كانت "الهدايا" أو "الخير" تعني شيئًا محددًا. في لوقا 11: 13 نجد محاولة لتعريف هذه "المواهب الصالحة" بشكل أقرب وأكثر تحديدًا. فبدلاً من عبارة "يعطي الصالحات" في لوقا، "بالأولى كثيراً الآب السماوي يعطي الروح القدس للذين يسألونه". يعتقد ماير أن هذا التعبير في لوقا له زخرفة لاحقة وأكثر تحديدًا. القراءة في هذه المرحلة في لوقا تتقلب بشكل كبير. في بعض الرموز "الروح القدس"، وفي البعض الآخر "الروح الصالح" (πνεύμα αγαϋόν) أو "الهدية الصالحة". النسخه اللاتينية للانجيل ومنه 130 ترجمة لاتينية للروح الصالح (spiritum bonum). ولسنا الآن، بالطبع، بحاجة إلى فحص ما إذا كان هذا التعبير في لوقا حقيقيًا أم لا.

الكنيسة المقدسة تقرأ إنجيل لوقا. الفصل 11، الفن. 9-13.

11.9. وسأقول لك: اسأل، وسوف تعطيك؛ تسعى وسوف تجد؛ اقرعوا يفتح لكم

11.10. لأن كل من يسأل يأخذ، ومن يطلب يجد، ومن يقرع يفتح له.

11.11. وأي أب منكم يسأله ابنه خبزا فيعطيه حجرا؟ أم إذا طلب سمكة فهل يعطيه حية بدل السمكة؟

11.12. أم إذا سأله بيضة فهل يعطيه عقرباً؟

11.13. فإذا كنتم، وأنتم أشرار، تعرفون كيف تقدمون عطايا صالحة لأولادكم، فكم بالحري الآب السماوي يعطي الروح القدس للذين يسألونه.

(لوقا 11: 9-13)

إن الكلمات الأولى من إنجيل اليوم، أيها الإخوة والأخوات الأعزاء، هي الكلمات التي يختم بها ربنا يسوع المسيح مثل الصديق المثابر: اسألوا تعطوا. تسعى وسوف تجد؛ اقرعوا يفتح لكم، لأن كل من يسأل ينال، ومن يطلب يجد، ومن يقرع يفتح له.(لوقا 11: 9-10). إن معنى كلمات المسيح هذه يتلخص في فهم الصلاة.

يلاحظ الأسقف ميخائيل (لوزين): “إن طريقة الصلاة الناجحة موضحة: اسأل، ابحث، اقرع، أي كن ثابتًا وصبورًا ومجتهدًا في الصلاة؛ عندها يكون ناجحًا... بالطبع، تحقيق طلباتنا موعود بشرط أن نطلب أو نسعى بإيمان كامل ونقي في واهب كل الخير، الله، بتواضع وإخلاص وثبات، طالبين. ما يتوافق مع مشيئة الله لنا، واثقين تمامًا أنه سيعطينا ما هو أفضل لنا، وما يخدم خيرنا.

لا، لا ينبغي لنا أن نصلي بعناد، ونطرق باب الله حتى يعطينا ما نريد. يجب أن تكون الصلاة صادقة ومستمرة، ولكن يجب ألا ننتزع المواهب التي نحتاجها من يدي الله. ففي نهاية المطاف، نحن نتوجه إلى الشخص الذي يعرف احتياجاتنا أفضل من أنفسنا والذي، بقلبه الكريم، يهبنا بوفرة كل ما نحتاج إليه. إذا لم نحصل على ما نصلي من أجله، فهذا ليس لأنه يأسف على عطيته، ولكن لأنه يريد أن يمنحنا شيئًا أفضل.

لم يكن هناك ولم تكن هناك صلاة تركت دون إجابة. الجواب الذي نتلقاه قد لا يكون هو الذي توقعناه أو رغبنا فيه؛ ولكن حتى لو رفض الله الصلاة، فإن رفضه تمليه المحبة والحكمة.

وأي أب منكم يسأله ابنه خبزا فيعطيه حجرا؟ أم إذا طلب سمكة فهل يعطيه حية بدل السمكة؟ أم إذا سأله بيضة فهل يعطيه عقرباً؟(لوقا 11، 11-12) - يسأل الرب.

يشير الطوباوي ثيوفيلاكت: "... اسمع كيف يعلمنا الرب نفسه أن نطلب ما يجب أن نطلبه. " يقول: الابن يطلب خبزاً وسمكاً وبيضاً. لذلك، كما أن هذه الأشياء تشكل طعامًا بشريًا، كذلك يجب أن تكون طلباتنا مفيدة لنا وتساعدنا.

كانت أحجار الحجر الجيري الصغيرة المستديرة الموجودة على شاطئ البحر متشابهة جدًا في الحجم واللون مع أرغفة الخبز الصغيرة. إذا طلب الابن خبزًا، فهل يعطيه أبوه حجرًا للسخرية، يشبه الخبز كثيرًا ولكن لا يمكن أكله؟

إذا طلب الابن سمكة فهل يعطيه والده حية؟ على الأرجح أن الرب كان يقصد ثعبان البحر بالثعبان. وفقًا لقانون الطعام اليهودي، كان الثعابين يعتبر سمكًا غير نظيف. جاء في سفر اللاويين أمر: "كل الحيوانات التي ليس لها ريش وقشور في الماء هي نجسة لكم" (لاويين 11، 12). هذه القاعدة جعلت ثعبان البحر غير صالح للأكل. إذا طلب الابن سمكة، فهل سيعطيه الأب سمكة لا يمكن أكلها؟

إذا طلب الابن بيضة فهل يعطيه أبوه عقرباً؟ العقرب حيوان صغير خطير. يمكن الخلط بين العقرب الشاحب في العشب في الشمس والبيضة. إذا طلب الابن بيضة فهل يعطيه أبوه عقرباً لاذعاً؟

يكتب يوثيمي زيجابين: “يستخدم الرب مرة أخرى حقيقة من حياة الإنسان ويقود المستمع بالقدوة إلى الإيمان بما قاله. والذي يسأل ينبغي أن يكون ابنًا ويطلب ما يليق بالأب أن يعطيه ومفيدًا للابن أن يأخذه».

يشرح ألكساندر بافلوفيتش لوبوخين: "على عكس الناس، يُشار إلى الآب السماوي، الذي ليس مثل الناس، فهو لطيف وصالح بطبيعته. عندما يلجأ الناس إليه بالطلبات، فمن الواضح أنه، أكثر من الناس، يعطي "الخير" لأولئك الذين يسألونه.

فالرب يسمع صلواتنا دائمًا، كما يسمع الآباء طلبات أبنائهم. وكما لا يعطي والد ولده ما يضره، كذلك لا يعطينا الله ما لا ينفعه.

لنتذكر، أيها الإخوة والأخوات الأعزاء، أن الرب، حتى قبل أن نلجأ إليه ونطلب، يعرف ما نحتاج إليه، لكن الصلاة هي دليل على إيماننا به ومحبتنا له. لذلك يجب أن نثق في الرب ونصلي دائمًا، لأن الصلاة هي تواصل حي مع الله وفرصة حقيقية للحصول على الفوائد المرجوة.

ساعدنا في هذا يا رب!

هيرومونك بيمن (شيفتشينكو)

قال المسيح هذا ليس عيبًا على الطبيعة البشرية، أو إدانة للجنس البشري، لا، بل هنا يسمي المحبة الأبوية حقدًا لتمييزها عن صلاحه. إن محبته للبشر عظيمة جدًا.

هل ترى الفكر الذي لا يوصف والذي حتى في أشد الناس يأسًا يكون قويًا في إثارة الآمال الطيبة؟ هنا يشير المخلص، كدليل على صلاحه، إلى مثال الآباء، وفوق ذلك أشار إلى أعظم مواهبه - النفس والجسد. لكنه لم يذكر في أي مكان حتى الآن أهم النعم، ولم يشير في أي مكان إلى مجيئه. ذاك الذي سرّ أن يبذل ابنه ذبيحة، أفلا يهبنا كل شيء؟ لكن هذه التضحية لم تكتمل بعد؟ لكن بولس يشير بالفعل إلى هذا عندما يقول: فهو لم يشفق على ابنه... كما أنه لن يعطينا كل شيء معه.(رومية 8:32) ؟ والمسيح نفسه، في حديثه مع مستمعيه، يقدم المزيد من الأدلة العادية.

ثم يبين أن أولئك الذين لا يهتمون بأنفسهم يجب ألا يعتمدوا على الصلاة، كما أن أولئك الذين يحاولون الاعتناء بأنفسهم يجب ألا يعتمدوا فقط على جهودهم الخاصة، بل يجب أن يطلبوا المساعدة من فوق ويستخدموا جهودهم الخاصة. يلهم وكلاهما. في الواقع، بعد تعليمات كثيرة، يعلم الصلاة؛ بعد أن علمه الصلاة، يعلمه مرة أخرى ما يجب عليه فعله؛ ثم يعلمنا مرة أخرى أنه يجب على الإنسان أن يصلي بلا انقطاع قائلاً: اسأل، اطلب، اطرق(انظر متى ٧: ٧)، ومن هنا ينتقل مرة أخرى إلى حقيقة أننا يجب أن نكون حذرين.

محادثات حول إنجيل متى.

هل ترى كيف يكون صلاحه عندما يتبين أن صلاحنا هو شر بالمقارنة؟ إذا كان هذا هو ربنا فسنلجأ إليه دائمًا وندعوه وحده كمعين لنا، وسنجده جاهزًا ليخلصنا.

محادثات حول المزامير.

شارع. إيزيدور بيلوسيوت

فإن كنتم، وأنتم أشرار، تعرفون كيف تعطون عطايا صالحة لأولادكم، فكم بالحري أبوكم الذي في السموات يعطي الخيرات للذين يسألونه؟

عظيم هو صلاح الله، عظيم قسوة الإنسان. من طلب إرجاء التنفيذ وحصل على إعفاء من دينه، عندما طُلب منه تأجيل التنفيذ، لم يعطه فحسب، بل سجن رفيقه أيضًا، مع أنه لم يكن مدينًا له بقدر ما يدين به هو نفسه، لأنه هو نفسه وكان عليه عشرة آلاف وزنة، والخمسون دينارا الأخرى.

لذلك، فإن كلمة الإنجيل، التي قارنت اللطف البشري بصلاح الله، أطلقت عليه بحق اسم الشر: على الرغم من أنك شرير، إلا أنك تعرف كيف تعطي الخير لأطفالك، فكم بالحري سيعطي أبوك السماوي أولئك الذين يسألونه. ليس بشكل عام هو يتهم الطبيعة بالشر (فليكن الأمر كذلك، لأنه مكتوب: يرجى الرب الصالح(مز 124: 4)، وأيضًا: الرجل الصالح يلبس الصالحات من كنزه(متى 12: 35))، ولكن فقط من خلال مقارنة صلاح الإنسان مع الله يسميه شرًا. لأنه يقال: فكم بالحري أبوكم السماوي يعطي الخيرات للذين يسألونه؟.

حروف. الكتاب الثاني.

بلزة. هيرونيموس ستريدونسكي

فن. 11-12 فإن كنتم وأنتم أشرار تعرفون كيف تعطون أولادكم عطايا صالحة، فكم بالحري أبوكم الذي في السموات يعطي الخيرات للذين يسألونه. لذلك في كل شيء، كل ما تريد أن يفعله الناس بك، افعل ذلك بهم؛ لان هذا هو الناموس والانبياء

وتجدر الإشارة إلى أنه دعا الرسل أشرارًا، ما لم يُدان في شخص الرسل الجنس البشري بأكمله، الذي يُقارن قلبه منذ الطفولة بـ بالرحمة الإلهيةيميل نحو الشر. اقرأ سفر التكوين (تكوين 8: 21). ولا عجب أن يدعو أهل هذا الدهر أشرارًا، إذ يذكرنا الرسول بولس: تقييم[بجدارة] الوقت، لأن الأيام شريرة(أفسس 5: 16)

بلزة. أوغسطين

بلزة. ثيوفيلاكت من بلغاريا

إن كنتم، أيها الأشرار، تعرفون كيف تعطون الخير لأولادكم، فكم بالحري أبوكم السماوي يعطي الخير للذين يسألونه؟

إنه يدعو الناس أشرارًا، مقارنًا إياهم بالله: طبيعتنا، كخليقة الله، صالحة، ولكننا نصبح أشرارًا بإرادتنا الحرة.

تفسير إنجيل متى.

إيفيمي زيجابين

لقد وصفهم بالشر ليس عيبًا على الطبيعة البشرية، بل على النقيض من الخير الإلهي. إن الخير البشري بالنسبة إلى الخير الإلهي يبدو شرًا، والفرق بينهما كبير كالفرق بين الإنسان والله. وانظر كيف يحثك على الخير أولاً، ثم يحضك على الصلاة، ثم ينتقل من هذا إلى هذا، ثم يعود من هذا إلى ذاك. وهو يفعل ذلك، ويعلمنا ألا نعتمد على جهودنا وحدها، ولا على الصلاة وحدها، بل أن نفعل ما يعنينا ونطلب المساعدة من فوق. فقط من خلال المساعدة المتبادلة ستحقق شؤوننا النجاح المناسب.

تفسير إنجيل متى.

الجيش الشعبي. ميخائيل (لوزين)

الغضب. “لم يقل المسيح هذا عارًا على الطبيعة البشرية أو إدانة للجنس البشري؛ لا، بل هنا يسمي المحبة الأبوية خبثًا لتمييزها عن صلاحه” (ذهبي الفم؛ راجع: ثيوفيلاكت). إذا كان الناس غير الكاملين في الحب لا يعطون أطفالهم أشياء ضارة بدلاً من الأشياء المفيدة، فكيف يمكن للمرء حتى أن يعتقد أن الآب السماوي الكلي الخير يعطي الناس أشياء ضارة بدلاً من الأشياء المفيدة التي يطلبونها؟ لذلك، عندما نطلب منه شيئًا بإيمان وأمل وثبات، يجب علينا، فيما يتعلق بتنفيذ الطلب، أن نستسلم تمامًا لمشيئته الطيبة لنا وعنايته، والتي بدونها لن تهلك حتى شعرة من رأسنا ( متى 10: 30).

الإنجيل التوضيحي.

لوبوخين أ.ب.

الآية متصلة بأداة الوصل السابقة "كذا" مما يدل على أنها هنا استمرار للكلام السابق. إن الحقائق الخاصة بالحياة البشرية المشار إليها في المادة 10 هي هنا معممة ومفهومة بالمعنى الأوسع. يقول المخلص شيئًا كهذا: ترى كيف تسير الأمور معك وما يحدث. ويحدث لك هذا في وقت تغضب فيه. كلمة πονηροί فيما يتعلق بالعمل والعمل والتعب والفقر πενία، تشير في الواقع إلى العبء والنحافة؛ بالمعنى الأخلاقي، πονηρός سيء، شرير؛ وفي كلتا الحالتين العكس هو χρηστός. علاوة على ذلك، πονηρός تعني ظاهرة محددة مقارنة بالظاهرة العامة، والتي يتم التعبير عنها من خلال κακός. الأخير يتعلق أكثر بالجوهر والشخصية، بينما الأول يتعلق بنشاط وقيمة أفعالنا فيما يتعلق بالآخرين (راجع متى 5: 45؛ 22: 10؛ 13: 49)؛ 7:11; نعم. 6:35؛ 11:13، - كريمر).

بعض القسوة والقطع في التعبير: "إذا كنت شريرًا" أعطى المترجمين الفوريين سببًا للاعتقاد بأن المخلص أراد هنا الإشارة إلى الخطيئة الأصلية المتأصلة في الناس. وعلى حد تعبير أحد الكتاب، "يبدو أن هذا المبدأ هو أقوى القول المأثور في جميع الكتابات دفاعًا عن الخطيئة الأصلية." ولكن لماذا لم يقل المخلص: وهكذا إذا كنتم جميعًا أشرارًا؟... فمن المرجح أن تشهد كلماته على وجود خطيئة أصلية عالمية لدى الناس. لذلك، يمكن للمرء أن يعتقد أنه في التعبير قيد النظر لا يوجد أي فكرة عن الخطيئة الأصلية. بالطبع، يمكن استخلاص عقيدة الخطيئة الأصلية من أماكن أخرى في الكتاب المقدس، ولكن ليس من هذا الموضع. هذه مجرد سمة مشتركة بين الأشخاص الذين يظهرون حقًا الشر والخبث في العلاقات أكثر من الخير والنية الطيبة. يتم ترجمة كلمة "أنت تعرف كيف" (οϊδατε) بشكل مختلف: أنت تعرف كيف تعطي، أنت معتاد على العطاء. يقول البعض أن "تستطيع" أو "أنت تعلم" (في الترجمات) غير ضرورية على الإطلاق، ويمكنك ببساطة الترجمة: أنت تعطي. أخيرًا، لا يزال آخرون يجادلون بأن فكرتين معروضتين هنا بإيجاز: (1) إذا كنت شريرًا، تقدم هدايا لأطفالك و (2) إذا كنت تعرف كيفية تقديم هدايا جيدة، فمن المنطقي أن تعطي أشياء جيدة، وليس الحجارة بدلًا من الخبز وليس الثعابين بدلًا من السمك..

ومع ذلك، يبدو مثل هذا التفسير مصطنعًا إلى حد ما وغير ضروري تقريبًا. على النقيض من الناس، يُشار إلى الآب السماوي، الذي ليس مثل الناس، هو طيب وصالح بطبيعته. عندما يلجأ الناس إليه بطلبات، فمن الواضح أنه، أكثر من الناس، يعطي "الخير" لأولئك الذين يسألونه. تم استبدال "الهدايا الجيدة" السابقة (δόματα άγαϋα) هنا، في النصف الثاني من الجملة، ببساطة بكلمة "جيد" دون ذكر الهدايا. لكن من الواضح أن المعنى واحد. ومع ذلك، فمن اللافت للنظر أنه كما في الحالة الأولى δόματα άγαϋά تقف بدون عضو، كذلك في الحالة الثانية هناك άγαϋά بسيطة، أيضًا بدون عضو. سيكون من الصعب توقع ذلك إذا كانت "الهدايا" أو "الخير" تعني شيئًا محددًا. في لوقا 11: 13 نجد محاولة لتعريف هذه "المواهب الصالحة" بشكل أقرب وأكثر تحديدًا. فبدلاً من عبارة "يعطي الصالحات" في لوقا، "بالأولى كثيراً الآب السماوي يعطي الروح القدس للذين يسألونه". يعتقد ماير أن هذا التعبير في لوقا له زخرفة لاحقة وأكثر تحديدًا. القراءة في هذه المرحلة في لوقا تتقلب بشكل كبير. في بعض الرموز "الروح القدس"، وفي البعض الآخر "الروح الصالح" (πνεύμα αγαϋόν) أو "الهدية الصالحة"؛ النسخه اللاتينية للانجيل ومنه 130 ترجمة لاتينية للروح الصالح (spiritum bonum). ولسنا الآن، بالطبع، بحاجة إلى فحص ما إذا كان هذا التعبير في لوقا حقيقيًا أم لا.

يجب أن تنتبه إلى التعبيرات: "الآب الذي في السماء" (o πατήρ o εν τοις ούρανοΐς)، كما هو هنا، و"الآب الذي من السماء" (εξ ούρανοις). يتم استخدام الأول عند تقديم طلب إلى الآب السماوي؛ والثانية عندما يعلّم الآب السماوي نفسه بعض الأمور الصالحة من السماء (لوقا 11: 13).

الكتاب المقدس التوضيحي.

أوراق الثالوث

وأحيانا يؤخر الله تلبية الطلب حتى لا تنساه ولا تبتعد عنه فور تلقي الطلب. أو أنك لا تحصل عليه لأنك أنت نفسك جعلت نفسك غير مستحق لقبول ما تطلبه. قال الآباء القديسون: "يسمع الله للسامعين لله"، أي: "يسمع الله للسامعين". يتمم وصايا الله. الآب السماوي صالح، ولكنه صالح أيضًا، وبالتالي لا يستطيع أن يعطي من لا يستحق، وأحيانًا، بصلاحه ذاته، لا يستطيع أن يعطي الشر لمن يسألون. في بعض الأحيان يبدو أن الصلاة لا تُسمع؛ ولكن بعد ذلك اتضح أنها سُمعت بشكل أفضل بكثير مما يمكن أن يتخيله المصلي. في مثل هذه الحالات، من الأفضل لنا أن يبدو أن الله لا يسمعنا: فعندئذٍ نستفيد بالفعل من عدم تلقينا. يقول القديس الذهبي الفم: "إن الله يحب الناس كثيرًا، لدرجة أنه بحبه يفوق الآباء الأرضيين بقدر ما يفوق الخير الشر"، لذلك يمكن تسمية اللطف البشري نفسه، مقارنة بصلاح الله اللامتناهي، بالشر، كما يقول القديس إيزيدور بيلوسيوت. ولهذا يقول المخلص كذلك: لذلك إذا كنت غاضبا،ولكنهم دائمًا يميلون بطبيعتهم الخاطئة إلى الشر، تعرف على كيفية تقديم هدايا جيدة لأطفالك، أي. وزودهم بالخيرات الأرضية اللازمة لحياتهم الأرضية، خصوصاًرحيم أبوك السماويالذي يعرف متى يعطي وماذا يعطي، سنعطيالروحية الحقيقية الخير للذين يسألونهلأبنائه! لذلك، أعط كل طلب، كل صلاة بالكامل لإرادة الآب السماوي؛ إنه يُرضيه أن يفعل ذلك - فليكن لمجده؛ وإذا لم يرضيه، فليكن إرادته المقدسة والكلية الخير لنا. ففي النهاية، هكذا صلى ربنا يسوع المسيح نفسه في بستان جثسيماني: "ابي! إن أمكن فلتعبر عني هذه الكأس. ولكن ليس كما أريد أنا، بل كما أنت... لتكن مشيئتك"(مت 26: 39، 42) . قال أحد الشيوخ القديسين: “أنا لا أهتم بالسعادة، ولا أصلي من أجلها أبدًا إلى الآب السماوي، الذي يتحكم في كل شيء، وبالتالي لم أكن أبدًا تعيسًا، مثل شخص لا تتحقق رغباته دائمًا. هل انا جائع؟ أشكر الله على هذا، كآب الذي "يقود كل ما نطلبه". هل أنا بارد؟ هل أعاني من سوء الأحوال الجوية؟ أنا أيضا أمجده. هل الجميع يضحكون علي؟ وأنا أمدحه بنفس القدر، لأنني أعلم أن الله يفعل كل هذا أو يسمح به، ومن المستحيل أن يكون ما يفعله سيئًا. وهكذا، فإنني أقبل كل شيء - لطيفًا وسيئًا، حلوًا ومرًا - بفرح، كما لو أنه من يد أب صالح، أرغب فقط في ما يريده الله، وبالتالي كل شيء يحدث وفقًا لرغبتي. إن من يبحث عن السعادة في العالم ليس له حظ، لأنه لا توجد سعادة هنا سوى الاعتماد في كل شيء على إرادة الله. إن إرادة الرب صالحة تمامًا وعادلة تمامًا. أحاول الالتزام به تمامًا ولا أهتم إلا بما يريده الله وليس بما لا يريده. وجميع قديسي الله وضعوا كل سعادتهم في هذه الحياة وكل نعيمهم في المستقبل في إرادة الله. هنا، على سبيل المثال، كيف كان يصلي القديس ديمتريوس روستوف يوميًا: “خلصني يا مخلصي حسب صلاحك، وليس حسب أعمالي. تريد أن تخلصني، أنت تعرف كيف تنقذني: أنقذني، كما تريد، بقدر ما تستطيع، كما تعلم: بنفس الطريقة التي تزن بها الأقدار، أنقذني! إني أثق بك يا سيدي، وألتزم بإرادتك المقدسة: افعل بي ما تريد. إذا كنت تريد أن تكون لي في النور، فتبارك! إذا كنت تريد أن يكون لي في الظلام، مبارك مرة أخرى! إن فتحت لي أبواب رحمتك فهو خير وصلاح. إن أغلقت عني أبواب رحمتك، مبارك أنت يا رب الذي أغلقني بالبر. إن لم تهلكني بآثامي، فمجد رحمتك التي لا تُحصى. إذا دمرتني بآثامي، فمجدي الحكم العادللك: كما يحلو لك، رتب لي شيئًا!

أوراق الثالوث. رقم 801-1050.

تعليقات على الفصل 11

مقدمة لإنجيل لوقا

كتاب جميل ومؤلفه

يُطلق على إنجيل لوقا لقب الكتاب الأكثر إمتاعًا في العالم. عندما طلب أحد الأمريكيين من ديني ذات مرة أن يوصيه بقراءة إحدى السيرة الذاتية ليسوع المسيح، أجاب: "هل حاولت قراءة إنجيل لوقا؟" وفقا للأسطورة، كان لوقا فنانا ماهرا. في إحدى الكاتدرائية الإسبانية، تم الحفاظ على صورة مريم العذراء، التي يُزعم أن لوقا رسمها، حتى يومنا هذا. أما الإنجيل فيرى العديد من الباحثين أنه أفضل سيرة ذاتية ليسوع المسيح تم تجميعها على الإطلاق. وفقا للتقليد، كان يعتقد دائما أن لوقا هو مؤلفه، ولدينا كل الأسباب لدعم وجهة النظر هذه. في العالم القديمعادة ما تنسب الكتب ناس مشهورين، ولم يخالف أحد هذا. لكن لوقا لم يكن ينتمي قط إلى الشخصيات البارزة في الكنيسة المسيحية الأولى. ولذلك لم يكن يخطر على بال أحد أن ينسب إليه هذا الإنجيل لو لم يكن هو من كتبه بالفعل.

لوقا جاء من الأمم. ومن بين جميع مؤلفي العهد الجديد، كان هو الوحيد الذي لم يكن يهوديًا. وهو طبيب حسب المهنة (العقيد. 4: 14)، وربما هذا هو بالضبط ما يفسر التعاطف الذي يثيره. يقولون أن الكاهن يرى الخير في الناس، والمحامي يرى الشر، والطبيب يراهم كما هم. رأى لوقا الناس وأحبهم.

وقد كتب هذا الكتاب لثاوفيلس. يدعوه لوقا "ثاوفيلس الموقّر". كانت هذه المعاملة مخصصة فقط للمسؤولين رفيعي المستوى في الحكومة الرومانية. ولا شك أن لوقا كتب هذا الكتاب ليخبر الشخص الجاد والمهتم المزيد عن يسوع المسيح. وقد نجح في ذلك، إذ رسم لثاوفيلس صورة أثارت بلا شك اهتمامه الكبير بيسوع الذي كان قد سمع عنه.

رموز الإنجيليين

كل من الأناجيل الأربعة كُتب من وجهة نظر معينة. غالبًا ما يتم تصوير الإنجيليين على نوافذ الكنيسة ذات الزجاج الملون، وعادةً ما يكون لكل منها رمز خاص بها. تختلف هذه الرموز، ولكن الأكثر شيوعًا هي ما يلي:

رمز ماركةيكون بشر.إن إنجيل مرقس هو أبسط الأناجيل وأكثرها إيجازاً. لقد قيل عنه جيدًا أن السمة المميزة له هي الواقعية.إنه يتوافق بشكل وثيق مع غرضه - وصف الحياة الأرضية ليسوع المسيح.

رمز ماثيويكون أسد.كان متى يهوديًا، وكتب لليهود: رأى في يسوع المسيح، الأسد "من سبط يهوذا"، الذي تنبأ جميع الأنبياء بمجيئه.

رمز جوانايكون نسر.يستطيع النسر أن يطير أعلى من جميع الطيور الأخرى. يقولون أنه من بين جميع مخلوقات الله، وحده النسر يستطيع أن ينظر إلى الشمس دون أن يحدق. إن إنجيل يوحنا هو الإنجيل اللاهوتي؛ إن رحلة أفكاره أعلى من جميع الأناجيل الأخرى. يستمد الفلاسفة منه موضوعات، ويناقشونها طوال حياتهم، ولكنهم لا يحلونها إلا في الأبدية.

رمز الأقواسيكون برج الثور.كان من المفترض أن يُذبح العجل، وقد رأى لوقا أن يسوع هو ذبيحة مقدمة عن العالم أجمع. علاوة على ذلك، في إنجيل لوقا، تم التغلب على كل الحواجز، وأصبح يسوع متاحًا لكل من اليهود والخطاة. إنه منقذ العالم. مع أخذ ذلك في الاعتبار، دعونا ننظر إلى تفاصيل هذا الإنجيل.

لوكا - مؤرخ مثير

إن إنجيل لوقا هو في المقام الأول نتيجة العمل الدقيق. لغته اليونانية أنيقة. الآيات الأربع الأولى مكتوبة بأفضل اللغة اليونانية في العهد الجديد بأكمله. يذكر لوقا فيها أن إنجيله كتب "بعد بحث دقيق". وكانت لديه فرص كبيرة ومصادر موثوقة لذلك. بصفته رفيق بولس الموثوق به، لا بد أنه كان على دراية جيدة بجميع التفاصيل الرئيسية للكنيسة المسيحية الأولى، وقد أخبروه بلا شك بكل ما يعرفونه. ومكث هو وبولس في السجن في قيصرية مدة سنتين. خلال تلك الأيام الطويلة كان لديه بلا شك العديد من الفرص لدراسة واستكشاف كل شيء. وقد فعل ذلك بدقة.

مثال على دقة لوقا هو تأريخ ظهور يوحنا المعمدان. ويشير في الوقت نفسه إلى ما لا يقل عن ستة معاصرين. "وفي السنة الخامسة عشرة من حكم طيباريوس قيصر (1)، حين كان بيلاطس البنطي على اليهودية (2)، كان هيرودس رئيس ربع في الجليل (3)، وكان فيلبس أخوه رئيس ربع على إيطورية ومنطقة تراخوتنيت (4). "وكان ليسانيوس رئيس ربع في الأبلية (5) في عهد رئيس الكهنة حنان وقيافا (6) وكانت كلمة الله على يوحنا بن زكريا في البرية". (بصلة. 3.1.2). مما لا شك فيه أننا نتعامل مع مؤلف مجتهد يلتزم بأكبر قدر ممكن من الدقة في العرض.

الإنجيل للصفحات

كتب لوقا بشكل رئيسي للمسيحيين الوثنيين. وكان ثاوفيلس، مثل لوقا نفسه، وثنياً؛ وليس في إنجيله ما لا يدركه الوثني ويفهمه. أ) كما نرى، يبدأ لوقا مواعدته رومانيالإمبراطور و رومانيالحاكم، أي أن الأسلوب الروماني في المواعدة يأتي أولاً، ب) على عكس متى، فإن لوقا أقل اهتمامًا بتصوير حياة يسوع بمعنى تجسيد النبوءات اليهودية، ج) نادرًا ما يقتبس العهد القديمد) بدلاً من الكلمات العبرية، يستخدم لوقا عادةً ترجماتها اليونانية حتى يتمكن كل يوناني من فهم محتوى ما هو مكتوب. سيمون كنانيتيصبح سمعان المتعصب (راجع مات. 10,4ولوقا. 5.15). وهو يسمي الجلجثة ليست كلمة عبرية، بل كلمة يونانية - كرانييفاالجبل، معنى هذه الكلمات هو نفسه - مكان الإعدام. لم يستخدم مطلقًا الكلمة العبرية التي تعني يسوع، الحاخام، بل الكلمة اليونانية التي تعني المرشد. عندما يذكر لوقا سلسلة نسب يسوع، فهو لا ينسبها إلى إبراهيم، مؤسس شعب إسرائيل، كما فعل متى، بل إلى آدم، جد البشرية. (راجع مات. 1,2; بصلة. 3,38).

ولهذا السبب فإن قراءة إنجيل لوقا أسهل من قراءة جميع الأناجيل الأخرى. لوقا لم يكتب لليهود، بل لأشخاص مثلنا تمامًا.

صلوات الإنجيل

يكرس إنجيل لوقا انتباه خاصدعاء. يُظهر لنا لوقا، أكثر من أي شخص آخر، يسوع منغمسًا في الصلاة قبل الأحداث المهمة في حياته. يسوع يصلي أثناء معموديته (لوقا 3، 21) قبل الصدام الأول مع الفريسيين (لوقا 5 16) قبل دعوة الرسل الاثني عشر (لوقا 6، 12)؛ قبل أن يسأل التلاميذ من يقولون أنه هو (بصلة. 9.18-20)؛ وقبل أن يتنبأ بموته وقيامته (٩: ٢٢)؛ أثناء التحول (9.29)؛ وعلى الصليب (23.46). يخبرنا لوقا فقط أن يسوع صلى من أجل بطرس أثناء محاكمته (22: 32). لوقا وحده يقدم صلاة مثل عن صديق يأتي في منتصف الليل (11: 5-13) ومثل عن القاضي الظالم (بصلة. 18.1-8). بالنسبة للوقا، كانت الصلاة دائمًا بابًا مفتوحًا لله، وأثمن شيء في العالم كله.

إنجيل النساء

واحتلت المرأة مكانة ثانوية في فلسطين. وفي الصباح شكر اليهودي الله لأنه لم يجعله "وثنيا ولا عبدا ولا امرأة". لكن لوقا يعطي المرأة مكانة خاصة. تُروى قصة ميلاد يسوع من وجهة نظر مريم العذراء. وفي لوقا نقرأ عن أليصابات، وعن حنة، وعن أرملة نايين، وعن المرأة التي مسحت قدمي يسوع في بيت سمعان الفريسي. يقدم لنا لوقا صورًا حية لمرثا ومريم ومريم المجدلية. ومن المحتمل جدًا أن يكون لوقا مواطنًا مقدونيا، حيث كانت النساء يشغلن منصبًا أكثر حرية من أي مكان آخر.

إنجيل التسبيح

في إنجيل لوقا، يحدث تمجيد الرب أكثر من أي جزء آخر من العهد الجديد. يصل هذا التسبيح إلى ذروته في ثلاث ترانيم عظيمة ترنيمة جميع أجيال المسيحيين: ترنيمة مريم (1: 46-55)، بركة زكريا (1: 68-79)؛ وفي نبوة سمعان (2: 29-32). ينشر إنجيل لوقا نور قوس القزح، وكأن شعاعًا سماويًا ينير الوادي الأرضي.

الإنجيل للجميع

لكن الشيء الأكثر أهمية في إنجيل لوقا هو أنه إنجيل للجميع. وفيه تم التغلب على كل الحواجز، وظهر يسوع المسيح لجميع الناس بلا استثناء.

أ) ملكوت الله ليس مغلقاً في وجه السامريين (بصلة. 9, 51-56). فقط في لوقا نجد مثل السامري الصالح (10: 30-36). وذلك الأبرص الذي عاد ليشكر يسوع المسيح على شفاءه كان سامريًا (بصلة. 17.11-19). يستشهد يوحنا بقول مفاده أن اليهود لا يعاشرون السامريين (جون. 4.9). لوقا لا يمنع وصول أي شخص إلى الله.

ب) يُظهر لوقا أن يسوع يتحدث بشكل إيجابي عن الأمم الذين يعتبرهم اليهود الأرثوذكس نجسين. ويستشهد فيه يسوع بأرملة صرفة صيدا ونعمان السرياني كمثالين نموذجيين (4: 25-27). يمدح يسوع قائد المئة الروماني على إيمانه العظيم (7: 9). يقتبس لوقا كلمات يسوع العظيمة: "وسيأتون من المشارق والمغارب والشمال والجنوب ويتكئون في ملكوت الله" (13: 29).

ج) لوقا يولي اهتماما كبيرا للفقراء. عندما قدمت مريم ذبيحة عن التطهير، فهي ذبيحة عن الفقراء (2: 24). ذروة الرد على يوحنا المعمدان هي عبارة "الفقراء يبشرون" (7: 29). لوقا وحده هو الذي يعطي مثل الرجل الغني ولعازر المتسول (16: 19-31). وفي الموعظة على الجبل، علَّم يسوع: «طوبى للفقراء بالروح.» (متى 5: 3؛ لوقا 6، 20). يُطلق على إنجيل لوقا أيضًا اسم إنجيل المحرومين. قلب لوقا مع كل إنسان لم تنجح حياته.

د) يصور لوقا يسوع بأفضل صورة على أنه صديق للمنفيين والخطاة. يتحدث فقط عن المرأة التي دهنت قدميه بالطيب، وبللتهما بالدموع، ومسحتهما بشعرها، في بيت سمعان الفريسي (7: 36-50). وعن زكا رئيس العشارين (19: 1-10)؛ عن اللص التائب (23.43)؛ ولوقا وحده هو الذي يورد المثل الخالد الابن الضالو الأب المحب(15.11-32). عندما أرسل يسوع تلاميذه للتبشير، يشير متى إلى أن يسوع قال لهم ألا يذهبوا إلى السامريين أو الأمم (حصيرة. 10.5)؛ لوقا لا يقول شيئا عن هذا. يقتبس مؤلفو الأناجيل الأربعة، الذين يذكرون وعظ يوحنا المعمدان، من يكون. 40: "أعدوا طريق الرب، اصنعوا سبل إلهنا مستقيمة"؛ لكن لوقا وحده هو الذي وصل الاقتباس إلى نهايته المنتصرة: "وكل جسد يرى خلاص الله". يكون. 40,3-5; حصيرة. 3,3; مارس. 1,3; جون 1,23; بصلة. 3.4. 6). ومن بين كتبة الأناجيل، يعلمنا لوقا بشكل أكثر تأكيدًا من غيره أن محبة الله لا حدود لها.

كتاب جميل

عند دراسة إنجيل لوقا، يجب عليك الانتباه إلى هذه الميزات. بطريقة ما، من بين جميع مؤلفي الأناجيل، أود أن أقابل لوقا وأتحدث معه، لأن هذا الطبيب الوثني، الذي شعر بشكل مدهش بمحبة الله اللامتناهية، كان على الأرجح رجلاً ذا روح جميلة. كتب فريدريك فابر عن رحمة الرب اللامحدودة ومحبته غير المفهومة:

رحمة الله لا حدود لها،

مثل محيط لا حدود له.

في العدالة دون تغيير

لقد تم إعطاء طريقة للخروج.

لا يمكنك فهم محبة الرب

لعقولنا الضعيفة

فقط عند قدميه نجد

السلام على القلوب المتعبة.

ويبين إنجيل لوقا بوضوح حقيقة ذلك.

علمنا أن نصلي (لوقا 1:11-4)

ووفقا للعادة السائدة في ذلك الوقت، كان الحاخام يعلم تلاميذه صلاة بسيطة يمكنهم تلاوتها حسب الحاجة. لقد فعل يوحنا هذا بالفعل من أجل تلاميذه، والآن جاء إليه تلاميذ يسوع يطلبون منه أن يعلمهم أيضًا. إليكم نسخة لوقا من الصلاة الربانية. إنها أقصر من نسخة متى، ولكن يمكننا أن نتعلم منها كل ما نحتاج إلى معرفته حول كيفية الصلاة وما يجب أن نصلي من أجله.

1. يبدأ بما يسمى الله أب.كان هذا نداءً مسيحيًا نموذجيًا إلى الله (راجع غال. 4,6; روما. 8,15; 1 حيوان أليف. 1، 17)، إن كلمة الصلاة الأولى تخبرنا أننا لا نتوجه إلى أحد، بل إلى الآب الذي يشبع احتياجات أبنائه بكل سرور.

2. بالعبرية هو كذلك اسميعني أكثر من الاسم المعتاد المستخدم للاتصال بشخص ما. اسمتعني شخصية الإنسان الكاملة في مظهرها الحقيقي. في ملاحظة.يقول 9:11: «العارفون عليك يتكلون. اسمك"هذا يعني أكثر بكثير من أن اسم الله هو يهوه. إنه يعني أن كل من يعرفون شخصية الله وعقله وقلبه سيثقون به بكل سرور.

3. دعونا نلاحظ بشكل خاص ترتيب الصلاة الربانية. قبل أن تطلب أي شيء لنفسك، يجب عليك أن تعلن مجد الله وتعبر عن تقديسك له. فقط بعد أن يُعطى الله مكانه المناسب تصبح الطلبات الأخرى مناسبة.

4. هذه الصلاة تشمل الحياة كلها:

أ) احتياجاتها في الوقت الحاضر.وتشير إلى الصلاة إلى الله من أجل خبزنا اليومي لهذا اليوم. وهذا يعود إلى وصية الله بشأن المن من السماء في الصحراء (السابق. 16.11-21). لا داعي للقلق بشأن المستقبل المجهول، بل بشأن يومنا هذا فقط.

الرحلة الطويلة لن تخيفني،

أنت فقط تبقى معي.

ب) خطيئتها الماضية.عندما نصلي، لا يسعنا إلا أن نطلب المغفرة من الله، فخيرنا ليس إلا خاطئًا يقترب من محضر الله الطاهر.

فيها المحاكمة في المستقبل.تحت إغواءوينبغي أن يكون مفهوما أي اختبار. وهذا لا يشمل فقط تجربة الخطيئة، بل أي موقف يمثل تحديًا وفي نفس الوقت اختبارًا لنضج الشخص وإخلاصه. لا يمكننا الهروب من هذه التجارب، ولكن عندما نكون مع الله، يمكننا أن نصمد أمام هذه التجارب.

لاحظ أحدهم أن الصلاة الربانية لها معنيان مهمان في صلاة الإنسان. فإذا بدأنا الصلاة بها، فإنها توقظ فينا مختلف التطلعات المقدسة، التي تقودنا إلى العبادة الأمينة. إذا قرأناها في نهاية صلاتنا فإننا نلخص فيها كل ما يجب أن نصلي من أجله في حضرة الله.

إسألوا تعطوا (لوقا 5:11-13)

غالبًا ما يكون المسافرون على الطريق في وقت متأخر من المساء، مما يمنحهم الفرصة لتجنب حرارة شمس منتصف النهار. يخبرنا يسوع كيف وصل مسافر متأخر كهذا إلى منزل صديقه حوالي منتصف الليل. لقد كانت الضيافة واجباً مقدساً على كل إنسان في الشرق؛ ولم يكن كافياً مجرد تلبية احتياجاته المباشرة؛ بالنسبة للضيف، يجب أن يكون كل شيء بوفرة. في القرية خبزوا الخبز في المنزل. لقد خبزوا ما يكفي ليوم واحد فقط، لأن الخبز سرعان ما أصبح قديمًا وفي اليوم التالي لم يكن من المرجح أن يرغب أي شخص في تناوله.

تأخر وصول المسافر وضع صاحب المنزل في موقف صعب، لأن صدره كان فارغًا ولم يتمكن من الوفاء بمتطلبات الضيافة المقدسة بشكل صحيح. على الرغم من أن الوقت كان متأخرًا جدًا، إلا أنه ذهب إلى صديق لاستعارة بعض الخبز. لكن باب منزله كان مغلقا. وفي الشرق لا يطرق الإنسان الباب المغلق إلا في حالة الطوارئ. في الصباح فُتح الباب، وظل مفتوحًا طوال اليوم، لأنه لم يكن لدى السكان الكثير ليخفوه، لكن إذا كان الباب مغلقًا، كان من الواضح أن صاحب المنزل لا يريد أن يتم إزعاجه. لكن الرجل الذي وصل إليه الضيف لم يوقفه الباب المغلق. طرق واستمر في الطرق.

كان بيت الفقير في فلسطين عبارة عن غرفة واحدة وشباك واحد صغير. كانت الأرضية من الطوب اللبن ومغطاة بالقصب والقصب الجاف. تم تقسيم الغرفة إلى قسمين، ولكن ليس عن طريق قسم، ولكن عن طريق ارتفاع صغير. كان ثلثا الغرف في الطابق الأرضي، والثلث المتبقي أعلى قليلاً. في هذا الجزء المرتفع، كانت المدفأة مشتعلة طوال الليل، حيث كانت الأسرة بأكملها تنام ليس على أسرة مرتفعة، ولكن على الحصير. كانت العائلات كبيرة وكان الجميع ينامون مستلقين بالقرب من بعضهم البعض، حتى يشعر الجميع بالدفء. إذا نهض وحده، فإنه حتما أيقظ جميع أفراد الأسرة. بالإضافة إلى ذلك، عادة ما يتم جلب الحيوانات إلى المنزل ليلاً في القرية: الدجاج والديكة والماعز.

هل من المستغرب أن الشخص الذي كان في السرير بالفعل لا يريد النهوض؟ وتابع الملتمس بإصرار جريء. هذا هو بالضبط معنى الكلمة اليونانية المستخدمة في النص - ليطرق، حتى أدرك صاحب المنزل أخيرًا أن الأسرة بأكملها الآن استيقظت على أي حال، ونهضت وأعطته ما يحتاج إليه.

قال يسوع: "هذه القصة ستخبركم عن الصلاة". المغزى من هذا المثل هو عدم الصلاة بعناد؛ لا، لا ينبغي لنا أن نطرق باب الله حتى أخيرًا، بعد أن تعب من السؤال، يعطينا ما نريد، أو حتى يضطر إلى الإجابة علينا رغمًا عن إرادته.

كلمة المثل بمعناها الحرفي تعني ضع بجانب شيء ماأي إجراء مقارنة مع شيء ما. إذا وضعنا شيئًا بجانب الآخر من أجل تعليم شخص ما درسًا، بناءً على حقيقة أن شيئين متشابهين مع بعضهما البعض، أو أن لديهما شيئًا مشتركًا مع بعضهما البعض، أو على العكس من ذلك، فإنهما متعارضان لبعضهما البعض. في الواقع، يقول يسوع ما يلي: «إذا كان إصرار الإنسان الوقح يمكن أن يجبر صديقه العنيد وغير الراغب على أن يعطيه كل ما يحتاج إليه، فكم بالحري سيشبع الآب السماوي احتياجات أبنائه!» قال: "إن كنتم، وأنتم أشرار، تعرفون كيف تشبعون احتياجات أولادكم، فكم بالحري يرضيكم الله؟"

لكن هذا لا ينقذنا من الصلاة العاطفية. ففي النهاية، لا يمكننا تأكيد حقيقة وصدق رغباتنا إلا من خلال الاجتهاد والمثابرة في صلواتنا. لكن هذا لا يعني أن ننتزع المواهب التي نحتاجها من يدي الله؛ نحن ببساطة نتوجه إلى الشخص الذي يعرف احتياجاتنا أفضل من أنفسنا، والذي، بقلبه الكريم، يمنحنا بوفرة كل ما نحتاجه. إذا لم نحصل على ما نصلي من أجله، فهذا ليس لأنه يأسف على عطيته، ولكن لأنه يريد أن يمنحنا شيئًا أفضل. لم يكن هناك ولم تكن هناك صلاة تركت دون إجابة. الجواب الذي نحصل عليه قد لا يكون هو الذي توقعناه أو رغبنا فيه؛ ولكن حتى لو رفض الله الصلاة، فإن رفضه تمليه المحبة والحكمة.

القاذف الشرير (لوقا 11: 14-23)

عندما لم يعد أعداء يسوع قادرين على مناقضته بشكل مباشر، لجأوا إلى الافتراء. وأعلنوا أن سلطانه في إخراج الشياطين مبني على اتحاده برئيس الشياطين. لقد نسبوا قوته ليس إلى معونة الله، بل إلى معونة الشيطان. أعطاهم يسوع إجابة مزدوجة ومقنعة.

أولاً، وجه لهم ضربة ماهرة. وكان في تلك الأيام عدد كبير من المذيعين والسحرة في فلسطين. يتتبع يوسيفوس هذا النشاط إلى الملك سليمان. ومن بين قدرات سليمان الحكيم الأخرى معرفة الأعشاب والنباتات الطبية، واخترع صيغًا سحرية مكنت من طرد الشياطين تمامًا حتى لا يعودوا أبدًا؛ ويذكر يوسيفوس أنه رأى بنفسه أساليب سليمان تُطبق بنجاح حتى في أيامه (جوزيفوس الآثار اليهودية 8: 5.2). ويوجه يسوع ضربة ناجحة للمفترين. "إذا،" يقول، "لقد نلت القدرة على إخراج الشياطين لأنني في اتحاد مع رئيس الشياطين، فماذا يمكنك أن تقول عن الآخرين، أحبائك، الذين يخرجون الشياطين أيضًا؟ بإدانتي، أنت لا تحكم إلا على نفسك."

ثانيا، يقدم حجة لا تقبل الجدل. المملكة التي يذهب حرب اهلية، لا يستطيع البقاء. إذا بدأ الأمير الشيطاني بتوجيه سلطته لطرد أتباعه، فإن مملكته ستنتهي قريبًا. فقط شخص أقوى يمكنه هزيمة رجل قوي. "لذلك،" يقول يسوع، "إذا كنت أخرج الشياطين، فهذا لا يثبت أنني في اتفاق مع رئيس الشياطين فحسب، بل على العكس من ذلك، أن حصن الشياطين قد انكسر، وانهزم رجل الشر القوي". "وملكوت الله قادم."

تظهر بعض الحقائق الدائمة من هذا المقطع.

1. الإنسان بطبيعته مستعد للجوء إلى التشهير إذا استنفدت حججه العادية ولم تحقق النتيجة المرجوة. الإنجليزية البارزة رجل دولةفي القرن الماضي، أظهر ويليام جلادستون اهتمامًا كبيرًا بمشكلة التصحيح الأخلاقي للنساء اللاتي سقطن في شوارع لندن. لكن خصومه السياسيين أصروا بشكل خبيث على أن اهتمامه كان بسبب أسباب مختلفة تمامًا أسباب منخفضة. القذف هو أكثر الوسائل قسوة ولاإنسانية، لأنه غالبًا ما يترك وصمة عار على جسد الإنسان؛ ففي نهاية المطاف، الإنسان بطبعه يميل إلى إذلال الآخرين، وليس إلى رفعتهم. لا تظن أننا لسنا مذنبين بهذا. بعد كل شيء، كم مرة نحن على استعداد لتصديق الأسوأ عن شخص ما؟ كم مرة ننسب دوافع وضيعة عمدًا إلى شخص لا نحبه بطريقة ما؟ كم مرة نكرر نحن أنفسنا قصصًا افترائية ودنيئة وندمر سمعة الشخص أثناء تناول كوب من الشاي؟ إن التفكير في هذا الأمر لن يترك لنا مجالًا للرضا عن النفس، بل سيترك لنا الحاجة إلى التأمل.

2. لنذكّر أنفسنا مرة أخرى أن يسوع، كدليل على اقتراب ملكوت الله، أكد على شفاء المرضى وشفاء المرضى. لم يكن هدف يسوع الخلاص فقط دش؛هدفه هو الشفاء التاموالخلاص.

3. يختتم لوقا هذا المقطع بقول يسوع: "من ليس معي فهو عليّ، ومن لا يجمع معي فهو يفرق". لا مكان للحياد في المسيحية. من يتجنب الخير ويتجنبه يساهم تلقائيًا في الشر. إما أن يخترق الشخص الطريق أو يقف في طريق شخص آخر.

خطر النفس الفارغة (لوقا 24:11-28)

إليكم قصة مظلمة ورهيبة عن كيفية إخراج الشيطان من رجل واحد. تجول هذا الشيطان بحثًا عن السلام، لكنه لم يجده. ولذا قرر العودة إلى الإنسان مرة أخرى. لقد وجد روحه نظيفة، مكنسةً ومرتبة، لكنها فارغة. ثم جمع سبعة شياطين آخرين كانوا أقوى منه، واستولوا معًا مرة أخرى على الرجل، الذي أصبح مصيره أسوأ من ذي قبل.

1. يحتوي هذا المثل على حقيقة أساسية: لا ينبغي للنفس البشرية أن تبقى فارغة. لا يكفي مجرد طرد الأفكار الشريرة منها، عادات سيئةونفس طريقة الحياة، ولكن اترك الروح فارغة. الروح الفارغة دائما في خطر. كثيرًا ما وعظ آدم ولش حول هذا الموضوع: "ولا تسكروا بالخمر الذي يسبب الفجور، بل امتلئوا بالروح". (أفسس 5، 18). بدأها بالكلمات: "يجب على الإنسان أن يمتلئ بشيء ما". ولا يكفي مجرد إبعاد الشر، بل يجب أن يأخذ الخير مكانه.

2. ويترتب على ذلك أنه لا يجوز أن يقوم أي دين إلا على المحرمات. لنأخذ مثالا واضحا للغاية: مشكلة مراقبة القيامة لم يتم حلها بعد. في كثير من الأحيان يتحدثون بسخط عما يفعله الناس يوم الأحد، ثم يقدمون قائمة بالأشياء المحظورة يوم الأحد. لكن الشخص الذي توجه إليه كل هذه الخطب قد يتساءل: "حسنًا، ماذا يمكنني أن أفعل؟" وإذا لم نجب على هذا السؤال، فسيكون من الأفضل ألا نخبره بأي شيء على الإطلاق، لأننا بإعطاء قائمة غير كاملة بما لا يجب فعله، فإننا نحكم عليه بالكسل، وهذا بالضبط ما يفعله الشيطان. ينتظر أن يبقيه مشغولاً بعمل رجل عاطل. يتعرض الدين دائمًا لخطر التدهور إلى سلسلة من المحظورات والمحرمات. من الضروري التطهير، ولكن بعد القضاء على الشر، من الضروري تنمية الخير.

3. أفضل طريقةلتجنب الشر هو فعل الخير. أجمل حديقة رأيتها كانت مليئة بالزهور لدرجة أنه لم يكن هناك مكان للأعشاب الضارة؛ يجب أن تزرع الزهور في كل مساحة حرة، ولا يكفي مجرد اقتلاع الأعشاب الضارة. وهذا أكثر أهمية من أي مكان آخر في الحياة الروحية للإنسان. كثيرا ما تزعجنا الأفكار السيئة. إذا اقتصرنا على القول فقط: "لا، لن أفكر في الأمر"، فإننا مع ذلك سنركز بشكل متزايد على هذا الفكر. المخرج من هذا هو التفكير في شيء آخر والنزوح فكرة سيئةالفكر النبيل. لا يمكنك أن تصبح متديناً دون أن تفعلهذه ام تلك؛ ويصبح الإنسان كذلك عندما يملأ حياته بالأفكار والأفعال الكريمة.

في الآيتين 27 و28، يتحدث يسوع بصرامة ولكن بصدق. كانت المرأة التي تصرخ من بين الحشد في حالة من الإثارة العاطفية. وأعادها يسوع إلى الواقع. حالة الدافع الروحي شيء رائع؛ ولكن الأجمل هو الحياة اليومية في طاعة الرب. لا توجد مشاعر رائعة يمكن أن تحل محل الأفعال الكريمة.

مسئولية الامتيازات (لوقا 29:11-32)

طلب اليهود من يسوع أن يفعل شيئًا رائعًا، وبذلك يثبت أنه ممسوح من الله. وبعده بقليل، في عام 45، ظهر ثيوداس في فلسطين، معلنًا نفسه المسيح. وأقنع الشعب بالذهاب معه إلى الأردن، ووعدهم بتقسيم مياه النهر وجعلهم معبرًا جافًا إلى الضفة الأخرى. وغني عن القول أن المياه لم تنقسم، وأن الرومان تعاملوا بسهولة مع التمرد؛ لكن هذا النوع من العلامة بالتحديد هو ما كان اليهود يتوقون إليه، معتقدين أن يسوع بهذه الطريقة يمكن أن يثبت مصداقيته لهم. ولم يرَ اليهود أن أعظم علامة يمكن أن يرسلها الله هي يسوع نفسه.

وكما كان يونان ذات يوم آية الله لأهل نينوى، كذلك كان يسوع الآن آية الله لليهود، لكنهم لم يعرفوه. وفي عهد الملك سليمان تعرفت ملكة سبأ على حكمته وجاءت من بعيد لتتعلم منه؛ عندما وعظ يونان، عرف أهل نينوى صوت الله في صوته، وتاب الجميع. وفي يوم القيامة، ستنهض هذه الأمم وتدين يهود عصر المسيح، لأن اليهود الذين عاشوا في ذلك الوقت كانت لديهم فرص وامتيازات لم تتح لهم ولن يحصلوا عليها مرة أخرى، لكنهم رفضوا قبولها. وستكون إدانة اليهود أشد قسوة لأن امتيازاتهم كانت عظيمة.

ترتبط الامتيازات والمسؤوليات دائمًا ارتباطًا وثيقًا. دعونا نفكر في اثنين من أعظم امتيازاتنا وكيف نستخدمهما.

1. الكتاب المقدس، كلمة الله، متاح لكل واحد منا. و حينئذ لم يكن دائماوهذا ليس كذلك لقد جاء بشكل طبيعي.كان هناك وقت كان فيه التبشير بالكتاب المقدس نفسه باللغات الأصلية يُعاقب عليه بالإعدام. عندما كتب ويكليف إلى أحد العلماء في عام 1350، يطلب منه أن يكرز بالإنجيل لعامة الناس في بلادهم. اللغة الأمفتلقى الجواب التالي: "إنني أعلم جيدًا أنه بموجب ناموس المسيح يجب أن أفي بطلبك، ولكننا مع ذلك قد ابتعدنا الآن عن ناموس المسيح لدرجة أنه إذا استجابت لطلبك، سأهلك؛لكنك قلت حسنًا إن الإنسان يجب أن يعيش لأطول فترة ممكنة." لاحقًا، ذكر فوك أنه في تلك الأيام كان الناس يجلسون ليلًا ويقرأون ويستمعون إلى كلمة الله في كل يوم. اللغة الإنجليزية. "لقد تبرعوا بالكثير من المال لشراء كتاب، وتبرعوا بعربة من القش لشراء بضعة فصول من كتاب سانت جيمس أو سانت بول، مكتوبة باللغة الإنجليزية." أعطى تيندال إنجلترا أول كتاب مقدس مطبوع. لقد فعل ذلك، مع أنه هو نفسه، على حد تعبيره، “كان يعاني من الفقر والنفي والغياب المرير للأصدقاء والجوع والعطش والبرد، والمخاطر الكبيرة والعديد من الصراعات الكبيرة والساخنة”. وفي عام 1536 استشهد شهيداً. وعندما أحرقت السلطات، قبل وقت قصير من وفاته، الكتاب المقدس المطبوع باللغة الإنجليزية، قال: "لقد فعلوا بالضبط ما توقعته منهم؛ ولن أتفاجأ إذا أحرقوني أنا أيضًا".

ليس هناك كتاب أكثر قيمة من الكتاب المقدس. في الوقت الحاضر، هناك خطر جدي من أن يعطيه الناس تعريفًا ساخرًا - كتابًا كلاسيكيًا، أي. كتاب سمع عنه الجميع، لكن لم يقرأه أحد. لقد حصلنا على امتياز الحصول على الكتاب المقدس، وهذا الامتياز يلزمنا، لأننا مسؤولون عن امتيازاتنا.

2. يمكننا أن نخدم الله بالطريقة التي نراها مناسبة. وهذا أيضًا امتياز يكلف حياة البشر. المأساة هي أن الكثير من الناس استخدموا هذا الامتياز لتجنب خدمة الله على الإطلاق. وهذا الحق يلزمنا، لأنه سيتعين علينا أن نجيب عليه.

إذا كان الإنسان مسيحيًا، ولديه كتاب المسيح وكنيسة المسيح، فهو وريث لامتيازات الله؛ وإذا أهملهم أو رفضهم، فهو، مثل اليهود في زمن يسوع، عرضة للإدانة.

القلب القاسي (لوقا 11: 33-36)

ليس من السهل فهم معنى هذا المقطع، ولكن ربما يكون له المعنى التالي. نور الجسد يعتمد على العين؛ فإذا كانت العين سليمة أدرك الإنسان ما يكفي من الضوء، وإذا كانت العين مريضة تحول النور له إلى ظلمة. مشابه ونور الحياة يعتمد على القلب؛إذا كان لدى الإنسان قلب سليم أخلاقيا، فإن حياته كلها تشع بالنور؛ فإذا كان قلبه شريرًا، غرقت حياته كلها في الظلام. ينصحنا يسوع بشدة أن نحافظ على نورنا الداخلي ساطعًا دائمًا.

ولكن لماذا يبهت أو يخفت مصباحنا الداخلي؟ ماذا يمكن أن يحدث لقلبنا؟

1. قلوبنا تستطيع ذلك تصلب.في بعض الأحيان، عندما تضطر أيدينا إلى القيام بشيء غير عادي، نشعر بتهيج الجلد وتبدأ أيدينا بالألم: ولكن إذا كررنا ذلك كثيرًا، يصبح الجلد خشنًا، وبعد ذلك يمكننا أن نفعل دون أي صعوبة ما سبب لنا الألم في السابق . نفس الشيء يحدث مع قلوبنا. عندما نرتكب فعلًا سيئًا لأول مرة، فإننا نفعل ذلك برعشة وخوف، وأحيانًا مع الألم، وتصبح هذه المشاعر أضعف فأضعف، وفي النهاية نرتكبها دون ندم. للخطية قوة رهيبة، فهي تقسي القلوب والأرواح.

إن الخطوة الأولى لكل إنسان نحو الخطيئة تكون مصحوبة دائمًا بصرخة تحذير في قلبه، ولكن إذا كان يخطئ كثيرًا، يأتي الوقت الذي لا تعود فيه الخطيئة تقلقه، ولا ينبض قلبه. ما كان يثير الخوف في الإنسان ذات يوم وما فعله على مضض للغاية أصبح أمرًا معتادًا. ولا نلوم إلا أنفسنا إذا سمحنا لأنفسنا بالوقوع في مثل هذه الحالة.

2. قلوبنا أصبحوا أكثر غباء.يعتاد الإنسان بسهولة على الشر بشكل مأساوي. في بعض الأحيان تتألم قلوبنا في البداية عندما نرى معاناة العالم، ولكن بعد ذلك نعتاد عليها تدريجيًا ونعتبرها أمرًا مفروغًا منه ونتوقف عن القلق بشأنها.

يشعر معظم الناس ويختبرون بشكل مكثف في شبابهم أكثر من مرحلة البلوغ. وهذا ينطبق أيضًا على صلب يسوع المسيح.

روت فلورنس باركلي كيف تم اصطحابها لأول مرة إلى الكنيسة عندما كانت فتاة صغيرة. كانت جمعة عظيمة، وكنا نقرأ قصة الصلب، وكانت قراءة رائعة. وسمعت عن إنكار بطرس وخيانة يهوذا؛ وسمعت عن استجواب بيلاطس البنطي؛ هي رأت تاج من الشوكله ينفخ الجنود. سمعت قرار صلب يسوع ثم سمعت الكلمات الأخيرة الرهيبة: "وصلبوه". ويبدو أن هذا لم يمس أحدا في الكنيسة، لكن فجأة دفنت الفتاة وجهها في ثوب والدتها، وانفجرت في البكاء ورن صوتها في الكنيسة الصامتة: "لماذا فعلوا هذا؟ لماذا فعلوا هذا؟".

هذه هي بالضبط الطريقة التي يجب أن ننظر بها إلى قصة الصلب، ولكننا سمعناها مرات عديدة حتى أننا الآن نفهمها دون أي انفعال. لينقذنا الله من قلب فقد القدرة على الشعور بألم الصلب الذي ذهب إليه من أجلنا.

3. قلوبنا تستطيع ذلك التمرد بنشاط.من الممكن أن بعض الناس يعرفون الطريق الصحيح، ولكنهم يتعمدون اختيار الطريق غير الصالح. قد يشعر الإنسان بيد الرب على كتفه، لكنه يدفعها بعيدًا. يمكن للرجل ذو العينين المفتوحتين أن يختار طريقه إلى أرض بعيدة بينما يدعوه الله ليعود إلى بيته. الله يخارجنا من قلوبنا القاسيه

تكريم الأشياء وإهمال الأساسيات (لوقا 37:11-44)

تفاجأ الفريسي بأن يسوع لم يغسل يديه قبل الأكل. ولم يتم ذلك من أجل النظافة؛ كان غسل اليدين قبل الأكل ذا طبيعة طقسية. وينص القانون على أنه يجب على الشخص أن يغسل يديه بشكل صحيح قبل تناول الطعام، كما يجب غسلهما أيضًا بين الوجبات. كالعادة، تم تصميم كل التفاصيل. ولهذا الغرض كانت هناك أوعية حجرية خاصة بها ماء، لأن الماء العادي قد يكون نجسًا؛ لغسل يديك، كان عليك استخدام كمية من الماء تكفي لقشرة ونصف بيضة. أولاً، تم سكب الماء على اليدين، بدءاً من أطراف الأصابع وحتى الرسغ. ثم يتم غسل الكفين، وفي نفس الوقت يتم فرك الكفين الجانب الخلفياليد الأخرى مشدودة في قبضة. وأخيرًا، تم سكب الماء على اليد مرة أخرى، بدءًا من الرسغ حتى أطراف الأصابع. حتى أكثر انتهاك طفيفوقد اعتبر الفريسيون هذه الطقوس خطيئة. أجاب يسوع أنه لو كان الفريسيون حريصين على طهارة قلوبهم كما يحرصون على طهارة أيديهم، لكانوا أناسًا أفضل.

قام اليهودي الأرثوذكسي بعناية بالواجبات التالية:

أ) أول ثمار الأرض.تم تقديم الثمار الأولى للنباتات الستة التالية - القمح والشعير والكرمة وشجرة التين وشجرة الرمان وشجرة الزيتون وكذلك العسل الأول الذي تم جمعه كذبيحة إلى المعبد.

ب) تيرومو.فبينما كانت باكورة الأرض تُقدم ذبيحة لله، كان التروماه مخصصًا للكهنة لدعمهم. كما كان يؤتى به من أول ثمرة كل نبات، وكان حجمه 1/50 من المحصول كله.

الخامس) العشور.وكان يُدفع العشور مباشرة إلى اللاويين، الذين بدورهم يعطوا عشر ما أخذوه للكهنة. ويشمل هذا العشر عُشر كل ما «يؤكل ويزرع وينبت في الأرض». إن ورع الفريسيين واضح بالفعل من حقيقة أنه حتى الناموس قال أنه لا يجب على المرء أن يدفع العشور من السذاب. ومهما كانت مشاعر القلب وميوله، ومهما أهملوا شرائع العدل والمحبة، فإن الفريسيين لم ينسوا أبدًا دفع العشور.

وكانت المقاعد المميزة في المجمع تقع في المقدمة وتواجه المصلين. وكانت أشرف الأماكن لأبناء الرعية هي الصفوف الأولى، ومع توغلهم في القاعة، تضاءل شرفهم. تعتمد ميزة المقاعد على عدد الأشخاص الذين يمكنهم رؤيتها!

كلما أظهر الشعب الفريسيين احترامًا أكبر في تحياتهم في الشوارع، كلما زادت المتعة التي كانوا يشعرون بها.

إن معنى الآية 44 واضح عندما نتأمل في ما يلي: "من مس في الحقل قتيلاً بالسيف أو ميتًا أو عظم إنسان أو قبرًا، يكون نجسا سبعة أيام". (رقم. 19.16). أن تكون نجسا يعني استبعادك من كل عبادة. ولكن يمكن لأي شخص أن يلمس القبر دون أن يلاحظ ذلك. ولكن هذا لا يهم: لمسة واحدة تجعل الإنسان نجسا. قال يسوع أن الفريسيين كانوا مثل نفس القبور المجهولة. على الرغم من أن الناس لم يعرفوا ذلك، إلا أن التواصل مع الفريسيين لم يجلب لهم سوى الأذى. غير مدرك تمامًا لذلك، أصبح الشخص الذي اتصل بهم متورطًا في الشر. قد لا يشك الناس في الشر على الإطلاق، لكنه انتشر، لأنه من الواضح أنهم أصيبوا بأفكار خاطئة عن الله ومتطلباته.

هناك انحرافان ملحوظان بشكل خاص فيما يتعلق بالفريسيين، وقد أدانهم يسوع بسببهما.

1. ركزوا اهتمامهم على الخارج. وطالما تم أداء جميع الطقوس الدينية الخارجية، كانوا راضين. قد تكون قلوبهم سوداء كالجحيم؛ ربما كانت الرحمة وحتى الشعور بالعدالة غريبة تمامًا عنهم؛ ولكن طالما كانوا يؤدون طقوسًا معينة في أوقات معينة، فقد اعتبروا أنفسهم أشخاصًا مستحقين في نظر الله.

يمكن لأي شخص أن يحضر الكنيسة بانتظام، ويدرس الكتاب المقدس بجد، ويعطي بسخاء احتياجات الكنيسة؛ ولكن إذا كان لديه أفكار كبرياء وازدراء في قلبه، وإذا كان يفتقر إلى الرحمة في علاقاته اليومية تجاه جاره، أو إذا كان غير عادل مع مرؤوسيه، أو كان غير أمين في عمله، فهو ليس مسيحيًا. لا يمكن لأحد أن يكون مسيحياً إذا كان يراقب فقط المعايير الخارجيةالدين، لكنه ينسى العلاقات الطبيعية بين الناس.

2. ركز الفريسيون انتباههم على التفاصيل.بالمقارنة مع الحب واللطف، فإن العدالة والكرم، فإن غسل اليدين ودفع العشور بدقة ليست سوى تفاصيل غير ذات أهمية. كم مرة تهتم محاكم الكنيسة والمؤمنون بالمشاكل الصغيرة المتعلقة بقيادة الكنيسة وإدارتها، بل وحتى الشجار والشجار فيما بينهم، ولكنهم ينسون المشاكل الكبيرة للحياة المسيحية الحقيقية.

خطية الناموسيين (لوقا 45:11-54)

يوجه يسوع ثلاث اتهامات ضد الكتبة.

1. كخبراء في القانون، فرضوا على الناس العديد من قواعد قانون الطقوس غير المريحة للغاية؛ لكنهم هم أنفسهم لم يلتزموا بهم، لأنهم كانوا أسياد المراوغة والتهرب. وهنا بعض من هذه التهرب.

كانت رحلة السبت لليهودي محددة بموجب القانون بمسافة 2000 ذراع (915 مترًا) من منزله. ولكن إذا تم تمديد حبل عبر الطريق، فإن نهاية الشارع هذه أصبحت منزله ويمكنه المشي مسافة 915 مترًا أخرى؛ فإذا ترك طعاماً في أي مكان يوم الجمعة يكفي لإشباعه مرتين، فإن هذا المكان يعتبر أيضاً بيته، ويمكنه المشي منه مسافة 915 متراً أخرى!

وبالإضافة إلى الأعمال الأخرى، فقد نهى عن عقد العقد في السبت: عقد البحارة، وعقد الجمال، وعقد الحبال. لكن يمكن للمرأة أن تربط حزامها؛ لذلك، إذا كان لا بد من سحب دلو من الماء من البئر، فلا يمكن ربط حبل بالدلو، بل يمكن ربطه بحزام، وبالتالي يمكن سحب دلو الماء من البئر!

كما حرم حمل الأثقال، لكن الشريعة نصت على: "من حمل شيئا في يمينه أو في شماله أو في حضنه أو على كتفيه فهو مذنب، ومن حمل شيئا على ظهره". الكف، على الساق، في الفم، على المرفق، على الأذن، على الشعر، أو في كيس مقلوب، بين الكيس والقميص، في طية القميص، في الحذاء أو في الصنادل - لا يخالف القانون، لأنه لا يرتديه بالطريقة المعتادة".

من الصعب حتى أن نتخيل كيف يمكن للناس أن يفكروا في حقيقة أن الله يمكن أن يضع مثل هذا القانون لشخص ما، وأن تطوير تفاصيل مثل هذا القانون يمكن أن يكون مسألة خدمة دينية، ويمكن أن يكون مراعاته مسألة حياة أو موت. . ولكن هذا هو بالضبط ما يتألف منه دين الكتبة. فلا عجب إذًا أن يهاجم يسوع الكتبة في كلمته، فيدعوه بدورهم بالهرطوقي غير المؤمن.

2. كان موقف الكتبة تجاه الأنبياء متناقضًا. أعلنوا تقديسًا عميقًا للأنبياء. لكنهم كانوا يبجلون فقط الأنبياء الموتى. لقد حاولوا قتل الأحياء. لقد أقاموا المقابر والآثار للأنبياء الموتى، لكنهم أهانوا الأحياء واضطهدوهم وقتلوهم.

قال إشعياء: "لا أستطيع تحمل القمر الجديد وأيام السبت وتجمعات الأعياد". قال ميخا: «أيها الإنسان، قد قيل لك ما هو صالح وما يطلبه الرب منك: أن تصنع الحق، وتحب الرحمة، وتسلك متواضعًا مع إلهك». (ميكروفون 6، 8). كان هذا هو جوهر تعليم الأنبياء؛ وكان العكس المباشر لتعليم الكتبة. ليس من المستغرب إذن أن الكتبة، من خلال تأليه التفاصيل الخارجية التي طوروها، كرهوا الأنبياء، ويسوع علم أيضًا على طول خط الأنبياء. تم وصف مقتل النبي زكريا في 2 بخار. 24,20.21.

3. أخفى الكتبة الكتب المقدسة عن الشعب. وكانت تفسيراتهم للكتاب المقدس غريبة جدًا إلى الرجل العاديوكان من الصعب أن يفهم فيها أي شيء، ولذلك أصبحت بالنسبة له كتاب ألغاز. وفي ضلالهم، رفضوا رؤية المعنى الحقيقي للكتاب المقدس ولم يسمحوا للآخرين بدراسته. وفي أيدي الكتبة، أصبحت أيضًا لغزًا غير مفهوم للإنسان العادي.

نفس الشيء يحدث اليوم. وهناك أيضًا من يطالب الآخرين بالامتثال لمعايير الحياة والسلوك التي لا يفكرون هم أنفسهم في تحقيقها. وبالنسبة للكثيرين، فإن الدين كله يتكون فقط من مراعاة القواعد الخارجية. في أيامنا هذه، يوجد أيضًا أولئك الذين يجعلون كلمة الله صعبة الفهم لدرجة أن العقل الباحث في حيرة ولا يعرف ما يؤمن به ولمن يستمع.

تعليق (مقدمة) لسفر لوقا بأكمله

تعليقات على الفصل 11

"أجمل كتاب في الوجود."(إرنست رينان)

مقدمة

I. موقف خاص في القانون

إن أجمل كتاب في الوجود يحظى بإشادة كبيرة، خاصة من المتشككين. ومع ذلك، هذا هو بالضبط التقييم الذي قدمه الناقد الفرنسي رينان لإنجيل لوقا. وماذا يمكن للمؤمن المتعاطف، الذي يقرأ التحفة الملهمة لهذا الإنجيلي، أن يعترض على هذه الكلمات؟ ربما يكون لوقا هو الكاتب الوثني الوحيد الذي اختاره الله لتسجيل كتابه المقدس، وهذا يفسر جزئيًا جاذبيته الخاصة لورثة الثقافة اليونانية الرومانية في الغرب.

في الشعور الروحيسنصبح أكثر فقرًا في تقديرنا للرب يسوع وخدمته لولا التعبير الفريد الذي استخدمه لوقا الطبيب.

ويؤكد اهتمام ربنا الخاص به فرادىوحتى للفقراء والمنبوذين، محبته وخلاصه يقدمه لكل الناس، وليس لليهود فقط. يركز لوقا أيضًا بشكل خاص على التمجيد (حيث يقدم أمثلة على الترانيم المسيحية المبكرة في الإصحاحين الأول والثاني)، والصلاة، والروح القدس.

لوقا من أنطاكية وهو طبيب حسب المهنة. لفترة طويلةكان رفيقًا لبولس، وتحدث كثيرًا مع الرسل الآخرين، وترك لنا في كتابين نماذج من دواء النفوس الذي تلقاه منهم.

الأدلة الخارجيةيتوافق يوسابيوس في كتابه "تاريخ الكنيسة" حول مؤلف الإنجيل الثالث مع التقليد المسيحي المبكر العام.

يقتبس إيريناوس على نطاق واسع من الإنجيل الثالث على أنه من لوقا.

تشمل الأدلة المبكرة الأخرى التي تدعم تأليف لوقا يوستينوس الشهيد، وهيجيسيبوس، وكليمندس الإسكندري، وترتوليانوس. في طبعة مرقيون المختصرة والمتحيزة للغاية، يعتبر إنجيل لوقا هو الإنجيل الوحيد الذي قبله هذا المهرطق الشهير. يُطلق قانون موراتوري المجزأ على الإنجيل الثالث اسم "لوقا".

لوقا هو المبشر الوحيد الذي كتب تكملة لإنجيله، ومن هذا الكتاب، أعمال الرسل، يمكن رؤية تأليف لوقا بشكل واضح. فقرات "نحن" في أعمال الرسل هي وصف للأحداث التي كان الكاتب متورطًا فيها شخصيًا (16: 10؛ 20: 5-6؛ 21: 15؛ 27: 1؛ 28: 16؛ راجع 2 تيموثاوس 20: 11). 4، أحد عشر). بعد مرور الجميع، يمكن التعرف على Luka فقط كمشارك في كل هذه الأحداث. ومن الإهداء إلى ثاوفيلس وأسلوب الكتابة، يتضح تمامًا أن إنجيل لوقا وأعمال الرسل ينتميان إلى قلم المؤلف نفسه.

يدعو بولس لوقا "الطبيب الحبيب" ويتحدث عنه على وجه التحديد، دون أن يخلط بينه وبين المسيحيين اليهود (كولوسي ٤: ١٤)، مما يشير إليه باعتباره الكاتب الوثني الوحيد في العهد الجديد. إن إنجيل لوقا وأعمال الرسل أكبر حجمًا من جميع رسائل بولس مجتمعة.

الأدلة الداخليةتعزيز - يقوي وثائق خارجيةو تقاليد الكنيسة. المفردات (غالبًا ما تكون أكثر دقة في المصطلحات الطبيةمن كتاب العهد الجديد الآخرين)، جنبا إلى جنب مع النمط الأدبياللغة اليونانية، تؤكد تأليف طبيب مسيحي مثقف من الوثنيين، وهو أيضًا على دراية جيدة باليهودية السمات المميزة. إن حب لوقا للتواريخ والبحث الدقيق (على سبيل المثال 1: 1-4؛ 3: 1) يضعه بين أوائل مؤرخي الكنيسة.

ثالثا. وقت الكتابة

التاريخ الأكثر احتمالا لكتابة الإنجيل هو بداية الستينيات من القرن الأول. ولا يزال البعض يعزوها إلى 75-85. (أو حتى بحلول القرن الثاني)، والذي كان سببه الإنكار الجزئي على الأقل لإمكانية أن يتنبأ المسيح بدقة بدمار أورشليم. لقد دمرت المدينة عام 70م، لذا لا بد أن نبوة الرب قد كتبت قبل ذلك التاريخ.

وبما أن الجميع تقريباً متفقون على أن إنجيل لوقا يجب أن يسبق كتابة سفر أعمال الرسل، وأن سفر الأعمال ينتهي بوصول بولس إلى روما حوالي عام 63 م، فإن التاريخ الأسبق يبدو صحيحاً. الحريق الكبير في روما والاضطهاد اللاحق للمسيحيين، الذين أعلن نيرون أنهم الجناة (64 م)، واستشهاد بطرس وبولس لم يكن من الممكن أن يتجاهلهما مؤرخ الكنيسة الأول إذا كانت هذه الأحداث قد حدثت بالفعل. ولذلك، فإن التاريخ الأكثر وضوحا هو 61-62. إعلان

رابعا. الغرض من الكتابة والموضوع

كان اليونانيون يبحثون عن شخص يتمتع بالكمال الإلهي وفي نفس الوقت يجمع بين أفضل سمات الرجل والمرأة، ولكن دون عيوبهما. هكذا يمثل لوقا المسيح ابن الإنسان: قويًا وفي نفس الوقت مملوءًا رأفة. ويؤكد على طبيعته البشرية.

على سبيل المثال، هنا، أكثر من الأناجيل الأخرى، يتم التأكيد على حياة صلاته. كثيرا ما يتم ذكر مشاعر التعاطف والرحمة.

ولعل هذا هو السبب الذي يجعل النساء والأطفال يحتلون مثل هذا المكانة الخاصة هنا. يُعرف إنجيل لوقا أيضًا بالإنجيل التبشيري.

هذا الإنجيل موجه إلى الأمم، ويُقدم الرب يسوع كمخلص العالم. وأخيرًا، هذا الإنجيل هو دليل للتلمذة. نحن نتتبع طريق التلمذة في حياة ربنا ونسمعها بالتفصيل وهو يرشد أتباعه. على وجه الخصوص، هذه هي الميزة التي سنتتبعها في عرضنا التقديمي. في حياة الرجل المثالي سنجد العناصر التي تخلق حياة مثالية لجميع الناس. وفي كلماته التي لا مثيل لها نجد طريق الصليب الذي يدعونا إليه.

عندما نبدأ بدراسة إنجيل لوقا، دعونا نستمع إلى دعوة المخلص، ونترك كل شيء ونتبعه. الطاعة هي أداة المعرفة الروحية. سيصبح معنى الكتاب المقدس أكثر وضوحًا وعزيزًا علينا عندما نتعمق في الأحداث الموصوفة هنا.

يخطط

I. المقدمة: غرض لوقا وطريقته (١: ١-٤)

ثانيا. مجيء ابن الإنسان ونبوءته (1.5 - 2.52)

ثالثا. إعداد ابن الإنسان للخدمة (3.1 - 4.30)

رابعا. ابن الإنسان يثبت قدرته (4.31 - 5.26)

خامسًا: ابن الإنسان يشرح خدمته (5: 27 - 6: 49)

السادس. ابن الإنسان يوسع خدمته (7.1 - 9.50)

سابعا. تزايد المقاومة لابن الإنسان (9.51 - 11.54)

ثامنا. التعليم والشفاء في الطريق إلى القدس (الفصل 12 - 16)

تاسعا. ابن الإنسان يرشد تلاميذه (17: 1 - 19: 27)

عاشراً: ابن الإنسان في أورشليم (28:19 - 38:21)

الحادي عشر. آلام ابن الإنسان وموته (22 – 23)

الثاني عشر. انتصار ابن الإنسان (الفصل 24)

ز. صلاة التلاميذ (١١، ١-٤)

بين الإصحاحات 10 و11 هناك فاصل زمني موصوف في يوحنا (9: 1 - 10: 21).

11,1 هذه إشارة أخرى من إشارات لوقا المتكررة إلى حياة صلاة الرب. وهو يتوافق مع غرض لوقا المتمثل في تقديم المسيح على أنه ابن الإنسان، المعتمد دائمًا على الله أبيه. شعر التلاميذ أن الصلاة حقيقية وحيوية قوة مهمةفي حياة يسوع. وعندما سمعوا صلاته، ألهمهم أن يصلوا بنفس الطريقة. لهذا أحد تلاميذهسأل الرب مُدَرّسهُم يصلي.ولم يقل: علمونا، كيفالدعاء"، ولكن:" علمونا الصلاة."وأيًا كان الأمر، فإن الطلب يتضمن بالطبع إجراءً وطريقة.

11,2 إن مثال الصلاة التي قدمها لهم الرب يسوع في هذا الوقت يختلف بعض الشيء عن ما يسمى بالصلاة الربانية في إنجيل متى. هذه الاختلافات لها غرض ومعنى. لا شيء منهم عرضي.

أولاً، علم الرب تلاميذه أن يلجأوا إلى الله "والدنا!"

لم تكن مثل هذه العلاقات العائلية الوثيقة معروفة لدى مؤمني العهد القديم. وهذا يعني ببساطة أنه من الآن فصاعدا يجب على المؤمنين أن يتحدثوا إلى الله باعتباره سماويا محبا أب.وبعد ذلك، تعلمنا أن نصلي من أجل الله كان الاسم مقدسا.وهذا يعبر عن رغبة قلب المؤمن في توجه الخشوع والتمجيد والعبادة لله.

يسأل "ليأت ملكوتك"ونصلي لكي يأتي اليوم قريبًا عندما يُسقط الله القوى المعادية، ويسود في شخص المسيح على الجميع أرض،متى سيكون في الأرض كما في السماء.

11,3 من خلال طلب ملكوت الله وبره أولاً، يتعلم العابد أن ينقل احتياجاته ورغباته. وهذا يعكس الحاجة المستمرة للطعام، الجسدي والروحي. يجب أن نعيش في اعتماد يومي عليه، ونعترف به كمصدر لكل الأشياء الجيدة.

11,4 ما يلي هو صلاة الاستغفار. خطايابناءً على حقيقة أننا أظهرنا روح الغفران لقريبنا. ومن الواضح أن هذا لا يشير إلى المغفرة من عقوبة الخطية. يعتمد هذا الغفران على ما أنجزه المسيح على الجلجثة ولا يقبله إلا الإيمان. نحن هنا نتعامل مع غفران الوالدين أو الحكومة. إذا غفرنا للآخرين، فإن الله يعاملنا مثل الأطفال. إذا اكتشف روح البرودة وعدم الغفران في قلوبنا، فسوف يؤدبنا حتى نتواضع ونعود إلى الشركة معه. هذا النوع من الغفران يتعلق بالشركة، وليس بالعلاقة مع الله.

دعاء "ولا تدخلنا في فتنة"من الصعب بالنسبة لبعض الناس. نحن نعلم أن الله لا يجرب أحداً على الخطيئة.

ومع ذلك، فهو يسمح لنا أن نختبر الصعوبات والاختبارات في حياتنا التي تهدف إلى خيرنا. النقطة الواضحة هنا هي أنه يجب علينا أن نكون يقظين دائمًا، لأننا عرضة للضياع والسقوط في الخطية. يجب علينا أن نطلب من الرب أن يحفظنا من الخطيئة، حتى ولو أردنا أن نرتكبها بأنفسنا. يجب أن نصلي لكي لا تتطابق أبدًا إمكانية الخطيئة والرغبة في ارتكاب الخطايا. تعبر هذه الصلاة عن شكوك صحية في قدراتنا على مقاومة الإغراء. وتنتهي الصلاة بالطلب نجنا من الشرير.(يقدم لوقا النسخة الأكثر اختصارًا للصلاة الربانية، وربما لم يتم إعادة صياغتها كلمة بكلمة.)

ح. مثلان في الصلاة (٥:١١-١٣)

11,5-8 واستمرارًا لموضوع الصلاة، أعطى الرب مثالًا مصممًا لإظهار أن الله يرغب في سماع طلبات أبنائه والإجابة عليها. هذه القصة تتحدث عن رجل في منتصف الليلوصل ضيف. لسوء الحظ، لم يكن لديه ما يكفي من الطعام في متناول اليد. فذهب إلى جاره وطرق باب منزله وطلب منه قرضاً. ثلاثة أرغفة.في البداية كان الجار منزعجًا من انقطاع نومه ولم يكلف نفسه عناء النهوض من السرير. ومع ذلك، عند سماعه للطرق المستمر والمكالمات العالية للمالك المعني، نهض أخيرًا و أعطه،كم سأل.

يجب أن نكون حذرين في تطبيق هذا المثال لتجنب بعض الاستنتاجات. هذا المثال لا يعني أن الله منزعج من طلباتنا المستمرة. ولا يترتب على ذلك أن الطريقة الوحيدة للحصول على إجابة دعائك هي المثابرة.

يعلمنا هذا المقطع أنه إذا كان الشخص مستعدًا لمساعدة صديق بسبب إصراره، فالله أكثر من ذلك بكثير أكثريريد أن يسمع صراخ أبنائه.

11,9 التعليمات هنا هي أنه لا ينبغي لنا أن نشعر بالضجر أو الإحباط في حياة صلاتنا. "استمر في السؤال...استمر في البحث...استمر في الطرق..." (في اليونانية، الفعل المضارع هو فعل أمرينقل العمل المستمر.) أحيانًا يستجيب الله للصلاة بعد طلبنا الأول.

ولكن هناك أوقات لا يستجيب فيها إلا بعد طلبات طويلة. الله يجيب الدعاء:

أحياناً عندما تكون قلوبنا ضعيفة،
انه يعطي بالضبط تلك الهدايا
وهو ما يحتاج إليه المؤمنون؛
ولكن في كثير من الأحيان يجب أن نتعلم إيماننا
درس أكثر خطورة
وتعلم أن تثق في صمت الله،
عندما لا يقول شيئًا؛
ومن اسمه الحب
سوف نرسل كل خير.
قد تخرج النجوم
تنهار الجدران الحجرية،
ولكن الله أمين.
وعوده مؤكدة.
(هو قوتنا.- إم جي بي)

يعلمنا هذا المثل بوضوح عن الدرجة المتزايدة من المثابرة - اسأل، ابحث، اطرق.

11,10 وهذه الآية تعلم ذلك كل من يسأل يأخذ، وكل من يطلب يجدلكل ومن يقرع يفتح لهباب. هنا يُعطى لنا الوعد بأنه عندما نصلي، فإن الله سيعطينا دائمًا ما نطلبه أو حتى شيئًا أفضل. الجواب "لا" يعني: أنه يعلم أن طلبنا لن يكون خيراً لنا؛ وفي هذه الحالة يكون رفضه أفضل من طلبنا.

11,11-12 تقول أن الله لن يخدعنا أبدًا بالعطاء حجر،عندما نطلب خبزوفي تلك الأيام، كان الخبز يصنع على شكل كعكة مستديرة مسطحة تشبه الحجر. لن يضحك الله علينا أبدًا بإعطائنا شيئًا غير صالح للأكل عندما نطلب الطعام. إذا طلبنا سمكة،لن يعطينا ثعبانأي شيء يمكن أن يدمرنا. وإذا طلبنا ذلك بيضة،لن يعطينا العقرب،أي شيء يمكن أن يسبب ألمًا مبرّحًا.

11,13 الأب الأرضي لا يعطي عطايا شريرة. على الرغم من أن له طبيعة خاطئة، إلا أنه يعرف كيف يقدم هدايا جيدة للأطفالخاصة بك. علاوة على ذلك، فإن الآب السماوي سيعطي الروح القدس للذين يسألونه.يقول جي جي بيليت، "من المهم أن العطية التي حددها على أنها أعظم احتياجنا، والتي يرغب بشدة في أن يمنحنا إياها، هي الروح القدس." عندما تكلم يسوع بهذه الكلمات، لم يكن الروح القدس قد أُعطي بعد (يوحنا 7: 39). ولا ينبغي لنا الآن أن نصلي لكي يكون الروح القدس معنا دانكشخص يسكن فينا بشكل دائم، لأنه يأتي ويسكن فينا وقت اهتدائنا (رومية 9:8؛ أفسس 13:1-14).

ومع ذلك، سيكون من المناسب والضروري بالتأكيد أن نصلي من أجل الروح القدس بطريقة مختلفة قليلاً. يجب أن نصلي لكي نتعلم من الروح القدس، وأن يقودنا الروح، وأن تفيض علينا قوته في كل خدمتنا للمسيح. من الممكن تمامًا أنه عندما علم يسوع تلاميذه أن يطلبوا ذلك الروح القدسوأشار إلى قوةالروح القدس، ويسمح لهم أن يعيشوا حياة التلمذة التي علمهم عنها في الإصحاحات السابقة. بحلول هذا الوقت ربما أدركوا مدى عدم قدرتهم على مواجهة تحديات التلمذة بقوتهم الخاصة.

وهو بالفعل كذلك. الروح القدس- هذه هي القوة التي تمنح الإنسان القدرة على أن يعيش حياة مسيحية. لذلك يمثل يسوع الله على أنه حريص على إعطاء مثل هذه القوة لأولئك الذين يطلبون.

في الأصل اليوناني في v. 13 عبارة "الروح القدس" لا تسبقها أداة التعريف. ويشير البروفيسور ه.ب.سويت إلى أن مثل هذه المادة عندما تكون موجودة فهي تشير إلى الشخص نفسه، وعندما تغيب المادة فهي إشارة إلى مواهبه وعمله فينا. لذلك، في هذا المقطع لا يتعلق الأمر بالصلاة كثيرًا شخصياتالروح القدس، كم عن خدمته في حياتنا. تم الكشف عن هذا أيضًا من خلال مقطع موازٍ في متى. 7: 11 تقول: "... فكم بالحري أبوكم الذي في السموات يعطي." فوائدالذين يسألونه."

1. يسوع يرد على منتقديه (11: 14-26)

11,14-16 بعد أن أخرج الشيطان،الذي كان أخرس، أثار يسوع ضجة كبيرة بين الناس. بينما تفاجأ البعضوآخرون تمردوا علانية على الرب. اتخذت المقاومة شكلين رئيسيين. بعضاتهمه بأنه يُخرج الشياطين بقوة بعلزبول رئيس الشياطين.

أ آخرلقد طلبوا منه أن يريهم آية من السماء؛وربما ظنوا أن هذا قد يبرئ التهمة الموجهة إليه.

11,17-18 الرد على التهمة بأنه أخرج الشياطين لأنه كان مسكوناً ببعلزبول موجود في الآية. 17-26. تم الرد على طلب الإشارة في v. 29. أولاً، ذكّرهم الرب يسوع بذلك وكل مملكة منقسمة على ذاتها،سوف ينهار و البيت المنقسم على نفسه يسقط.إذا كان هو أداة الشيطان لإخراج الشياطين، إذن الشيطانيحارب ضد أتباعه. ومن المضحك أن نعتقد أن الشيطان سيقاوم نفسه ويعوق أهدافه.

11,19 ثم ذكّر الرب منتقديه بأن مواطنيهم كانوا يخرجون الأرواح الشريرة في نفس الوقت. إذا فعل ذلك بقوة الشيطان، فهذا يعني بالضرورة أنهم يجب أن يفعلوا ذلك بنفس القوة. واليهود بالطبع لن يعترفوا بذلك أبداً. ولكن كيف يمكنهم إنكار قوة الحجج؟ إن القدرة على إخراج الشياطين جاءت إما من الله أو من الشيطان. إما هذا أو ذاك؛ كلاهما لا يمكن أن يكونا في نفس الوقت. إذا كان يسوع يعمل بقوة الشيطان، فإن اليهود الذين كانوا يخرجون الشياطين كانوا يعتمدون على نفس القوة. وإدانته كانت بمثابة إدانة لهم أيضًا.

11,20 التفسير الحقيقي هو: يسوع أخرج الشياطين بإصبع الله.ماذا كان يقصد عندما قال "بإصبع الله"؟وفي إنجيل متى (12: 28) نقرأ ما يلي: "إن كنت أنا أخرج الشياطين بروح الله، فقد أقبل عليكم ملكوت الله". ومن هذا يمكننا أن نستنتج ذلك اصبع الله- نفس روح الله. وحقيقة أن يسوع أخرج الشياطين بروح الله تشير بوضوح إلى ذلك لقد وصل ملكوت اللهالناس من هذا الجيل. وجاء الملكوت في شخص الملك نفسه. إن حقيقة أن الرب يسوع كان بينهم يصنع مثل هذه المعجزات كانت دليلاً حاسماً على ظهور حاكم ممسوح من الله على مسرح التاريخ.

11,21-22 حتى الآن، كان الشيطان "قوي بالسلاح"الذي كان له السيطرة بلا منازع على ممتلكاته. كان الأشخاص الذين تمتلكهم الشياطين مقيدين بإحكام، ولم يتحدى أحد سلطته. ممتلكاتهكان في أمان،أي أنه لم يكن لأحد سلطة تحدي سلطته. كان الرب يسوع أقوىالشيطان, هاجموه، وهزموه،أخذ كل الأسلحة لهومقسمة مسروقة منه.

وحتى منتقدو يسوع لم ينفوا أنه أخرج الأرواح الشريرة. وهذا لا يعني سوى هزيمة الشيطان وإطلاق سراح ضحاياه. وهذا هو جوهر هذه الآيات.

11,23 وأضاف يسوع كذلك أن الجميع من ليس معهنيم، هذا واحد ضدهو، و الذي لا يجمع مننيم، هذا واحد النفايات.وقال أحدهم: "الرجل إما في الطريق أو في الطريق". وقد سبق أن ذكرنا التناقض الظاهر بين هذه الآية و 9:50. فإذا كان الأمر هو شخص المسيح وعمله، فالحياد مستحيل. ومن ليس مع المسيح فهو ضده. ولكن إذا كنا نتحدث عن الخدمة المسيحية، فإن الأشخاص الذين ليسوا ضد عبيد المسيح سيكونون لهم. تتناول الآية الأولى مسألة الخلاص؛ وفي الثانية مسألة الخدمة.

11,24-26 يبدو أن الرب يحول موضوع المحادثة إلى منتقديه. واتهموه بأنه ممسوس بالشيطان. كما أنه يقارن شعب إسرائيل بالرجل الذي شفي مؤقتًا من الحيازة. لقد كان حقا في تاريخهم. قبل السبي، كان شعب إسرائيل مسكوناً بشيطان عبادة الأوثان.

لكن السبي أنقذ اليهود من هذا الشر روح،ومنذ ذلك الوقت فصاعدًا لم ينغمسوا أبدًا في عبادة الأوثان. وجدوا منزلهم اجتاحت ورتبتلكنهم رفضوا دعوة الرب يسوع إليه بصفته المالك. ولذلك تنبأ بذلك في اليوم الآتي روح نجسسوف يأخذ معه وسبعة أرواح أخرى أشر منهاهم سيدخلإلى المنزل وسوف عش هناك.يشير هذا إلى الشكل الرهيب لعبادة الأوثان التي ستتخذها الأمة اليهودية أثناء الضيقة العظيمة؛ إنهم يعترفون بأن ضد المسيح هو الله (يوحنا 5: 43)، وستكون عقوبة هذه الخطية أعظم مما اختبره الناس من قبل.

على الرغم من أن هذا المثال يتعلق بالتاريخ في المقام الأول الناسإسرائيليًا، يشير أيضًا إلى عدم كفاية التوبة البسيطة أو التحول في الحياة متفرقشخص. لا يكفي مجرد قلب صفحة فارغة. عليك أن تقبل الرب يسوع المسيح في قلبك وحياتك. وبخلاف ذلك، يصبح المرء عرضة لدخول أشكال أكثر شرًا من الخطية من أي وقت مضى.

ك. أكثر مباركة من مريم (١١: ٢٧-٢٨).

خرجت امرأة معينة منبيئة الحشد الناسلتمجيد يسوع بالكلمات: "طوبى للبطن الذي حملك والثديين اللذين أرضعاك!"جواب ربنا هو قيمة عظيمة. ولم ينكر أن مريم أمه مباركة، بل قال إن هناك ما هو أكثر من هذا: أكثر أكثرمهم اسمع كلمة الله واحفظها.وبعبارة أخرى، فإن مريم مباركة بالإيمان بالمسيح واتباعه أكثر من مجرد كونها أمه. العلاقات الجسدية ليست بنفس أهمية العلاقات الروحية. وينبغي أن يكون هذا كافيا لإسكات أولئك الذين يجعلون من مريم موضوعا للتبجيل.

ل. آية يونان [١١: ٢٩-٣٢]

11,29 في الآية 16، جرب البعض الرب يسوع طالبين منه علاماتمن السماء. والآن يجيب على هذا الطلب بقوله أنه يأتي من هذا من النوع الشرير.تتعلق كلماته في المقام الأول بجيل اليهود الذين يعيشون في ذلك الوقت. وأكرمهم ابن الله بحضوره. لقد سمعوا كلامه وشهدوا معجزاته. ومع ذلك، فإن هذا لم يكن كافيا بالنسبة لهم. والآن كانوا يعلنون أنهم لو رأوا آية عظيمة خارقة للطبيعة في السماء، لأمنوا به. وكان جواب الرب أنه لا يوجد لن يتم إعطاء العلامةهم، باستثناء آية يونان النبي.

11,30 وأشار إلى قيامته من بين الأموات. مشابه ل و هينجا من أعماق البحر بعد أن أمضى ثلاثة أيام وثلاث ليال في بطن الحوت، فيقوم الرب يسوع من بين الأموات بعد أن أمضى ثلاثة أيام وثلاث ليال في القبر. بمعنى آخر، المعجزة الأخيرة والأخيرة في خدمة ارضيةالرب يسوع سيكون قيامته. وكان يونان علامة لالمقيمين نينوى.وعندما ذهب للتبشير في هذه المدينة الوثنية، ذهب إلى هناك كرجل قام من بين الأموات، مجازيًا.

11,31-32 ملكة الجنوب,سافرت ملكة سبأ الوثنية مسافة طويلة إلى استمع لحكمة سليمان.ولم تر معجزة واحدة. ولو كان لها امتياز العيش في أيام الرب، فكم كانت ستستقبله بسهولة! لهذا السبب هي سوف يرتفع للحكمضد هؤلاء الأشرار الذين حظوا بامتياز رؤية أعمال الرب يسوع الخارقة للطبيعة ومع ذلك رفضوه. أكثر،كيف و هي،و أكثر،كيف سليمان،دخلت ساحة تاريخ البشرية . بينما وتاب أهل نينوى من كرازة يونان،رفض بنو إسرائيل أن يتوبوا عن الكرازة بالذي أكثر من يونس.

اليوم، يسخر الكفر من قصة يونان باعتبارها أسطورة يهودية. تحدث يسوع عن يونان كشخصية تاريخية حقيقية، تمامًا كما تحدث عن سليمان. الأشخاص الذين يقولون إنهم سيؤمنون إذا رأوا معجزة مخطئون. فالإيمان لا يقوم على أدلة حسية، بل على كلمة الله الحية.

إذا كان الإنسان لا يؤمن بكلمة الله، فإنه لن يؤمن حتى لو قام أحد من الأموات. المطالبة بالعلامات لا ترضي الله. وهذا ليس إيمانًا، بل رؤية. يقول عدم الإيمان: أرني فآؤمن. فيقول الله: "آمنوا وسترون".

م. مثل الشمعة المضيئة (١١: ٣٣- ٣٦)

11,33 للوهلة الأولى يبدو أنه لا يوجد أي صلة بين هذه الآيات والآيات السابقة. ولكن بعد الفحص الدقيق، سنكتشف وجود علاقة مهمة جدًا. لقد ذكّر يسوع مستمعيه بذلك لا أحد،بعد أن أضاءت شمعة،ولا يضعه في مكان سري تحت السفينة.ويضعه في المنارة حيث يمكن رؤيته وحيث يضيء لكل الداخلين.

التطبيق هو: هو الذي أضاء المصباح- إله. في شخص وعمل الرب يسوع المسيح قدم نورًا ساطعًا للعالم. وإذا لم يرى أحد النور، فهذا ليس خطأ الله. في الإصحاح الثامن، تحدث يسوع عن مسؤولية تلاميذه في نشر الإيمان، وليس إخفائه تحت المكيال. وهنا في 11: 33 يكشف عدم إيمان النقاد الذين يطلبون منه آية، والتي يكون البحث عنها مدفوعًا بالجشع والخوف من العار.

11,34 وكانت نتيجة دوافعهم النجسة عدم الإيمان. في الواقع المادي عينيعطي ضوءكل شئ جسم.إذا كانت العين سليمة، فيمكن للإنسان أن يرى الضوء. أما إذا كانت العين مريضة، أي عمياء، فإن الضوء لا يستطيع أن ينفذ. إنه نفس الشيء في العالم الروحي. إذا كان الإنسان صادقًا في رغبته في معرفة ما إذا كان يسوع هو مسيح الله، فإن الله سيكشف له ذلك. إذا كان دافعه غير طاهر، إذا أراد التمسك بجشعه، إذا استمر في الخوف مما سيقوله الآخرون، فهو أعمى عن الكرامة الحقيقية للمخلص.

11,35 الأشخاص الذين تحدث معهم يسوع اعتبروا أنفسهم حكماء جدًا. لقد اعتقدوا أن هناك الكثير من الضوء بداخلهم. لكن الرب يسوع نصحهم أن يفكروا في هذه الحقيقة ضوء،أيّ الخامسلهم، في الواقع، هو الظلام.

إن الحكمة التي يدعونها وتفوقهم أبعدهم عنه.

11,36 فالإنسان ذو الدوافع النقية، الذي يفتح كيانه كله ليسوع، نور العالم، يمتلئ بالبصيرة الروحية.

له الحياة الداخليةسوف ينيره المسيح بنفس الطريقة التي ينير بها جسد الإنسان عندما يجلس تحت أشعة المصباح المباشرة.

ن- النظافة الخارجية والداخلية (11.37-41)

11,37-40 عندما قبل يسوع الدعوة فريسي واحدجاء إلى العشاء وأذهل مضيفه لم أغسل يدي قبل العشاء.قرأ يسوع أفكاره ووبخه على هذا الرياء والتعلق بالأمور الخارجية. ذكّره يسوع بأن ما يهم حقًا ليس كذلك خارجينقاء الطاسات،أ داخلي. من الخارج، بدا الفريسيون أبرارًا تمامًا، لكنهم من الداخل كانوا مملوءين بالسرقة والخداع. نفس الله الذي خلقت الخارجيةخلقت أيضا داخلي.إنه مهتم بأن تكون حياتنا الداخلية نقية.

"الإنسان ينظر إلى المظهر الخارجي، وأما الرب فينظر إلى القلب" (1 صموئيل 16: 7).

11,41 لقد فهم الرب مدى جشع الفريسيين وأنانيتهم، لذلك أخبر هذا السيد أولاً إعطاء الصدقات من ماذاهو عنده. لو استطاع اجتياز هذا الاختبار الأهم لمحبة جاره، ثم كلكان سيفعل بحتة.

تعليقات جي إيه إيانسايد:

"متى محبة اللهيملأ القلب كثيرًا لدرجة أن الإنسان يهتم باحتياجات جيرانه، عندها فقط هذه القاعدة الخارجية ستكتسب قيمة حقيقية. إن الإنسان الذي يجمع لنفسه باستمرار ويعامل بلامبالاة شديدة الفقراء والمحتاجين من حوله يشهد أن محبة الله لا تسكن فيه.(هاري أ. أيرونسايد، خطابات عن إنجيل لوقا،ص. 390.)

"إن الكلمات الصارمة المسجلة في الآيات 39-52 ضد الفريسيين والناموسيين قيلت على مائدة الفريسي (الآية 37). ما نسميه " طعم جيد"، غالبًا ما يأخذ مكان الإخلاص للحقيقة؛ فنحن نبتسم عندما يجب أن نتجهم، ونظل صامتين عندما يجب أن نتحدث. إن مقاطعة وجبة أفضل من كسر الأمانة لله."

س. عتاب الفريسيين (١١: ٤٢-٤٤)

11,42 الفريسيينكانوا من أتباع الخارج. لقد كانوا دقيقين بشأن أصغر تفاصيل قوانين الطقوس، مثل العشور من الصغار أعشابومع ذلك، لم يهتموا بعلاقتهم مع الله ومع الناس. لقد ظلموا الفقراء ولم يحبوا الله. ولم يوبخهم الرب على دفع العشور مع النعناع، شارعوجميع أنواع الخضروات، لكنه أشار ببساطة إلى أنه لا ينبغي عليهم أن يكونوا متحذلقين في تنفيذ الأشياء الصغيرة، وإهمال أهم واجبات الحياة، مثل الحكم ومحبة الله.لقد أكدوا على ما هو غير مهم وأضاعوا الشيء الرئيسي. لقد تحسنوا فيما يمكن أن يراه الآخرون، لكنهم لم يهتموا بما يراه الله وحده.

11,43 لقد أحبوا التباهي بأنفسهم واحتلال منصب مهم في المعابدوجذب أكبر قدر ممكن من الاهتمام في ساحة السوق. وهذا يعني أنهم لم يكونوا مذنبين بالتمسك بالظواهر الخارجية فحسب، بل بالفخر أيضًا.

11,44 وأخيرا، قارنهم الرب بهم توابيتمختفي. بحسب شريعة موسى، كل من لمس قبرًا كان نجسا سبعة أيام (عد 19: 16)، حتى لو لمسه ولم يكن يعلم أنه قبر. الفريسيينلقد أعطوا ظاهريًا انطباعًا بوجود قادة دينيين مخلصين. ومع ذلك، كان عليهم أن يضعوا علامة تحذيرية مفادها أن لمسهم سيؤدي إلى تدنيس الناس. كانت، مثل التوابيتخفي، مملوء بالفساد الأخلاقي والنجاسة، الذي يصيب الآخرين بعدوى الرياء والكبرياء.

ع. توبيخ المحامين (١١: ٤٥-٥٢)

11,45 القانونيونكانوا كتبة - خبراء في تفسير شريعة موسى. ومع ذلك، كانت مهارتهم تقتصر على إخبار الآخرين بما يتعين عليهم القيام به. ولم يمارسوا هذا بأنفسهم. شعر أحد الناموسيين بحدة كلمات يسوع الاتهامية وذكره أنه عندما انتقد الفريسيين، أهان أيضًا الخبراء القانونيين.

11,46 واغتنم الرب هذه الفرصة ليشير إلى بعض خطايا الناموسيين. أولاً، لقد اضطهدوا الناس بكل أنواع الظلم الأعباءالقانون، ولكن لم يفعلوا شيئًا لمساعدتهم على تحمل ذلك الأعباء.يلاحظ كيلي: "لقد كانوا معروفين بازدراءهم للأشخاص الذين استندت إليهم أهميتهم". (وليام كيلي، شرح إنجيل لوقا،ص. 199.) العديد من قواعدهم وضعها الناس وكانت تتعلق بمسائل ليس لها أهمية حقيقية.

11,47-48 وكان المحامون قتلة منافقين. لقد تظاهروا بالإعجاب بأنبياء الله. حتى أنهم ذهبوا إلى حد إقامة النصب التذكارية المقابرالعهد القديم الأنبياءوبطبيعة الحال، اعتبروا هذا دليلا على الاحترام العميق. لكن الرب يسوع كان يعلم خلاف ذلك. على الرغم من أنهم نأوا أنفسهم ظاهريًا عن أسلافهم اليهود الذين ضربالأنبياء بل اتبعوهم على أعقابهم. وفي نفس الوقت الذي كانوا يبنون فيه قبور الأنبياء، كانوا يخططون لموت نبي الله الأعظم، الرب نفسه. وسيستمرون في قتل أنبياء الله ورسله الأمناء.

11,49 وبمقارنة هذه الآية مع متى 23: 34 نرى ذلك حكمة الله- هذا هو يسوع نفسه. وهنا يقتبس الكلمات حكمة الله,من قال: "سأرسل إليهم الأنبياء".

وفي إنجيل متى لم يقتبس هذا من العهد القديم أو من أي مصدر آخر، بل ذكره ببساطة كبيانه. (انظر أيضًا ١ كورنثوس ١: ٣٠، حيث يتم الحديث عن المسيح باعتباره حكمة). وعد الرب يسوع بذلك سيرسل الأنبياء والرسلالناس من جيلهم، وسوف قتل والنفيهُم.

11,50-51 سوف يضبط ومن هذا الجيل دم الجميع،الذي يشهد لله، بدءًا من أول حادثة مسجلة في العهد القديم، أي، هابيل،حتى الحالة الأخيرة، وهذا هو زكريا قتل بين المذبح والهيكل(2 أي 24: 21). كان سفر أخبار الأيام الثاني هو السفر الأخير في القائمة العبرية لأسفار العهد القديم. لذلك شمل الرب يسوع موكب الشهداء كله بالذكر هابيلو زكريا.وبينما كان ينطق بهذه الكلمات، كان يعلم جيدًا أن الجيل الحي آنذاك سوف يقتله على الصليب، رافعا إلى مستوى مخيف كل الاضطهادات السابقة ضد رجال الله. ولهذا السبب بالذات سيقتلونه، دماء الجميعسيقع عليهم من قتلوا في المرات السابقة.

11,52 وأخيرًا، وبخ الرب يسوع المحامونهو أنهم أخذت مفتاح الفهمأي أنهم أخذوا كلمة الله من الشعب. على الرغم من أنهم أعلنوا الولاء ظاهريًا الكتاب المقدسلكنهم رفضوا بعناد قبول ذاك الذي يتكلم عنه الكتاب. و هم منعوآخرون ليأتوا إلى المسيح. هم أنفسهم لم يرغبوا فيه ولم يريدوا أن يقبله الآخرون.

ر. جواب الكتبة والفريسيين (11: 53-54)

من الواضح أن الكتبة والفريسيين كانوا غاضبين من اتهامات الرب المباشرة. هم بدأ يقترب منه بقوةوزادوا من جهودهم للقبض عليه عند كلمته. لقد حاولوا استخدام كل أنواع الحيل قبض على شيء مامن فمه ليشتكي عليه ويقتله. ومن خلال القيام بذلك، أثبتوا فقط الدقة التي قرأ بها شخصياتهم.

لوقا 11: 9-13

يجب عليك أيضًا أن تتعلم ألا تطفئ الروح. لن يحملك الروح القدس بقوة بعبء الصلاة. إنه وديع ولطيف للغاية.

إذا كنت متقبلاً ومنتبهًا لتأثير الروح القدس، فسوف تكون مثقلًا بالصلاة من وقت لآخر.

ولكن إذا أطفأت تأثيره على قلبك، فسوف يصبح باردًا وقاسيًا، وستصبح حياة صلاتك سطحية جدًا. لهذا "لا تطفئوا الروح"(1 تسالونيكي 5: 19).

تجنب المماطلة

لا تؤجل التواصل مع الله إلى وقت لاحق. التسويف لا يسرق الوقت فحسب، بل يسرق البركات أيضًا. عندما تشعر بالحاجة إلى قضاء الوقت بمفردك مع الله، لا تؤجله "إلى وقت أكثر ملاءمة"، لأن هذا الوقت قد لا يأتي أبدًا. عندما يقودك الروح القدس للصلاة، لا تنتظر الوقت المناسب التالي، والذي قد لا يأتي. استجب بسرعة لتوجيهات الروح القدس وستكون حياة صلاتك غنية ومثمرة.

لا تفتخر بالغد، لأنك لا تعلم ماذا سيولد ذلك اليوم.

أمثال 27: 1

كل ما تجده يدك لتفعله، افعله بقوتك؛ لأنه في القبر الذي تذهب إليه ليس هناك عمل ولا تفكير ولا معرفة ولا حكمة.

الجامعة 9:10

الفصل 10

ماذا قال يسوع عن الصلاة

عندما كان يسوع المسيح على الأرض في الجسد المادي. لقد علم الكثير عن الصلاة. ما قاله يتعلق تقريبًا بجميع الجوانب الأساسية للصلاة التي يحتاج المسيحي إلى معرفتها.

إذا تأملت في ما قاله عن الصلاة وعملت به، ستصبح حياة صلاتك غنية حقًا وستجلب البركات لكثير من الناس ومجدًا عظيمًا لله.

من المستحيل أن نغطي كل ما قاله يسوع عن الصلاة في إصحاح واحد، لكننا سنختار ما يتعلق بموضوعنا – التواصل مع الله.

تصالحوا وسامحوا

أول كلمات يسوع المسجلة عن الصلاة كانت عن المصالحة والغفران. قال يسوع أنه لكي تصلي بشكل فعال وناجح، عليك أن تصنع السلام مع الشخص الذي لديك ضغينة ضده.

فإذا قدمت قربانك إلى المذبح وهناك تذكرت أن لأخيك شيئا عليك،

فاترك هناك قربانك عند المذبح، واذهب أولا اصطلح مع أخيك، ثم تعال وقدم قربانك.

متى 5: 23، 24

وما يقال هنا عن الهدايا ينطبق أيضًا على الصلاة. في الصلاة اطلب وجه الرب. إذا تذكرت أن شخصًا ما لديه شيء ضدك، فاذهب أولاً وحل المشكلة ثم صلي.

لقد مررت بتجربة مماثلة عندما كنت في جامعة لاغوس. لقد قمت ذات مرة بتصحيح أخت واحدة بشكل حاد في عدة قضايا. لقد كانت رئيسة الشراكة ولم تستطع الرد علي بنفس الطريقة.

لقد قبلت التعليقات بهدوء، لكنها كانت مجروحة داخليًا بشدة.

في صباح اليوم التالي بدأت بالصلاة وعبادة الرب. كانت السماوات مثل النحاس. ومهما حاولت جاهدة، لم أتمكن من اختراق. حاولت أن أنظر داخل نفسي - لا توجد خطيئة غير معترف بها.

وأثناء هذا الصراع، تحدث معي روح الله عن الأخت التي تحدثت معها في اليوم السابق، وأن هذا قد ألحق بها ضررًا كبيرًا، وكانت تنقلب عليّ. كان علي أن أذهب وأقابل هذه الأخت وأحل هذه المشكلة. لم أكن أعلم أنه بعد مناقشتنا في اليوم السابق، أصبحت مكتئبة.

هذا هو بالضبط ما يتحدث عنه يسوع. أولاً، تعامل مع المظالم والمشاكل الأخرى - وبعد ذلك لن يتداخل شيء مع الصلاة.

ولكن ربما لديك شيء ضد الشخص الآخر. قال يسوع إنه إذا أردت أن تصل صلواتك إلى الله، عليك أن تغفر (مرقس 25:11، 26).

قال يسوع هذا، مما يعني أنه مهم للغاية بالنسبة لنا. إذا كنت تريد إجابة لصلاتك، فانظر إلى قلبك ورتب الأمور. من الضروري أن تسامح الجميع إذا كان لك شيء ضد أحد، وأن تتصالح مع كل من يمكن أن يكون له شيء ضدك.

أدخل غرفتك

علَّمنا الرب يسوع أننا يجب أن نخصص وقتًا لنكون وحدنا مع الله، ولنقيم علاقة شخصية وسرية معه. لقد علمنا ألا نكون مثل الفريسيين المرائين الذين يحبون الصلاة بطريقة تلفت الانتباه. وحتى اليوم، بعض المؤمنين في اجتماع عاميصلون صلوات طويلة، ولا يقضون خمس عشرة دقيقة يوميًا منفردين مع الله.

ومتى صليتم فلا تكونوا مثل المرائين الذين يحبون أن يقفوا ويصلوا في المجامع وفي زوايا الشوارع لكي يظهروا قدام الناس. الحق أقول لكم إنهم قد أخذوا أجرهم.